خشية في “السعودية” من مكاسب قطر ضمن خطة ترامب
نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” تقريرا أكدت فيه خشية “السعودية”، والإمارات، والبحرين من المكاسب الكبيرة التي ستنالها قطر ضمن خطة ترامب لإعادة إعمار الشرق الأوسط. مصدر سعودي صرّح للصحيفة قائلاً: “تدخل قطر الزائد سيتسبب بانهيار الخطة”. وفي الوقت نفسه، يستعدّ المستوى السياسي والعسكري في “إسرائيل” للتعامل مع خروقات محتملة من جانب حماس بعد عودة الأسرى، ومع الاحتمال الكبير بأن تصرّ الحركة على الاحتفاظ بسلاحها، فيما المفاوضات على “المرحلة الثانية” قد بدأت فعلياً. ولفتت الصحيفة إلى أنه “خلال التحركات التي شهدها الشهر الماضي، بقيت بعض “الدول” المهمة خارج دائرة الضوء، وهي “الدول الخليجية المعتدلة”: “السعودية” والإمارات والبحرين. هذه الدول دعمت خطة ترامب التي أنهت الحرب، لكنها غير راضية عن الثمن الكبير الذي يمنحه ترامب لقطر — التي ما زالت تُعتبر خصمًا لها، والداعمة لجماعة الإخوان المسلمين التي تزعزع الأنظمة العربية، إلى جانب تعزيز مكانتها الإقليمية”. وتُثير الاتفاقيات الأمنية بين الولايات المتحدة وقطر قلق هذه الأنظمة في الخليج أيضًا، رغم أنها يُفترض أن تكون شريكة في عملية إعادة إعمار غزة، مع موقف قريب من الموقف الإسرائيلي. فهي تدعم بشكل واضح نزع سلاح حماس بالكامل، وعودة السلطة الفلسطينية فقط بعد إصلاحات عميقة وبرامج “إزالة التطرف”. وتلفت الصحيفة إلى مشاركة هذه الأنظمة في العملية “عبر خطط لإصلاح المناهج التعليمية، بما في ذلك دروس الدين، وتغيير الخطاب الإعلامي تجاه إسرائيل واليهود. لكنها في الوقت ذاته تطالب إسرائيل بالتقدّم نحو حلّ سياسي على أساس الدولتين.” وحول موضوع التطبيع قال دبلوماسي سعودي لصحيفة إسرائيل هيوم: “إنّ مسألة التطبيع مطروحة على الطاولة، لكن لا ينبغي توقّع حدوثها خلال أشهر قليلة”. وأضاف: “الطريق ما زال طويلاً حتى نرى الاتفاق يُنفَّذ بالكامل، بما في ذلك البنود التي تلتزم بها إسرائيل تجاه السلطة الفلسطينية، والدخول في مفاوضات جدّية حول حلّ الدولتين. سنعمل على أن تفي السلطة بالتزاماتها، لكن على إسرائيل — أياً تكن الحكومة — أن تلتزم بما وافق عليه نتنياهو”. وعندما سُئل إن كان يتوقع من الائتلاف الحالي دفع تسوية طويلة المدى مع الفلسطينيين، أجاب: “لقد سمعنا جميعًا الوزراء المتطرفين في هذه الحكومة، وسيكون على نتنياهو الآن، أو على الحكومة القادمة، أن تقرر إن كانت ستدعم خطوات متطرفة مثل فرض السيادة، أم تسعى فعلًا إلى حلّ حقيقي يجلب في النهاية الهدوء”. وفيما يخص قطر، أضاف المسؤول السعودي بلهجة حادّة: “من الخطأ الاعتماد على قطر، فهي تقف خلف حركة الإخوان المسلمين. مشاركة قطر الزائدة في المراحل المقبلة من الخطة وفي إعادة إعمار القطاع ستؤدي إلى انهيار خطة ترامب، لأن لقطر مصالح مختلفة؛ فهي ستُفشل خطوات مثل إزالة التطرف، وستسعى لضمان بقاء حماس في المشهد لتعود في المستقبل القريب”. في سياق متصل، قال دبلوماسي من إحدى دول الخليج لقناة “كان” الإسرائيلية: “انتهاء الحرب في غزة يقرّب التطبيع بين إسرائيل و”السعودية”، لكنه ما زال بعيدًا عن متناول اليد”. مدعيا أن “السعودية” تريد شيئًا كبيرًا في المسألة الفلسطينية”. وأصرّ مصدر من آل سعود في محادثات مع “كان” خلال الأشهر الأخيرة على أن بلاده ملتزمة بحلّ الدولتين، وبإقامة كيان دولة فلسطينية منزوعة السلاح حتى بعد انتهاء الحرب. وخلف الكواليس، وفي إطار النقاط الواردة في خطة ترامب لإنهاء الحرب، أدخل السعوديون والأتراك في البداية بندًا يتضمن التزامًا بعدم ضمّ مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، غير أن الجانب الإسرائيلي أزال هذا الالتزام لاحقًا. وبالنسبة للسعوديين، فإن مثل هذا القرار قد يوجّه ضربة قاضية لاحتمال التطبيع مع “إسرائيل”، وفقًا لما بثّته قناة “كان”. وقال مصدر سعودي للقناة حينها إن ضمّ أراضي الضفة الغربية سيقضي أيضًا على فرص التطبيع بين “إسرائيل” و”السعودية”، مضيفًا أن اتخاذ مثل هذه الخطوات يعني أن “إسرائيل” “تلعب