حج 2026: بين الأمن والقيود .. ضيوف الرحمن يواجهون تحديات التنظيم
نبأ – تشهد التعليمات الجديدة التي أصدرتها وزارة الداخلية السعودية لموسم حج 2026 موجة واسعة من الجدل، إذ تعتبر استمرارًا لنهج التضييق غير المبرر على الحجاج، تحت ذرائع التنظيم والأمن والسلامة.
ورغم أهمية إدارة هذا الحشد الضخم من ضيوف الرحمن، إلا أن الواقع يكشف عن ثغرات متكررة تجعل من فريضة الحج تجربة مرهقة أكثر منها روحانيةً.
فأبرز هذه القيود يتمثل في منع التصوير داخل الحرمين الشريفين، وهو قرار يراه كثيرون مبالغًا فيه، إذ يحرم الحجاج من توثيق رحلتهم الإيمانية ويحدُّ في الوقت ذاته من الرقابة الشعبية على أي تجاوزاتٍ تنظيميةٍ.
كما أن نظام التفويج الصارم، مع ارتفاع درجات الحرارة، يؤدي إلى إرهاقٍ جسديٍّ وحالاتِ إجهادٍ حراريٍّ، في ظل ضعف الإجراءات الميدانية للتعامل مع الطوارئ الصحية.
وتبرز كذلك مشكلة غياب الشفافية في توزيع تصاريح الحج، ما يفتح الباب أمام الفساد وبيع التصاريح في السوق السوداء، بينما تُفرض عقوباتٌ صارمةٌ على من يؤدي الحج دون تصريحٍ، تصل إلى الترحيل ومنع الدخول لعشر سنواتٍ، دون أي آليةٍ عادلةٍ للاستئناف أو التظلم.
إلى جانب ذلك، يعاني الحجاج سنويًا من ارتفاعٍ متواصلٍ في تكاليف أداء الفريضة، إذ باتت تكاليف الإقامة والتنقل والخدمات المصاحبة تفوق قدرة شريحةٍ واسعةٍ من الراغبين، ما يجعل الحج حكرًا على من يملكون المالَ فقط.
هذه السياسات تعكس هيمنة البعد الأمني على إدارة الحج، بدل التركيز على البعد الإنساني والديني.
المطلوب اليوم مراجعةٌ شاملةٌ تعيد لفريضة الحج روحها الإيمانية القائمة على الرحمة والعدالة، لا على القيود والمنع.
خدمةُ ضيوف الرحمن يجب أن تُبنى على العدالة والرحمة، لا على تقييد الحجاج وإرهاقهم باسم التنظيم.
