كاتب سعودي يدعو للتطبيع الثقافي مع إسرائيل.. “لماذا كل هذه الحساسية اتجاهها”
قال الكاتب السعودي أحمد عبدالرحمن العرفج إنه لا يعرف سببا مقنعا لهذه الحساسية؛ من كل ما هو إسرائيلي، أو عبري أو يهودي، مع أنهم يتداخلون مع الثقافة العربية، ويتقاطعون معها على أكثر من صعيد.
وأضاف في مقال نشره موقع صحيفة «الجمهورية» المصرية: «إذا كان المراد؛ حالة الحرب التي نعيشها معهم، فهذا ليس مبررا لكي نقاطع الثقافة، أو الإبداع الإنساني الذي ينتجونه.. وإذا كانوا هم أعداء لنا في بعض الجوانب، فداعش عدوة لنا في كل الجوانب».
وتابع: «ثم لماذا كل هذه الحساسية تجاه إسرائيل، رغم أن عدوتها الأولى -حركة حماس- وقعت هدنة طويلة الأمد معها، ويحرص قادة حماس على التمسك بالتهدئة على مدار الساعة، وتنسق مع مصر ليل نهار لاستمرار وساطتها بينها وبين إسرائيل، وحماس أيضا هنأت تركيا -قبل فترة- بمناسبة إعادة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، واصفة ذلك بـ(النصر والإنجاز)».
وقال «العرفج»: «إن التاريخ يخبرنا بأن التطبيع هو الأصل بين المسلمين واليهود، والمشتركات الإنسانية بينهما أكبر من الخلافات السياسية، فمثلا، هناك علاقة خاصة خالصة لوجه العلم والطب والفلسفة، جمعت العالم المسلم الكبير (ابن رشد)، بالعالم اليهودي (موسى بن ميمون)، قبل ألف عام في قرطبة».
وأردف مقاله: «وحتى أعطي أمثلة على أن الإسرائيليين أكثر قبولا لنا، ورحابة صدر منا، تذكر المصادر أنه أثناء حرب 1967، حاولت الفنانة (أم كلثوم) تأجيج الحرب النفسية من جهة، ودعم معنويات الجيوش العربية من جهة أخرى، فقالت: الأسبوع القادم إن شاء الله، سأغني في تل أبيت، في إشارة ضمنية إلى طرد الإسرائيليين منها خلال أيام.. لكن الإسرائيليين -بدهائهم المعتاد- لم يفوتوا الفرصة، فردوا على (أم كلثوم) قائلين: يشرفنا استضافتك يا ست أم كلثوم في أي وقت، للغناء في تل أبيب، فأنت لك مكانة خاصة في قلوبنا».
وأضاف «العرفج»: «أكثر من ذلك، اعترف الزعيم الإسرائيلي (شمعون بيريز) في مقابلة تلفزيونية، بأنه أجرى في أحد الأيام عملية قلب مفتوح على يد جراح فلسطيني، قائلا بالحرف الواحد: (لقد ائتمنته على حياتي، لأن كفاءته عندي أهم من العرق والجنس واللون)».
واختتم مقاله بالقول: «إن قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير (محمود درويش): «عابرون في كلام عابر)، أغضبت أعضاء الكنيست الإسرائيلي، لكن اللافت في القصة أن (شارون) –بشحمه ولحمه- أبدى إعجابه بشعر (محمود درويش)، قائلا: أحسده على شعريته الفذة، وأحسد الشعب الفلسطيني على علاقته بأرضه، مضيفا –أي شارون- أن السياسة شيء والإبداع شيء آخر، مكررا في أكثر من مناسبة، عشقه الكبير لأغاني الست (أم كلثوم)، ومن الشهود على ذلك وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزا رايس)، التي تقول بأنها، كلما زارت (شارون) في مزرعته في صحراء النقب، وجدته يسهر كل ليلة وهو يشوي اللحم على أنغام روائع (أم كلثوم)».