ضغط سياسي متصاعد تمارسه الرياض على الحكومة اللبنانية
نبأ – في زيارة جديدة تحمل أبعادًا سياسية واضحة، جال السفير السعودي في بيروت وليد بخاري الأحد 10 أغسطس في مدينة طرابلس، حيث التقى شخصيات سياسية بارزة بينها أشرف ريفي وفيصل كرامي، في خطوة تعكس اندفاعًا سعوديًا متجددًا نحو الشمال اللبناني. هذه التحركات تأتي في سياق ضغط متصاعد تمارسه الرياض على الحكومة اللبنانية، تزامنًا مع ملفات حساسة أبرزها خطة «حصر السلاح بيد الدولة» وما يرافقها من تجاذبات داخلية وإقليمية.
التحرك السعودي لا يمكن قراءته كزيارة بروتوكولية، بل كجزء من مشروع أوسع لإعادة رسم الخريطة السياسية في لبنان، خصوصًا في الساحة السنية، بهدف تشكيل جبهة قادرة على موازنة نفوذ قوى المقاومة وحلفائها. ربط المساعدات والاستثمارات الخليجية بشروط سياسية وأمنية واضحة بات أداة ضغط مركزية، تستخدمها الرياض لفرض أجندتها، من نزع السلاح إلى إعادة تموضع لبنان ضمن المحور العربي الموالي لها.
هذا المسار، وإن كان يرفع شعار «دعم الدولة»، إلا أنه يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول السيادة اللبنانية، ومدى قدرة الحكومة على اتخاذ قراراتها بعيدًا عن الابتزاز السياسي والاقتصادي. فهل تسعى السعودية لإعادة التوازن في لبنان، أم لتكريس هيمنة خارجية تجر البلاد إلى مزيد من الانقسام والصراع؟
