سد النهضة: فصل جديد من انهيار العلاقة المصرية السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1914
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تتجه السعودية إلى فتح مشاريع اقتصادية خارج القارة الاسيوية لتجد من إثيوبيا ملاذاً اقتصادياً جديداً يمكّنها من توجيه صفعة لمصر من نقطة قريبة من حدودها، وهذا ما رأى فيه مراقبون أنه سيزيد من حدة الخلاف بين البلدين، على الرغم من نفي المسؤولين الرسميين لذلك.
تقرير سناء ابراهيم
يبدو أن دائرة الخلافات بين القاهرة والرياض تتجه نحو الاتساع، ذاهبة الى ما بعد حدود البلدين، لتحط هذه المرة عند حدود سد النهضة في إثيوبيا، الذي من المتوقع أن يزيد حدة التوتر بين الجانبين، على وقع زيارة مستشار الملك السعودي في الديوان الملكي، أحمد الخطيب، إليه أثناء وجوده في أديس أبابا، الأمر الذي يشكّل استفزازاً لمصر بشكل مباشر، في وقت أشار مراقبون فيه إلى احتمال توجيه السعودية صفعة انتقامية لمصر عبر سد النهضة.
وتفتح هذه القضية الباب على مصراعيه أمام خلاف جديد بين المملكة وبلاد النيل، منطلقة من زيارة الخطيب إلى السد، ما يطرح جملة من التساؤلات عن أسباب الزيارة وأهدافها، ليتبين أن الخطيب بحث إمكانية توليد الطاقة المتجددة من السد، فضلاً عن اتفاقه مع رئيس الوزراء، هيلي ماريام ديسالين، على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وفق ما كشفت تقارير اعلامية، مضيفة أن ديسالين دعا السعودية إلى “دعم مشروع سد النهضة مادياً والاستثمار في إثيوبيا”، مؤكدًا رغبة بلاده في “التعاون مع المملكة في مجالات الطاقة”.
وأشار مراقبون إلى أن الخطوة السعودية هذه تنمّ عن محاولة الرياض للانتقام من القاهرة من أقرب نقطة ممكنة، ولعل سد النهضة يشكل مادة ذات حساسية لمصر، فقد شكّلت المفاوضات والاتفاقات حول السد مواقف ومراحل عصيبة بالنسبة إلى مصر وأثيوبيا والسودان أيضاً، وأن تأتي الرياض في هذا الوقت لتستثمر في إثيوبيا فهو أمرٌ لا يمكن تفسيره إلا بأنه خطوة كيدية من المملكة لتوجيه صفعة للقاهرة بسبب مواقفها الأخيرة المتعلقة بالتصويت لمصلحة مشروع قرار روسي في مجلس الأمن حول سوريا، أو لجهة ما أشيع عن استقبال القاهرة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بشكل سري، ناهيك عن التوترات بين البلدين بسبب جزيرتي تيران وصنافير.
وليست زيارة الخطيب الأولى لمسؤول سعودي إلى إثيوبيا، إذ سبقه وزير الزراعة السعودي عبدالرحمن الفضلي الذي بحث مشاريع اقتصادية في إثيوبيا ايضاً، غير أن المسؤولين الاثيوبيين رفضوا أن توضع الزيارات في خانة زيادة التوتر بين مصر والسعودية.
من جهته، أوضح وزير الموارد المائية المصري محمد نصر الدين علام إن زيارة مستشار الملك سلمان إلى سد النهضة الإثيوبي تشكل “سابقة جديدة”، وتعد “رداً على الخلافات الحالية” بين مصر والمملكة.
وأضاف علام أن زيارة الخطيب “استكمال للطموحات السعودية بالاستثمار في إثيوبيا لمجموعة من المشروعات الزراعية”، وأشار علام إلى أن السعودية “تخطط للاستفادة من سد النهضة في توصيل الكهرباء إلى السودان واليمن في إطار دعمها للدولتين على حساب المصالح المصرية”.