استخبارات الكيان: صفقة F-35 لـ “السعودية” خطر “جسيم” على العلاقات الأميركية الإسرائيلية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 362
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لا تمثّل تطلعات النظام في “السعودية” لامتلاك أحدث التقنيات العسكرية الأمريكية، وتحديداً مقاتلات إف-35 الشبحية، مجرد صفقة تسلح عابرة، بل يرى فيها البعض –إن تمّت- مؤشرا على تغوّل طموحات هذا النظام وتداعياته المحتملة على استقرار المنطقة بأسرها. وكيان الاحتلال يعتبر نفسه أيضا من الأطراف المعنيّة بهذه الصفقة. جاء تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية ليسلّط الضوء على هذه المخاطر من منظور أمني إقليمي، حيث نقلت الصحيفة مخاوف عميقة عبّر عنها الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تامير هايمان. أكّد هايمان أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمضي في بيع طائرات إف-35 لـ “السعودية”، دون اشتراط مسبق للتطبيع مع الكيان الصهيوني، يمثّل إشارة واضحة تنذر بـ”خطر جسيم” يتهدد استقرار العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على المدى الطويل. هذا التصريح، الذي أدلى به هايمان خلال مؤتمر “UVID Drone Tech” في “تل أبيب”، يكشف عن قلق متصاعد داخل دوائر الأمن والاستخبارات الإقليمية من أن تزويد نظام الرياض بهذه المقدرات العسكرية النوعية هو بمثابة تفكيك ممنهج لضمانات التفوق العسكري النوعي التي لطالما كانت ركيزة أساسية للسياسة الأمريكية في المنطقة. إن هذه السياسة كانت تهدف ظاهرياً إلى حفظ التفوق الإسرائيلي العسكري في المنطقة. لكن هذا التطور، الذي نقلته “جيروزاليم بوست” بتفصيل، يضع مصير العلاقات العسكرية والدبلوماسية الخاصة بين الولايات المتحدة وحليفتها في مهب الريح، وفقا لما ورد في الصحيفة. ويعكس هذا مدى استعداد النظام في “السعودية” لاستغلال التحولات السياسية في واشنطن لخدمة أجندته التوسعية والعسكرية. ويذهب هايمان، المدير التنفيذي الحالي لمعهد دراسات الأمن القومي INSS))، إلى ما هو أبعد من مجرد القلق الآن. فقد حذّر من أنه حتى في “عصر العلاقات العظيمة” مع ترامب، فإن الإتجاهات السياسية والاجتماعية الأمريكية الأوسع تشير إلى أن قضايا الكيان الصهيوني أصبحت مسيّسة ومتّصلة بالخلافات الداخلية الأمريكية، وهو ما يهدد الدعم الأمريكي الأوسع. هذا التحليل يعني أن نظام “السعودية” لم يعد بحاجة للمرور بـ”القدس” كبوابة للوصول إلى واشنطن، بل أصبحت لقاءات القمة مباشرة، في تغيير جوهري لخارطة النفوذ الإقليمي. إن مقارنة ترامب بين الكيان و”السعودية” في استحقاق امتلاك طائرات إف-35، التي تعتبر أكثر مقاتلات الجيل الخامس تقدماً في العالم، هو بالنسبة لكيان الإحتلال لا يمثل خطأ تكتيكياً، بل هو تغيير للمعيار الذي كان يضمن لـ “إسرائيل” تفوقاً نوعياً لا يمكن المساس به في المنطقة. ما يعتبره الصهاينة “تنازلاً أمريكياًّ” يصب بشكل مباشر في تعزيز القوة العسكرية لنظام نعرف جيداً تاريخه في التدخلات الإقليمية ونشر الفوضى، وفق الصحيفة العبرية، ممّا يُشعِل فتيل سباق تسلُّح إقليمي محموم، حيث تسعى القوى الأخرى في المنطقة إلى تعويض ما فقدته من توازن في القوة الجوية، مما يزيد من احتمالات الصراع ويهدّد حياة الملايين. ومن نافلة القول إن تضخيم القوة العسكرية لنظام قمعي هو بمثابة إعطائه الضوء الأخضر لزيادة قمعه الداخلي وتدخله الخارجي، مستنداً إلى تفوق جوي لا يمكن مجاراته. وعلى الرغم من أن التقرير المنشور في “جيروزاليم بوست” يركز بشكل طبيعي على المخاوف الإسرائيلية المباشرة، إلا أن سياق تحليل هايمان للمخاطر الإقليمية يرسم صورة أوسع للتوتر المتصاعد الذي يضاعف من خطورة تسليح “السعودية”. فقد تطرّق هايمان إلى الوضع في إيران، مشيراً إلى أنه إذا أعادت طهران بناء برنامجها النووي، فلا يرى خياراً آخر سوى شن هجوم إسرائيلي جديد، معترفاً بأن أي جولة قادمة ستنطوي على ضرر كبير للجبهة الداخلية الإسرائيلية، ومشككاً في استعداد السكان المدنيين لجولة صراع مكثفة أخرى. التقرير العبري المستند إلى تصريحات تامير هايمان يؤكد أن مسألة بيع إف-35 لـ “السعودية” ليست مجرد مسألة أمن قومي لدولة واحدة، بل هي نقطة تحول جيوسياسية تكسر التقاليد وتفرض حقائق جديدة في المنطقة. فإذا كان هذا التنازل الأمريكي يثير قلق حلفاء واشنطن القدامى إلى هذا الحد، فما هو حجم الخطر الذي يتهدد شعوب المنطقة المعارضة والمناهضة لسياسات نظام الرياض القمعية؟ بعيدا عن ما تحدّث به الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ففي حال مُنِحَ نظام “السعودية” القدرة على الوصول إلى هذا السلاح النوعي، يمثل ذلك دعماً غير مشروط لسلوكياته المزعزعة للاستقرار، ويمنحه غطاءً دولياً لمواصلة تدخله في شؤون جيرانه. إلى جاني ذلك، فإن امتلاك “السعودية” لهذه المقاتلات المتقدمة سيعطي النظام شعوراً بالإفلات من العقاب، وسيعزز من قدرته على شن ضربات جوية بعيدة المدى، مما يزيد من احتمالات التصعيد ويقوض أي فرص حقيقية للسلام والاستقرار في المنطقة.