في أيدي إيران وحماس”، اللتين تسعيان إلى منع قيام علاقات بين “إسرائيل” والدول العربية. ستة دول عربية كثفت التعاون العسكري سريا مع “إسرائيل” خلال الحرب على غزة كشفت صحيفة واشنطن بوست أن ستة دول عربية (الأردن “السعودية” مصر البحرين الإمارات قطر) وسعت تعاونها العسكري مع الاحتلال خلال السنوات الثلاث الأخيرة نقلا عن مصادر مطلعة. وقالت الصحيفة، إنه “على الرغم من الإدانة العلنية الشديدة لإسرائيل من قبل الحكومات العربية خلال حرب غزة ، فإن العديد من تلك البلدان نفسها حافظت سرا على تعاون عسكري واستخباراتي وثيق مع إسرائيل”. وبحسب وثائق أمريكية مسربة حصلت عليها الصحيفة والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، شاركت ست دول عربية على الأقل في إطار دفاعي إقليمي سري يُعرف باسم “البناء الأمني الإقليمي”. وتم إدراج الكويت وسلطنة عمان كشركاء محتملين في المستقبل. وذكرت الصحيفة، أن الآلية التي أنشئت بالتنسيق مع القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، عملت كشبكة سرية لتبادل المعلومات والتدريبات المشتركة والتنسيق العملياتي بهدف مواجهة النفوذ الإقليمي الإيراني وتعزيز العلاقات العسكرية مع “إسرائيل”. كما صُنفت جميع الاجتماعات على أنها “مدعومة وسرية”، مع أوامر صارمة تمنع التصوير أو التواصل مع وسائل الإعلام. .وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، أفادت التقارير أن الشبكة نظمت سلسلة من القمم الأمنية الإقليمية والتدريبات – من البحرين والأردن إلى قاعدة العديد الجوية في قطر وفورت كامبل في كنتاكي – حضرها ضباط كبار من “إسرائيل” والدول العربية والجيش الأمريكي. وتناولت إحدى الوثائق تدريبات دولية مفصلة حول كشف الأنفاق وتدميرها، وهي نفس التقنية التي تستخدمها حماس في غزة، ووصفت وثيقة أخرى تدريبًا مشتركًا عُقد في مصر في أيلول/ سبتمبر، وشاركت فيه قوات من الولايات المتحدة و”إسرائيل” و”السعودية” والأردن ومصر واليونان والهند وبريطانيا وقطر. وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف المعلن للمبادرة هو إرساء تنسيق آني في مجالات الاستخبارات، وربط الرادارات، والاتصالات السيبرانية، وأنظمة الدفاع الصاروخي. ومنذ عام 2022، دَمجت الدول المشاركة بيانات رادارها وأجهزة استشعارها مع الشبكة الأمريكية لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية. ولفتت الوثائق إلى أن دولتين عربيتين لم يتم تسميتهما تقاسمتا المعلومات الاستخباراتية بشكل مباشر مع سرب من القوات الجوية الأمريكية، ويستخدم جميع المشاركين الآن منصة دردشة مشفرة للتواصل المباشر مع واشنطن والعواصم الحليفة. وتصف إحاطات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) المذكورة في الوثائق إيران ووكلائها الإقليميين بـ”محور الشر”، حيث تُظهر خرائط تُشير إلى التهديدات الصاروخية في غزة واليمن. وتنظر واشنطن إلى هذا الهيكل كوسيلة لتعزيز رواية “الازدهار والتعاون الإقليميين” ودحض ادعاء طهران بالدفاع عن الفلسطينيين بحسب الصحيفة. وذكرت “واشنطن بوست” أن المعلومات وزعت على أعضاء تحالف “العيون الخمس” الاستخباراتي – الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا – مما يُبرز البعد العالمي للمبادرة. وتشمل الخطط المستقبلية إنشاء “مركز سيبراني للشرق الأوسط” و”مركز دمج معلومات” إقليمي لتسهيل تبادل البيانات آنيًا وتدريب الخبراء الإسرائيليين والعرب على الدفاع الرقمي. كما أفادت التقارير أن “السعودية” لعبت دورا فاعلا بشكل خاص، حيث زودت “إسرائيل” وجيرانها العرب بمعلومات استخباراتية حول سوريا واليمن ونشاط داعش. وتضمن اجتماع رئيسي عُقد في كانون الثاني/ يناير في قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي تدريبات على تحديد الأنفاق الهجومية وتحييدها، وهو تكتيك شائع في حرب غزة. وفي إحاطة أخرى، قدم مسؤولون”سعوديون” وأمريكيون لمحة عامة عن النشاط الروسي والتركي والكردي في سوريا، إلى جانب تحديثات حول التهديدات “أنصار الله” في اليمن وعمليات داعش في العراق وسوريا.
