«تركي الفيصل»: لا يجب على «ترامب» إلغاء الاتفاق النووي الإيراني

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1946
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أعرب الأمير «تركي الفيصل»، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، عن اعتقاده بأنه لا ينبغي للرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» أن يلغي اتفاقا نوويا بين إيران والقوى العالمية، لكن يجب عليه أن يوبخ الجمهورية الإسلامية بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
وراقبت الدول العربية الخليجية بانزعاج عندما توصل الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» إلى اتفاق مع أكبر خصم لهم في المنطقة بشأن البرنامج النووي الإيراني العام الماضي وحذرت من أن ذلك قد يشجع طهران في مسعاها للهيمنة الإقليمية من خلال وسائل من بينها جماعات تعمل بالوكالة عنها لإذكاء صراعات إقليمية.
وقال «ترامب» الذي فاز في الانتخابات الأمريكية هذا الأسبوع إنه سيلغي الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه العام الماضي بيد أنه أدلى ببيانات أخرى متناقضة بشأن الاتفاق. وتنفي إيران أن تكون فكرت على الإطلاق في تطوير أسلحة ذرية.
وقال «الفيصل» وهو سفير سابق للمملكة لدى كل من واشنطن ولندن، «لا أعتقد أنه يجب عليه أن يلغيه. لقد جرى العمل عليه (الاتفاق النووي) لسنوات عديدة والإجماع العام في العالم وليس في الولايات المتحدة فقط هو أنه حقق هدفا وهو فجوة لمدة 15 عاما في البرنامج الذي شرعت فيه إيران لتطوير أسلحة نووية».
وأضاف قائلا، في كلمة ألقاها في مركز أبحاث في واشنطن يوم الخميس، «إلغاء ذلك شئنا أم أبينا… سيكون له تداعيات ولا أعرف ما إذا كان من الممكن وضع شيء مكانه لضمان أن إيران لن تسير في هذا الطريق إذا ألغي الاتفاق».
وقال الأمير «تركي» إنه كان يود أن يصبح الاتفاق نقطة انطلاق نحو برنامج أكثر استدامة لمنع الانتشار النووي من خلال إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

أنشطة مزعزعة للاستقرار
وأضاف أن على «ترامب» أن يعاتب إيران على أنشطتها التي تنطوي على قدر كبير من المغامرة وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتدعم إيران الشيعية رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، وأرسلت فرقا إلى سوريا لجمع المعلومات وتدريب القوات السورية. وتخوض إيران شأنها شأن منافستها السنية السعودية حروبا بالوكالة في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
وقال «الفيصل» «أود أن أرى الرئيس ترامب يوجه الرأي العام الأمريكي ونشاط الحكومة الأمريكية لتحدي رأي إيران أنها يمكنها أن تعطي نفسها رخصة للتدخل».
ولا يشغل الأمير السعودي في الوقت الحالي أي منصب رسمي في القيادة السعودية وأكد على أنه يتحدث بصفة شخصية.
ووصف مصادر مطلعة آراءه بأنها كثيرا ما تعكس آراء كبار أمراء المملكة وأنها مؤثرة في دوائر السياسية الخارجية للرياض.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنه «ليس هناك ما يمنع الولايات المتحدة من الانسحاب من الاتفاق الذي أبرم في 2015 مع إيران بشأن برنامجها النووي، إذا ما أراد الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب ذلك»، لكنها حذرت في الوقت نفسه من أنه في حال قرر «ترامب» الانسحاب من الاتفاق فإن هذه الخطوة ستكون لها «عواقب وخيمة على سلامة الاتفاق».
وكان الرئيس الإيراني «حسن روحاني» قال الأربعاء، إنه «من غير الممكن أن يلغي ترامب الاتفاق النووي».
وصرح «روحاني» أمام حكومته، بأن «موقف إيران من الاتفاق النووي هو أن الاتفاق لم يبرم مع دولة واحدة أو حكومة واحدة، بل تمت المصادقة عليه بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، ومن غير الممكن أن تغيره حكومة واحدة».
وخلال حملته الانتخابية وصف «ترامب» الاتفاق بأنه «كارثي»، قائلا إن «إلغاءه سيكون أولويتي الأولى».
وعبر «ترامب» مرارا عن معارضته الشديدة للاتفاق النووي، الذي وقعته طهران مع الدول العظمى في يوليو/تموز 2015، واعتبره «أسوأ اتفاق»، وتعهد بأنه «سيمزقه منذ اليوم الأول» لتوليه مهام الرئاسة.
ووقعت إيران اتفاقًا مع مجموعة «5+1»، في منتصف يوليو/تموز 2015، من أجل التخلص من برنامجها للأسلحة النووية، ما يتيح رفع العقوبات المفروضة عليها.
وفي 16 يناير/ كانون ثان الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، رفع العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن طهران امتثلت للالتزامات المطلوبة بشكل يتناسب مع الاتفاق النووي الموقع.
يشار إلى أن المرشح الجمهوري «دونالد ترامب»، حسم المعركة الانتخابية لصالحه في سباق رئاسي تاريخي، ليكون الرئيس 45 للولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر | الخليج الجديد + رويترز