صحيفة عبرية: “السعودية” حمت “إسرائيل” من المسيّرات الإيرانية
أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية بمعلومات صادمة تفيد بمشاركة “السعودية” في اعتراض الطائرات المسيّرة الإيرانية خلال الحرب الأخيرة، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول التواطؤ السعودي مع الكيان الصهيوني. ففي الوقت الذي أدانت فيه الرياض الهجوم الإسرائيلي على إيران ظاهريًا، تشير التقارير إلى مشاركة طائراتها ومروحياتها المصنوعة أمريكيًا في حماية المجال الجوي الإسرائيلي بشكل غير مباشر. الخداع الدبلوماسي وتضليل الرأي العام تؤكد هذه المعلومات أن الموقف الرسمي للسعودية بإدانة الهجوم الإسرائيلي على إيران ليس سوى محاولة لتضليل الرأي العام والتستر على التعاون الخفي مع “إسرائيل”. ففي حين يتباهى الكيان السعودي بامتلاكه أسلحة جوية متطورة بفضل صفقات التسليح الضخمة مع الولايات المتحدة، يبدو أن هذه القدرات تستخدم لحماية مصالح الكيان الصهيوني بدلاً من الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية. تُشير “إسرائيل هيوم” إلى أن مشاركة “السعودية” في إحباط التهديدات الإيرانية، حتى دون إعلان رسمي، يُعد مؤشرًا على “تحول إقليمي عميق”. هذا التحول ليس سوى تغيير في الأولويات السعودية، حيث أصبحت مصالح “إسرائيل” تحتل مكانة متقدمة على حساب القضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى. إن هذا التعاون السري لا يخدم سوى أجندة إسرائيل والولايات المتحدة، ويُقوّض أي جهود حقيقية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. يكشف التقرير عن مستوى غير مسبوق من التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” ودول أوروبية، وبمشاركة ضمنية من “السعودية”. فقد تم إنشاء مركز قيادة وتحكم أمريكي مشترك يربط جميع الجيوش المشاركة، مما يُظهر مدى الاندماج العسكري الذي يسعى إليه الكيان الصهيوني لتعزيز نفوذه في المنطقة. التنسيق، الذي أُطلق عليه “نظام عسكري متكامل”، يُعد سابقة خطيرة تُهدد الأمن القومي لدول المنطقة وتُشرعن الوجود الإسرائيلي. مع تزايد وتيرة التواصل بين القادة الأمريكيين والإسرائيليين والسعوديين، يبدو أن العلاقة بين الرياض وتل أبيب تتجه نحو التطبيع الكامل. إن هذا التعاون السري والعلني، الذي يتجاهل تطلعات الشعوب العربية، يُشكل خيانة للقضية الفلسطينية ويُقوّض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. يجب على المجتمع الدولي إدانة هذه السياسات التي تُهدد السلام والاستقرار في المنطقة وتُشجع الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة انتهاكاته. هذا وكُشف عن ملامح خافتة لقاعدة أمريكية جديدة على بعد نحو عشرين ميلاً من ساحل شبه الجزيرة العربية على البحر الأحمر، تبيّن أن القاعدة ظهرت لأول مرة في صور الأقمار الصناعية في أوائل عام 2022. “وكان وجودها الناشئ يشير إلى ما توقعه المخططون العسكريون منذ فترة طويلة: وهو أن الصراع العسكري المستمر مع إيران أمر محتمل تمامًا”، وفقا لصحفية “نيويورك تايمز”، إلى جانب تبيُّن أن دول الخليج باتت أكثر انخراطاً في لعب دوره إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وكيان الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة ما تشكّله إيران من خطر على مصالح الأخيرتين. ورأت الصحيفة الأميركية أن أي مواجهة أخرى محتملة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية فسيعتمد الجيش الأمريكي على أكثر من مجرد الطائرات الحربية والسفن البحرية. سيحتاج إلى طريقة جديدة لنقل وتخزين الإمدادات التي تقع على مسافة أبعد من إيران مقارنةً بمعظم القواعد الأمريكية، وبالتالي ستكون أقل عرضة للهجوم. ورغم أن القاعدة الواقعة في “السعودية” بالقرب من البحر الأحمر، والمعروفة باسم منطقة الدعم اللوجستي جينكينز، لم تحظ باهتمام عام كبير، فإن الصور، وفقًا لتحليل صحيفة “نيويورك تايمز” لصور الأقمار الصناعية، تشير إلى أنها من المرجح أن تصبح مركزًا لوجستيًا رئيسيًا. حتى العام الماضي، بدا أن قاعدة جنكينز الجوية (LSA) شبه خالية من أي نشاط. لكن منذ ذلك الحين، شهد الموقع توسعًا سريعًا، وفقًا لتحليل صحيفة التايمز. ومن بين التحسينات توسيع مرافق تخزين الذخيرة وإيواء القوات، بالإضافة إلى تحسينات أمنية في القاعدة. وتقدّر الصحيفة أن القاعدة الأميركية في “السعودية قد يكون لها دور حاسم إذا ما دخلت الولايات المتحدة وإيران، أو وكلاؤها، في مواجهة عسكرية أخرى. ومن غير الواضح ما إذا كانت القاعدة قد لعبت دورًا في الضربة الجوية المنفردة التي شُنت يوم السبت ضد إيران”. وتزامنا مع العدوان الأميركي على الجمهورية الإسلامية، أظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة وجود 22 طائرة تزويد بالوقود جوًا إلى جانب ما لا يقل عن 53 طائرة مقاتلة مرئية، مع وجود عشرات الطائرات الأخرى في قاعدة السلطان. الأمر الذي عدّ انتشارًا ضخمًا للجيش الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، رُصدت حشودات أمريكية في منطقة نجمة القريبة من ميناء رأس تنورة. حيث ظهرت الحشود بلباس مدني. كما تم تجهيز وتحضير منصات الباتريوت في مدينة الظهران حيث تقع شركة أرامكو النفطية.
