ماذا وراء هذا الهجوم الشرس في الصحافة السعودية ضد الجنرالات السعوديين المطبعين مع اسرائيل؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3018
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وهل تشكل تراجعا عن هذه السياسة ام تشكل امتصاصا لغضبة شعبية.. ام تعكس الاثنين معا؟
جميل ان تنشر الصحف السعودية “شبه الرسمية” مقالات هجومية شرسة هذه الايام ضد “المطبعين” من السعوديين الذين يقومون بزيارات الى فلسطين المحتلة، ويلتقون مسؤولين اسرائيليين مثل الجنرال المتقاعد انور عشقي، ولعل هذه المقالات غير المسبوقة تعكس شعورا بـ”القلق” من قبل الحكومة تجاه ردود الفعل الشعبية الرافضة لهذا “التطبيع″ التي ازدحمت بها وسائط التواصل الاجتماعي في الاسبوعين الماضيين، وطالبتها بمنع هذه الزيارات رسميا ومعاقبة اللذين يقومون بها.
كان لافتا ان السفير عبد الله المعلمي مندوب السعودية في الامم المتحدة شكل “رأس الحربة” في هذا المضمار، عندما اصبح “اول مسؤول” سعودي ينشر مقالا في صحيفة سعودية عريقة (المدينة)، تحت عنوان “المطبعون المطبلون”، شن فيه هجوما لاذعا على الجنرال عشقي، ولكن دون ان يسميه، قال فيه “الامة العربية تواجه حفنة من الانهزاميين الذين يدعون انهم يتوشحون برداء العقلانية والاعتدال، ويحاضرون علينا بضرورة قبول الامر الواقع، ومواجهة الحقائق، ونسوا او تناسوا ان اولى الحقائق هي ان الايدي التي يمدها الاسرائيليون الينا، ما زالت تقطر بدماء الفلسطينيين”.
اما صحيفة “الوطن” السعودية التي تصدر من مدينة ابها، فقد نشرت مقالا لاحد كتاب اعمدتها البارزين يوم امس (الثلاثاء) شن فيه هجوما اكثر قسوة على الجنرال عشقي، ودون ان يسميه ايضا، وقال ان هؤلاء “المطبعين” لا يمثلون الشعب السعودي ولا حكومته، ولا ارث البلد السياسي”، ووجه سؤالا الى الجنرال بقوله “بأي جواز دخلت الى هذا الكيان العنصري المحتل، وانت تعلم ان شروط حمل هذا الجواز عدم زيارة هذا الكيان”، واكد ان كل من زاروا تل ابيب عادوا الى مكانهم في صناديق قمامة التاريخ”.
مثل هذه المقالات لا تصدر في معظم الاحيان الا بتوجيهات رسمية، واذا كانت غير ذلك، فإنها لا يمكن ان تنشر في صحف شبه حكومية، الا بضوء اخضر من السلطات العليا، ووجود مناخ رسمي مناسب لمضمونها، فالجنرال عشقي ليس السعودي الوحيد الذي صافح مسؤولين اسرائيليين، وان كان الوحيد الذي زار القدس المحتلة علنا، وقد سبقه الى هذه اللقاءات والمصافحات الامير تركي الفيصل، رئيس جهاز الاستحبارات السعودي والسفير الاسبق في لندن وواشنطن، الذي التقى وزير الدفاع موشيه يعلون في المانيا، ودخل في مناظرة علنية مع الجنرال احتياط يعقوب عميدور مستشار الامن القومي السابق لبنيامين نتنياهو، تلبية لدعوة معهد دراسات امريكي متخصص في شؤون الشرق الاوسط، ولكنه يختلف عن الجنرال عشقي بعدم زيارة الاراضي المحتلة.
لا نعرف ما اذا كانت هذه المقالات هي مقدمة لمراجعة “جدية” في سياسة التقارب السعودي الاسرائيلي، التي تحدث عنها نتنياهو نفسه اكثر من مرة، عندما قال ان هناك علاقات قوية تربط حكومته مع دول عربية خليجية ترتكز على ارضية معارضة لايران وطموحاتها النووية، ام انها محاولة لامتصاص النقمة السعودية الشعبية الغاضبة والمتصاعدة من جراء اعمال التطبيع هذه التي تعارضها الاغلبية الشعبية السعودية الساحقة؟
الحكومة السعودية التي ربطت في مبادرتها للسلام، اي تطبيع مع الاسرائيليين بالانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، خسرت كثيرا من جراء مثل هذه اللقاءات والمصافحات التطبيعية، في رأينا، حيث جرى توظيفها اعلاميا ضدها، في وقت تخوض فيه حروبا طاحنة بشكل مباشر في اليمن، وبالانابة في سورية.
زيارة الجنرال عشقي المقبلة للقدس المحتلة، ومصافحة الامير تركي الفيصل المقبلة ايضا لمسؤولين اسرائيليين، او عدمهما هي التي ستحمل الاجابة الواضحة على هذا السؤال.
“راي اليوم”