السعودية تحذر ترامب بشأن منع واردات النفط: تخاطر بصحة اقتصاد أمريكا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1849
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

فايننشال تايمز – التقرير
قال وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية، إن منع الرئيس الأمريكي لواردات النفط قد تكون خطوة خطرة تضر بالاقتصاد الأمريكي.
وحذرت المملكة العربية السعودية دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجديد، بأنه سيخاطر بصحة اقتصاد بلاده إذا عمل على وعوده الانتخابية المتعلقة بمنع واردات النفط.
وفي إشارة إلى الصعوبات التي يواجهها ترامب بسبب تعهدات حملته الانتخابية بتحقيق “استقلال للطاقة الأمريكية بشكل كامل” من “أعداء وعصابات النفط”، ونبه وزير الطاقة السعودي بشدة على الرئيس المنتخب بأن “الولايات المتحدة الأمريكية تستفيد أكثر من أي شخص آخر من التجارة الحرة العالمية”.
وقال خالد الفالح، الذي يشغل منصب رئيس شركة أرامكو النفطية المملوكة للدولة، في مراكش حيث كان يقود وفد المملكة العربية السعودية في محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، “سيرى الرئيس المنتخب ترامب الفوائد وأعتقد أن صناعة النفط ستقدم نصيحة له تبعًا لذلك بأن وقف التجارة في أي منتج يعد أمرًا غير صحيًا”.
وقال السيد فالح، الذي تعد بلاده أكبر مصدر للنفط في العالم، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تستورد ملايين البراميل من النفط، فهي استفادت أيضًا بشكل كبير من قدرتها على البيع بحرية “كميات كبيرة” من المنتجات المصدرة.
وقال، إن هذه التجارة الحرة عززت صناعة التكرير المزدهرة والنفط الصخري، التي تمكنت من “خلق الكثير من فرص العمل”.
وأضاف، إن الولايات المتحدة تعد نوع من أنواع حاملي أعلام الرأسمالية والأسواق الحرة”.
يشار إلى أن “الولايات المتحدة لا تزال جزءًا مهمًا جدًا من الصناعة العالمية غير المترابطة، وهذا هو التعامل مع السلعة القابلة للاستبدال وهي النفط الخام، لذا الحصول على تسوية من خلال التجارة الحرة تعد أمرا صحيا جدا للنفط”.
وأشار فالح إلى أن السعودية كانت لا تزال في انتظار رؤية ما سيفعله ترامب بمجرد توليه منصبه في يناير وقد بلغت بعض خطبه 50 ألف قدم من التصريحات، التي يمكن أن تتغير.
وقال فالح، إنه أمر شائع أن تخرج المزيد من الثروة بمجرد بدء الرئيس في الحكم، مضيفا أن السعودية تعتقد أن الإدارة الجديد يجب أن تأخذ وقتها لكي “تستوعب جميع هذه القضايا”، بما في ذلك كيفية تنفيذ اتفاق المناخ الذي تمت مناقشته في مراكش.
وتعهد ترامب بـ”إلغاء” الاتفاق الذي وقع عليه ما يقرب من 200 دولة في ديسمبر وتمت تسميته تغير المناخ وهو “خدعة” ملفقة من قبل الصين لإلحاق الضرر بالصناعة الأمريكية.
كانت المملكة العربية السعودية ضمن مجموعة صوتية من الدول التي تصر على أن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على خططهم بالحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بموجب اتفاق باريس، والذي وصفه فالح بأنه “اتفاق حاسم” و”أمر عظيم” يحتاج إلى أن يدخل حيز التنفيذ “عاجلا وليس آجلا”.
وعلى الرغم من ذلك، قال الوزير، إن ترامب قال بعض التصريحات “الإيجابية” حول أهمية الوقود الأحفوري.
وأضاف الوزير السعودي قائلا، “نحن بحاجة للتصدي لتغير المناخ، ونحتاج للحد من ارتفاع درجة الحرارة عالميًا إلى أقصى مدى ولكننا لا نستطيع القيام بذلك على حساب إبقاء الناس في الفقر، ووقف تنميتهم الاقتصادية”.
وفي حين أن استخدام العالم للوقود الأحفوري من شأنه أن “يقل مع مرور الوقت”، كمصدر للطاقة المتجددة الأرخص والأفضل، قال إن النفط والغاز سيظلون “جزءًا كبيرًا من مزيج الطاقة” لسنوات.
وأوضح الوزير، أن اتفاقية باريس تسمج لجميع الدول بمعالجة تغيير المناخ وفقًا لقدراتهم الذاتية، ما يعني أنه لا يوجد أحد كان يشير إلى أنه يجب وضع الولايات المتحدة في “قيود”.
ونتيجة لانعكاس الإحباطات التي تواجه العديد من الدول في “مراكش”، قال فالح، إن القوة الصناعية والتكنولوجية في الولايات المتحدة تعني أنه سيكون من السهل الالتزام بالاتفاق من الدول الفقيرة.
وأشار فالح قائلًا، “إذا كنت تفكر في اقتصادات مثل تلك الخاصة بالهند والصين وغيرها من الاقتصادات التي تستهلك الطاقة بشكل مكثف، فأعتقد أن الولايات المتحدة لديها المزيد من المرونة لمواجهة باريس بأقل الخسائر”.
وتابع: “تتمتع الولايات المتحدة بالفعل بميزة تنافسية من حيث تكاليف الطاقة، وأعتقد في ضوء ما يحدث في التكنولوجيا والطاقة المتجددة، وخصوصًا في قدرات الولايات المتحدة في هذا الصدد، وأنها ستجد أنها توفير حياة للجميع ممن يعيشون في باريس، سيجعل الولايات المتحدة تحتفظ بمركزها التنافسي العالمي إن لم تحسنه”.
وفي حين وصول قادة الحكومة إلى مراكش، يوم الثلاثاء، دعا الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، ترامب للتمسك باتفاق باريس.
وقال إن الولايات المتحدة، وهي الاقتصاد الأقوى في العالم، وثاني أكبر باعث للغازات المسببة للاحتباس الحراري، يجب أن تحترم التعهدات التي تم اتخاذها، مضيفًا “إنه ليس واجبهم ببساطة، إنه لمصلحتهم”.
وقال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين، إنه يأمل أن يقوم ترامب بتغيير المسار، نظرًا للحاجة الملحة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري..