السلطة تفتح باب الدم أول شهيد في مسيرة الإصلاح }ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون{ أعلنت وسائل إعلام النظام عن قتل الشاب عبدالله بن عبدالرحمن الحضيف بتهمة الفساد في الأرض والحكم بالسجن على مجموعة أخرى من المصلحين والناشطين , وأوردت من أجل إلباس تلك الجريمة بلباس شرعي بيانا طويلا احتوى على سيل من التلفيقات والمغالطات , منها:
أولا: زعم البيان أن جميع من ذكرت أسماؤهم شاركوا في التخطيط والإعداد للجريمة المزعومة التي أرخ لها البيان يوم الجمعة 8/6/1415هـ (11/11/1994م) , في حين أن ثلاثة على الأقل من المذكورين كانوا رهن GaGZJ^Ga أثناء الحادث حيث اعتقل الدكتور محسن العواجي في 3/4/1415هـ (8/9/1994م) أي قبل شهرين ونصف من الحادث, واعتقل الشيخ سلطان الخميس في 13/4/1415هـ (18/9/1994م) , واعتقل الدكتور محمد الحضيف في 30/4/1415هـ (5/10/1994م) , فكيف شارك هؤلاء في التخطيط للجريمة وهم في الحجز الانفرادي في عزلة تامة عن العالم . وقد لوحظ تعمد إغفال تواريخ اعتقالهم وملابساتها زيادة في التضليل .
ثانيا : زعم البيان أن رجل الأمن المذكور يؤدي واجبه في حفظ الأمن والصالح العام, وتستر على اسم الضابط مع أن الجميع يعلم أن المقصود هو الرائد سعود بن عبدالله الشبرين المتخصص في التحقيق مع المصلحين والدعاة ,والذي كان يمارس التعذيب بشكل روتيني والاعتداء على الأجساد والأعراض والكرامة. وقد نسب إليه الاستهزاء بالدين والاعتداء على الذات الإلهية في غمرة تحديه للمعتقلين . وكان معظم المعتقلين المذكورين في البيان من ضحاياه في اعتقالات سابقة .
ثالثا : ادعى البيان كذبا أن المحكوم عليه يحوز أسلحة كان يخطط لاستخدامها ضد مجمعات سكنية , كما ادعى البيان في نفس الوقت أن قذفه للمادة الحارقة كان بقصد القتل , ومن المعلوم أن المادة الحارقة ليست من أدوات القتل المعتبرة , خاصة لمن يحوز سلاحا فتاكا كالذي ادعى البيان حيازته له , فكيف يترك المحكوم عليه ذلك السلاح ويستخدم المادة الحارقة .
رابعا : أ خذت الأقوال والاعترافات المنسوبة للمحكوم عليهم تحت التعذيب الشديد والإكراه . وقد علمت اللجنة أن من ضمن أساليب التعذيب تعليق المتهمين منكسين حيث يجتمع عليهم أربعة من شياطين المباحث وينهالون عليهم بالضرب الشديد بالعصي الغليظة في جميع أنحاء الجسم , ويستمر ذلك لمدة طويلة. ومن المعلوم شرعا بطلان كل إقرار أو اعتراف أخذ بالإكراه المجر د فضلا عن مثل هذا التعذيب الوحشي.
خامسا : تمت المحاكمة بسرية بالغة وذلك لإتمام عملية التلفيق المشار إليها.
سادسا : أظهر البيان استماتة النظام في تلبيس الحكم لباسا شرعيا وذلك بحشر مجموعة من الآيات والأحاديث مبتورة وخارجة عن دلالاتها وفي غير مواضعها . وادعى البيان أن من مقاصد الشريعة حماية الضروريات الخمس ,وخص العرض بالذكر , ولم يبين ما علاقة عمل المحكوم عليهم بحماية
العرض . كما استشهد البيان بحديث لم نجده في كتب الحديث المعتبرة باللفظ الذي ورد في البيان . وكانت تلاوة مبررات ومسوغات الحكم بالتفصيل تشعر بأن النظام يعيش إسقاط شك الناس في رعية هذا الحكم وأن الأمة لن تقبل بهذا التلفيق .
سابعا : ادعى البيان أن اللجنة أملت على المحكوم عليهم القيام بما نسب إليهم من عمل وما كانوا يخططون له من أعمال, واللجنة تؤكد أن ذلك كذب محض ودعاية رخيصة وتتحدى النظام أن يبرز ما لديه أمام جهة تحكيم مستقلة .
ثامنا : لا يزال النظام يعتقد أنه يخاطب شعبا من البسطاء والأميين حيث ادعى في البيان أن هذه الأحكام هي حماية للدين واحتراما للعلماء , في الوقت الذي بدل فيه الشرائع ووالى الكفار وسجن العلماء والدعاة والمخلصين وخذل المسلمين في كل مكان , وبالأخص في البوسنة والهرسك ,وقد سعى لتنفيذ مسرحية حملة البوسنة من أجل تجميل مظهره , ورب ما تغطية لهذه الجريمة الشنعاء .
هذا وكانت اللجنة قد أوردت في نشراتها خبر الحكم على المجموعة التي تضمنها البيان الرسمي , وبينت اللجنة أن الحكم الأولي الذي صدر من المحكمة كان دون القتل, ثم سعى رئيس مجلس القضاء الأعلى بتوجيه من "ولي أمره" إلى إجبار القضاة في المحكمة الكبرى بتشديد العقوبة ,وللأسف رضخ هؤلاء للضغوط وشاركوا في الجريمة وهم يعلمون أن عقوبة هذا الفعل شرعا لو ثبتت نسبته لا يجوز أن تصل إلى حد القتل بحال من الأحوال . وفعلهم هذا افتئات على الشريعة , وأعظم منه تبريرهم ذلك في البيان بما لا يقبل شرعا ولا عقلا من أجل تضليل الناس , ونظرا لأن هؤلاء تجاوزوا الشرع في إزهاق نفس معصومة بغير حق فإن الأمة تحملهم جميعا مسؤولية ذلك في الدنيا, وتتعه د بمحاسبتهم على ذلك إذا مكن الله لها وأعاد لها سلطانها في محاكمة شرعية علنية عادلة .
ولاشك أن النظام - بعد هذه القضية الملفقة قد وضع السيف في الأمة وبدأ إراقة الدماء ولن ينجيه الاتكاء على القضاء من محاسبة الأمة , ويتحمل بناء على ذلك مسؤولية كل ما يترتب على هذا العمل الأحمق من عواقب وخيمة .
واللجنة إذ تصدر هذا البيان فإنها تتوجه بخالص العزاء لعائلة عبدالله الحضيف التي قدمت في سبيل هذه المسيرة المباركة قتيلا نحسبه عند الله شهيدا وقدمت ثلاثة معتقلين حكم عليهم جميعا في هذا البيان, حتى والدهم لم يسلم من الضرب والإهانة . وقد خلف الشهيد من ورائه زوجة وستة أطفال وسيرة حسنة يشهد له بها كل من عامله وعرفه.
وتدعو اللجنة الجميع بأداء صلاة الغائب على عبدالله الحضيف يوم الإثنينGaKGcd عشر من ربيع الأول بعد صلاة المغرب, كما ندعوهم إلى التوجه إلى تقديم العزاء لعائلته في الرياض والبكيرية.
ونطمئن الأمة أن وعد الله نافذ وأن الليل لا شك سينجلي والظلم زائل .
{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}