رغم اعلان نتنياهو أنه لن يقبل المبادرة السعودية كما هي أبدا فان العلاقات الاستخبارية السرية بين الدولتين آخذة في الاتساع

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1919
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بقلم: يوسي ملمان
يوم الاثنين، في اثناء لقاء وزراء الليكود، أعلن رئيس الوزراء بانه لن يوافق ابدا على قبول مبادرة السلام العربية كأساس للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. لقد قال بنيامين نتنياهو انه مع أن هناك في المبادرة بنودا ايجابية – الاستعداد للاعتراف باسرائيل وتطبيع العلاقات معها – من الواجب اجراء تعديلات عليها.
وتعرف خطة السلام العربية ايضا باسم “المبادرة السعودية”. فقد صاغها من كان في 2002 ولي العهد في المملكة، الامير عبدالله، واقرت في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بيروت في اذار 2002. ومنذئذ اقرت مجددا في مؤتمر آخر للجامعة العربية في 2007.
تدعو الخطة الى انسحاب اسرائيلي من كل المناطق المحتلة – الضفة الغربية بمن فيها شرقي القدس، قطاع غزة (الذي انسحبت منه اسرائيل في هذه الاثناء) وهضبة الجولان، واقامة دولة فلسطينية. وتطالب المبادرة بـ “حل عادل ومتفق عليه” لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الامم المتحدة 194، الذي يعتبر بحق اللاجئين ممن يرغبون في ذلك بالعودة الى ديارهم. وحسب المبادرة، مقابل هذه الخطوات ستعترف كل اعضاء الجامعة العربية باسرائيل وستطبع العلاقات معها.
في حديثه شدد نتنياهو على أنه اذا قيل لاسرائيل ان المبادرة غير قابلة للتغيير، مثابة خذه او دعه، فان سيفضل “دعه”. وفي الغداة سارع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الى الرد على تصريحات نتنياهو، وقضى بان لا حاجة لاجراء تعديلات على خطة السلام.
ظاهرا، هذا التبادل العلني للرسائل بين زعماء اسرائيل والسعودية يدل على الهوة الواسعة بين الدولتين، غير القابلة للجسر. كل الخبراء في السياسة والدبلوماسية في المملكة يتفقون على أن هذه لن توافق ابدا على تطوير علاقات علنية ومفتوحة مع اسرائيل، طالما لم يتوفر حل للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ولكن الامر لا يمنع، حسب منشورات اجنبية، وجود اتصالات سرية من انواع مختلفة تتواصل منذ بضع سنوات، وتسارعت في الاونة الاخيرة. في اساسها توجد هذه الاتصالات في الفكر السعودي، الذي له مصلحة مشتركة مع اسرائيل. والمصلحة المركزية هي الخصومة مع ايران. فالسعودية، مثل اسرائيل، تخاف من ايران ومن برنامجها النووي المتطور – الذي اوقف حاليا في درجة “حافة النووي” – ومن محاولتها توسيع نفوذها في الشرق الاوسط، إثارة الاقليات، دعمها لمنظمات ارهابية مثل حزب الله وتدخلها في الحرب في سوريا الى جانب نظام الاسد.
لقد سبق أن تحدثت منشورات أجنبية عن أن رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت التقى في محادثات مع مسؤولين سعوديين. ونشر أن رؤساء للموساد، بمن فيهم مئير دغان التقوا مع نظرائهم من السعوديين. واذا كانت هذه المنشورات صحيحة، فانه يمكن التقدير بان رئيسي الموساد اللذين جاءا بعد دغان – تمير باردو ويوسي كوهن – يمكنهما في ظروف معينة ان يواصلا هذه اللقاءات. واحد لن يسقط من كرسيه اذا تبين بان نتنياهو ايضا نال “ساعات نوعية” مع زعماء السعوديين.
نشرت المجلة الفرنسية “انتلجنس اونلاين” مؤخرا نبأ عن اسرائيل والسعودية بعنوان “التعاون يصبح فنيا”. وفي عنوان فرعي جاء ان “اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والسعودية تعمل على نحو مشترك منذ بضع سنوات. ولكنها قررت مؤخرا الارتباط في المجال الاستخباري الالكتروني ايضا”.
وحسب النبأ فان “موظفين كبار من الاستخبارات العامة الرئاسية طلبوا مؤخرا المساعدة من اسرائيل لتحسين قدراتهم الفنية”.
يقف على رأس جهاز الاستخبارات السعودي الجنرال خالد بن علي حميدان، الذي يتمتع بمكانة وزير في حكومة الرياض. وكان الملك سلمان عينه في منصبه قبل سنة ونصف، كجزء من سلسلة تعيينات جديدة للموالين له في مناصب أساسية. وحسب “انتلجنس أونلاين” فان “السعودية معنية أساسا بحلول متطورة في مجال الاعتراض والسابير الاستخبارت، وكذا برفع مستوى قدرات القيادة والتحكم في مراكزها العملياتية”.
كما كتب هناك ايضا بان “التعاون المعلوماتي” بين الدولتين “اصبح رسميا أكثر في السنوات الاخيرة ولا سيما في الاشهر الاخيرة وذلك بسبب خوف الدولتين من ايران”. وحسب “انتلجنس أونلاين”، فان “المهندس في الجانب الاسرائيلي للعلاقات الوثيقة هو تمير باردو، رئيس الموساد السابق”. كما كتب بان “وزارة الدفاع الاسرائيلية تسمح لشركات اسرائيلية بعرض عتاد على الرياض، ولا سيما في مجال الطائرات غير المأهولة وتكنولوجيا الصواريخ”.
ويذكر النبأ الموت في ظروف غامضة في كانون الثاني 2015 لمواطن امريكي وصف بانه “مهندس في شركة البيت للاجهزة الالكترونية”، في اعقابه “خرج التعاون الى النور”. وكان ريتشارد كارمر ابن الخمسين من نيوهمشاير يعمل في كولسمن، شركة فرعية امريكية لشركات البيت. وقد توفي في فندق في مدينة طابوق، التي تقع على مسافة نحو 200 كم عن العقبة وايلات. في طابوق يوجد المطار العسكري السعودي الاقرب الى اسرائيل. وبزعم السلطات السعودية فان كارمر انتحر، ولكن ابناء عائلته ينفون هذا الادعاء.
وشرحت لي الناطق بلسان شركة البيت هذا الاسبوع بانه لم يكن لزيارة ووفاة كارمر اي صلة باسرائيل، وانه كان مرتبط بمشروع صواريخ تاو الذي بدأ قبل أن تشتري البيت الشركة الامريكية.
معاريف 17/6/2016