تزايد الأصوات المنتقدة لسياسة آل سعود في إدارة الحج

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 810
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

منذ أن استولى آل سعود على الحجاز في عام 1925، باتت إدارة الحج والعمرة احتكارًا قسريًا تفرضه “السعودية”. هذا الاستئثار، الذي امتد لما يقارب القرن، وضع أقدس الشعائر الإسلامية تحت وصاية نظام واحد، مانحًا إياه نفوذًا دينيًا وسياسيًا واقتصاديًا غير مبرر على العالم الإسلامي بأكمله. لم تعد هذه الإدارة، مع مرور السنين وتزايد أعداد الحجاج وتنوع خلفياتهم، مجرد مسؤولية شكلية، بل تحولت إلى أداة تُستخدم لتكريس النفوذ والتحكم، ما أثار تساؤلات حادة حول كفاءتها وشرعيتها في ظل معطيات العصر الراهن. إن ما شهده موسم الحج من حوادث كارثية وتحديات متكررة، إضافة إلى الأصوات المتصاعدة المطالبة بإنهاء هذه الوصاية ومشاركة أوسع في الإدارة، فرض في كثير من المحطات نقاشًا حاسمًا حول مستقبل هذه الشعيرة المقدسة وسبل ضمان حج آمن وميسر وعادل لملايين المسلمين حول العالم، بعيدًا عن قبضة النظام السعودي. مؤسسة صهيونية تشهد للسعودية بسوء إدارتها مؤسسة منتدى الشرق الأوسط (Middle East Forum، المعروفة بتقربها من دوائر الضغط السعودية، تطرقت بقلم الكاتبة بليك جونسون إلى تساؤل جوهري يتجاوز مجرد التفاصيل اللوجستية: هل ينبغي للسعودية أن تستمر في إدارة الحج؟ تُبرز الكاتبة أن إدارة الحج ليست مجرد عملية دينية بحتة، بل هي منظومة لوجستية وإدارية هائلة تتطلب قدرات تنظيمية فائقة لاستيعاب وتنظيم تدفق ملايين الحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض. يشمل ذلك توفير البنية التحتية اللازمة من سكن ونقل ورعاية صحية وطوارئ، بالإضافة إلى إدارة الحشود الهائلة لضمان سلامتهم. ووفقًا لما ورد في المقال، فإن التحديات التي تواجه إدارة الحج تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت، لا سيما في ظل تزايد أعداد الحجاج سنويًا. يطرح المقال تساؤلات صريحة حول مدى أهلية السعودية للاستمرار في احتكار هذه الإدارة بشكل منفرد، ويشير إلى بعض الحوادث المأساوية والتحديات الكبرى التي شهدتها مواسم الحج السابقة، والتي أثارت انتقادات واسعة بشأن كفاءة الإدارة وخطط الطوارئ. علاوة على ذلك، لطالما نبّهت الجهات المعنية بمراقبة إدارة الحج والعمرة، إلى البعد السياسي لإدارة الحج، متحدثة عن أن هذه الشعيرة أصبحت تمثل نقطة نفوذ سياسي وديني هامة للنظام السعودي، الأمر الذي يثير مخاوف جدية لدى البعض بشأن إمكانية تسييس الحج أو استغلاله في أجندات سياسية إقليمية.واجتمعت الأصوات، سواء التنظيمية أو العشبية على ضرورة ضمان إدارة محايدة وفعالة، تُعنى بمصالح جميع المسلمين دون تمييز أو تسييس، هو أمر لا غنى عنه لضمان الحفاظ على قدسية هذه الفريضة وروحانيتها. تحديات تنظيم الحج من منظور الدول الإسلامية: حالة بنغلاديش تكشف فشل الإدارة السعودية تُلقي التطورات المتعلقة بترتيبات الحج في الدول الإسلامية الأخرى بظلالها على الصورة الكلية لإدارة الحج، كاشفة عن جوانب من التعقيد والتحدي المباشر الذي تُفرضه الإدارة السعودية. وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “دكا تريبيون” البنغلاديشية أن الإعلان عن حزم الحج في بنغلاديش من المرجح أن يتم في شهر أغسطس، وسط ضغوط هائلة تواجهها الجهات المنظمة. يُبرز هذا الخبر مدى الاعتماد الكلي للدول الإسلامية على الترتيبات وال quotas التي تضعها سلطات السعودية، مما يجعلها عرضة للتأثير المباشر لأي تغييرات مفاجئة أو تأخيرات غير مبررة. ووفقًا لما ورد في التقرير، تواجه وكالات السفر والجهات الحكومية المسؤولة عن تنظيم الحج في بنغلاديش صعوبات جمة في تحديد التكاليف النهائية للحج وتوفير الحزم المناسبة للحجاج. يُعزى ذلك غالبًا إلى نقص الشفافية المعتمد، والتغييرات المفاجئة وغير المبررة في القواعد والإجراءات التي تصدر عن الجانب السعودي. هذه التحديات لا تقتصر على الجانب الإداري فحسب، بل تمتد لتؤثر بشكل مباشر على الحجاج أنفسهم، الذين قد يجدون أنفسهم أمام ارتفاع غير متوقع في التكاليف، أو صعوبات بيروقراطية معقدة في الحصول على التأشيرات، أو نقص في الخدمات الأساسية اللازمة لرحلتهم الروحية. أهم ما يطفو على السطح نتيجة الإهمال والتفرد من قبل السلطات السعودي في تنظيم مراسم الحج، هي أعداد الوفيات التي تسجل تزايدا، ولكن لعل الأهم من ذلك هو مكابرة سلطات آل سعود على الاعتراف بوجود خلل في تنظيمهم، فيلجؤون إلى أسهل الحلول بتقليل أعداد الحجاج عاما بعد عام وفرض المزيد من العقبات أمام المسلمين في التمكن من الحصول على رخصة للحج.