أمام ضربات الحوثيين.. السعودية لن تدفع بمزيد من القوات الى الحدود مع اليمن خوفا من انتفاضة للشيعة أو العمالة الأجنبية
باريس ـ “رأي اليوم”:
تواجه العربية السعودية مأزقا أمنيا وعسكريا لم تعرفه من قبل، وفق الدوائر الغربية، فلم تعد قادرة على الدفع بمزيد من القوات العسكرية في حرب اليمن بسبب التخوف من انتفاضة للشيعة أو خطر انتفاضة العمالة الأجنبية التي تعاني من الجوع كما يحدث مع الفلبينيين.
وبعد مرور سنة ونصف على الحرب التي شنتها العربية السعودية بدعم من الأنظمة الملكية بمبرر الدفاع عن الشرعية وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الى منصب الرئاسة، لم تنجح الحملة العسكرية “عاصفة الحزم” في تغيير الأوضاع السياسية في اليمن. ومن الناحية السياسية، ازدادت سوءا بعد إعلان حركة الحوثيين والرئيس السابق عبد الله صالح إنشاء “المجلس السياسي الأعلى” للحكم.
ويوميا، أصبحت قوات من الحوثيين تغامر ما وراء الحدود السعودية لتقوم بعمليات انتقامية من القصف، بعض هذه العمليات يكون لها تأثير وأخرى لا تحقق الهدف. ومن الناحية العسكرية، فاستمرار الحوثيين على الحدود مع السعودية هو فشل حقيقي للقوات العسكرية السعودية.
وكان قادة الرياض ينوون في البدء إقامة منطقة آمنة حول بعض المدن السعودية مثل النجران وجازان بالتغلغل في الأراضي اليمنية، ولكنها أصبحت في مرمى القذائف الحوثية عن قرب للعمليات التي يقوم بها كوندوهات يترسبون الى الأراضي السعودية والصواريخ الباليستية عن مسافة بعيدة.
وتوجد العربية السعودية في مأزق عسكري حقيقي، فهي لم تعد قادرة على الدفع بمزيد من القوات البرية نحو الحدود اليمنية. ويعود السبب الى تخوف السلطة في الرياض من انتفاضتين، فهي تتخوف من تحرك مفاجئ للشيعة السعوديين الذين ينتظرون الفرصة بعد النصر المعنوي في العراق وانقلاب الكفة في سوريا بسبب التدخل الإيراني وحزب الله وروسيا، وانهزام الرياض أمام الحوثيين في اليمن حتى الآن. وإذا وقعت انتفاضة مفاجئة، لن تنفع قوات الشرطة وحدها بل يتطلب الأمر تدخل الجيش.
وتراقب العواصم الغربية بقلق شديد مىل العمالة الأجنبية وخاصة الهندية والباكستانية والفلبينية التي فقدت العمل وتعاني من الجوع وقد تثور في وجه السلطات السعودية. وإذا انفجر فتيل العمالة الأجنبية، ستضطر السعودية الى الاعتماد على الجيش للسيطرة عليها. وبسبب صعوبة الوضع، تقوم السعودية بترحيل أكبر عدد من اليد العاملة التي تعاني من البطالة للتخفيف من خطرها مستقبلا.