تسع سنوات على اعتقال الشيخ حسين الراضي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 115
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تسع سنوات مضت على اعتقال إمام مسجد الرسول الأعظم في الأحساء، الشيخ حسين الراضي. دوره الذي رفض أن يؤديه إلّا كاملاً، فوقف وقفة رجل شجاع في خطاب له قائلاً ““إن صلاح الأمة متوقف على صلاح بعض رموزها وقياداتها، ومن أبرز ذلك الفقهاء والأمراء”. في زمن بات لكلمة الحق ثمنها الغالي والغالي جداً، اتخذ الشيخ حسين الراضي قرارا بالمواجهة والتوقف عن الخوف وكسر حاجز الصمت في مملكة آل سعود. لم يُعرف عن الشيخ الراضي أنه غاص في السياسة قبل مشاركته التظاهرات التي اندلعت في الأحساء خلال حراك 2011. ولوقت طويل، كانت خطبه ومواقفه في إطار التركيز على مفهوم الوحدة الإسلاميّة. من يعرفه يرى أن “استقلاليّة الشيخ الفكريّة التي تبنّاها من خلال بحوثه الشخصيّة تؤكّد استقلاليته السياسية”. بعد إعدام الشيخ نمر النمر الاجرامية وعدد من الشبان، برز موقف جريء للشيخ حسين الراضي. ففي وقت كان الإعلام السعودي يبارك إعدام الشيخ النمر ويصفه بالإرهابي، نعى الشيخ الراضي الشهيد من على منبر جمعة مسجد الرسول الأعظم (ص) ووصفه بأنه “المظلوم الشهيد المجاهد شهيد الحرية والكرامة” وبـ “شيخ الشهداء”، مستنكراً إعدام الشهيد النمر ضمن المجموعة الإرهابية التي قتلت وفجرت في الناس. الشيخ الراضي تساءل عن أسباب إعدام الشيخ الشهيد، قائلاً: “هل أعدمته (السلطة) لأنه سبها وتطاول على شخصياتها؟ أو لأنه انتقدها في تصرفاتها في بيت المال بلا حساب ولا كتاب؟ أو العلاقات الداخلية والخارجية والتمييز الطائفي والمذهبي؟” ولأنه طالب بجملة من الحقوق له وللشعب وطالبها بالعدل والإنصاف، أو لأنه طالب بمظاهرات سلمية للاحتجاج على بعض الأمور التي لا ترتضيها؟” وانتقد الشيخ الراضي إقدام الحكومة على منع المظاهرات والمعاقبة عليها وسياسة تكميم الأفواه ومنع الشعب من أن يعلن آراءه في القضايا المختلفة، “ومن يفعل خلاف رأيها فليس له إلا السجن أو الإعدام”، وفق قول سماحته. في 29 يناير/ كانون الثاني 2016، أطلق سماحة الشيخ الراضي موقف لافت دعا فيه إلى إيقاف الحرب على اليمن رافضاً التبرير لها، متسائلاً: “هل يجوز التحالف مع أميركا وغيرها لتدمير اليمن واليمنيين؟!” وعلّق في ذات السياق على “الانتخابات الشرعية النزيهة” التي تدّعي “السعودية” أنها تسعى إلى تطبيقها في اليمن بقوله إن “فاقد الشيء لا يُعطيه”، في إشارة إلى المشاركة السياسية والإرادة الشعبية المغيبة تماماً في داخل المملكة، لصالح عملية انتقال بالحكم تجري بالوراثة. وفي موقف آخر انتقد الراضي الإرهاب، وقال: “لو بحثنا في الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الحوادث لوجدنا أنّها الثقافة التي تسود في المملكة”، مشيراً إلى أنّ المملكة أصبحت منبعاً للتكفير وقادته “وتؤمن به كدين تدين الله به منذ آلاف السنين والتاريخ شاهد على ذلك”. في 20 فبراير/شباط 2016 اعتلى الشيخ الراضي منبر الجمعة متحدثاً عن استدعائه. كشف سماحته أنه هُدد بـ”سحب الولاية من جامع الرسول الأعظم” (ص) ومنعه “من الخطبة والخطابة”. وأضاف أنه أخبر السلطة بأنه غير راضٍ بالتعهد مستنكراً: “كيف يكتب في نهايته برضاي وذلك غير صحيح”! وبعد تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية” وإصدار قرار بخصوص اعتقال من يؤيد أو يتعاطف مع الحزب، صرح الشيخ الراضي بإستنكاره للقرار وقال: “إن كانت جريمة حزب الله قتال إسرائيل و التكفيريين فأنا معهم”. وتابع: “حزب الله الذي أعاد العزة والكرامة للإسلام و المسلمين و العروبة و العروبيين، من حق هذه الشعوب ان تُكرّمه وتُبجّله وتعتز به كمفخرة من مفاخرها وإرثًا حضارياً لها”. واعتبر هذا التصنيف عار يلحق بالأمتين العربية والإسلامية. وتوجّه لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالقول: “أنت ابن النجباء الأكرمين أنت ابن السلالة الطيبين الطاهرين، أنت العز، أنت الشرف، أنت النصر، أنت نصر الله، أنت الأمل للمحرومين، أنت المدافع عن المظلومين، أنت السهم في عيون الظالمين”. على إثر هذه المواقف التي صرّح بها الشيخ الراضي قرّر النظام السعودي إخفاء هذا الصوت وتغييبه فبدأ التضييق عليه. وفي ساعة متأخرة من ليلة 21 آذار عام 2016 – أي بعد 15 يوماً على تصنيف مجلس التعاون الخليجي حزب الله كمنظمة إرهابية – قامت قوة أمنية مجهزة بـ 20 آلية عسكرية بمداهمة منزل الشيخ حسين الراضي واعتقاله بتهمة “الخروج على ولي الأمر”. وبدأت محاكمة الشيخ الراضي في 12 أبريل 2017، أي بعد أكثر من عام على اعتقاله، وجرى الحكم عليه بالسجن مدة 13 عاماً. يذكر أن الشيخ الراضي يعاني من مرض القلب، ما يسلتزم رعاية صحية خاصة ومتابعة ضرورية غير أن الحرمان من الطبابة والعلاج والإهمال المتعمّد والخدمات غير المجدية، تهدد المعتقلين وخاصة الكبار منهم، في ظل ما تعانيه الزنازين من ضيق وإهمال واكتظاظ وعدم مبالاة وحرمان من وسائل التدفئة، الأمر الذي يفاقم معاناة المعتقلين في الأيام العادية، ويتسبب لهم بأمراض معدية، مايزيد المخاوف على حياته.