«قطان» يكشف كواليس انسحاب السعودية و8 دول عربية من القمة الأفريقية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1680
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

خالد المطيري
كشف السفير السعودي في القاهرة، «أحمد قطان»، القصة الكاملة وراء انسحاب المملكة ودول خليجية وعربية أخرى من القمة العربية الأفريقية التي استضافتها غينيا الاستوائية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات لـ«قطان» نشرها الحساب الرسمي لوزارة الخارجية السعودية على موقع «تويتر».
وقال «قطان»، عبر التغريدات: «تشرفت بتكليفي برئاسة وفد المملكة للقمة العربية الافريقية الرابعة».
وأضاف مستدركاً: «للأسف الشديد انسحبت المملكة والإمارات وقطر والبحرين وعمان والأردن واليمن والصومال من اجتماعات هذه القمة تضامناً مع المغرب».
وسارداً أسباب قرار الانسحاب، أوضح أنه راجع إلى «إصرار الاتحاد الأفريقي على وضع علم ما تسمى بـ(الجمهورية الصحراوية) في قاعة الاجتماعات»، لافتا إلى أن «هذا الأمر لم يسبق الاتفاق عليه في الاجتماعات التي عقدت قبل القمة ولم نعلم به كما يُشاع».
وبين أنه «تم في اجتماع لجنة الشراكة، الذي حضرته الكويت ومصر وموريتانيا وتشاد وإثيوبيا وغينيا الإستوائية ومفوضية الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، الاتفاق على الآلية، التي تم اعتمادها في قمة الكويت، عند توجيه الدعوات للدول الأفريقية، وعدم توجيه الدعوة لما يسمى بـ(الجمهورية الصحراوية)».
وذكر أيضا أن البلد المضيف للقمة (غينيا الاستوائية) أكد أنه «لن يقوم بتوجيه الدعوة لما يسمى بــ(الجمهورية الصحراوية)، كما أكد رئيسها (تيودورو أوبيانج نجويما مباسوجو ) لسمو أمير دولة الكويت (الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح) عند زيارته للكويت (في أكتوبر/تشرين الأول الماضي) أنه لن يقوم بتوجيه الدعوة لتلك الجمهورية».
وتساءل قطان مستنكراً: «كيف إذن نفاجئ بعد وصولنا بغير ما اتفقنا عليه ونجد علم ويافطة تلك الجمهورية في قاعة الاجتماعات؟».
وقال: «سبب انسحاب بعض الدول العربية يعود إلى إصرار دول الاتحاد الأفريقي على أمر لم نتفق عليه من قبل، وعدم التزامهم بما تم الاتفاق عليه في إعلان نواكشوط».
واعتبر أن «ما قام به الاتحاد الأفريقي هو محاولة لفرض الأمر الواقع ولم نقبل بذلك».
وأوضح أن «الدول العربية (لم يذكرها) التي دافعت عن بقاء العلم واليافطة يعود إلى اعترافها بتلك الجمهورية، وهذا حق سيادي لها لا يحق لأحد أن يعارضه».
ولم يذكر «قطان» الدول العربية التي دافعت عن «البوليساريو» في القمة، لكن من بين الدول التي شاركت في القمة، ولم تنسحب منها: الجزائر (تعترف بجبهة البوليساريو) والكويت ومصر.
واختتم تغريداته بالتأكيد على أن «ما يمس المغرب يمس المملكة»، مشددا: «سوف نقف معها قلباً وقالباً لأنها على حق».
ونجحت «جبهة البوليساريو» وداعموها في حصول ما يعرف بـ«الجمهورية الصحراوية» على عضوية منظمة الوحدة الأفريقية 1982؛ ما أدى إلى انسحاب المغرب من المنظمة رسمياً 1984.
لكن المغرب عاد في سبتمبر/أيلول الماضي، وتقدم بطلب للعودة إلى عضوية الاتحاد الأفريقي، بعد 32 عاماً من انسحابه من العمل الأفريقي المؤسساتي الجماعي، ومن المقرر أن تبت قمة أفريقية تعقد في يناير/كانون الثاني في هذا الطلب الذي لقي ترحيباً أفريقياً واسعاً.
وبدأت «قضية الصحراء» عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، لينشأ نزاع مسلح عليها بين المغرب و«جبهة البوليساريو».
وأعلنت «البوليساريو» قيام «الجمهورية العربية الصحراوية»، عام 1976 من طرف واحد؛ حيث اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضواً بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية.
وفي المقابل عمل المغرب على إقناع العديد من هذه الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الأفريقي سنة 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة الأفريقية. قبل أن تعلن في سبتمبر/أيلول الماضي رغبتها في العودة إلى المنظمة الأفريقية من جديد.
وتصر الرباط على أحقيتها في «إقليم الصحراء»، وتقترح كحل حكماً ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب «البوليساريو» بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب لها إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.
وتعززت العلاقات بين المغرب ودول الخليج مؤخراً.
وكان العاهل السعودي الراحل، «الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، اقترح في السابق ضم المغرب والأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، وهو الاقتراح الذي أيدته قمم سابقة دون أن يرى النور فعلياً.
لكن تشهد العلاقات المغربية الخليجية، حالياً، تطوراً في العلاقات الاقتصادية، ونوعاً من التنسيق بين الجانبين في المواقف السياسية الخارجية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، انعقدت في العاصمة السعودية الرياض أول قمة مغربية خليجية، والتي أكدت على ضرورة بلورة مواقف موحدة تجاه القضايا الإقليمية، وإعطاء دفعة جديدة للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
المصدر | الخليج الجديد