الإعلام السعودي يروّج لزيارة بن سلمان إلى واشنطن متجاهلا سيل الانتقادات التي وُجهت لسجله الحقوقي المظلم

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 282
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نبأ – يواصل الإعلام السعودي الترويج للزيارة الرسمية التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان إلى واشنطن قبل أيام، واصفا إياها بأنها نجاح دبلوماسي واقتصادي كبير، في محاولة واضحة لتلميع صورة ولي العهد على الساحة الدولية

وسائل الإعلام الحكومية والخاصة المقربة من الرياض، من بينها الشرق الأوسط وتحت عنوان “زيارة واشنطن عززت دور الأمير محمد بن سلمان عالميا ودور المملكة حليفا مقربا لأميركا”،  ركزت على صفقات التسليح الضخمة التي أبرمها بن سلمان، والتي شملت مقاتلات “إف‑35” وطائرات مسيّرة متطورة، بالإضافة إلى توقيع اتفاق الدفاع الاستراتيجي بين السعودية والولايات المتحدة، وعقود ضخمة لمشاريع الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية السلمية. كما سلط الإعلام الضوء على شراكة كبيرة لإنشاء مصفاة للمعادن الأرضية النادرة، في محاولة لإظهار المملكة كمركز اقتصادي واستثماري رئيسي.

وروج الإعلام السعودي للزيارة على أنها عززت مكانة ولي العهد العالمية، وأكدت دور المملكة كحليف مقرب للولايات المتحدة، بل ووصفته بعض القنوات الرسمية بأنه زعيم عربي بارز قادر على لعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران، في محاولة لتسويق صورة المملكة كلاعب مؤثر في حل النزاعات الإقليمية.

وتجاهل إعلام النظام السعودي تطرق الإعلام الأميركي إلى الملف الحقوقي بالتزامن مع الزيارة، والذي شدد على أن إدارة ترامب اختارت إعطاء الأولوية للتجارة ومبيعات الأسلحة على حقوق الإنسان. واكدت صحف أميركية أنه تم إسكات المجتمع السعودي، خاصة مع عودة ترامب، فيما يعتقد محمد بن سلمان أنه قادر على فعل ما يشاء بالنظر إلى أنه ينعم بانعدام تام للمساءلة، وهو ما يكشف السبب وراء تصاعد وتيرة الإعدامات، والتي شملت قاصرين.

هذه الدعاية الإعلامية السعودية لا تعكس الواقع الداخلي، إذ تتواصل الانتهاكات الحقوقية في السعودية بوتيرة متصاعدة، بما في ذلك الإعدامات الجماعية، والاعتقالات التعسفية للناشطين السياسيين والصحفيين، وقمع الحريات العامة بشكل ممنهج. كما يظل ملف اغتيال الصحفي جمال خاشقجي الذي ارتكب عام 2018 نقطة سوداء تطارد ولي العهد دوليا، بينما تغطي وسائل الإعلام السعودية على هذه القضايا عبر تسليط الضوء على صفقات اقتصادية وسياسية.

ورأى حقوقيون أن ما تسعى له السعودية من خلال هذه الزيارة ليس إلا تلميعا دوليا لصورة ولي العهد، وتحويل الأنظار عن سجل المملكة القمعي.