السعودية وقطر تشهدان قفزة في الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط.. لماذا؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 790
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ربما تكون الحرب في أوكرانيا قد دفعت أوروبا للمساهمة في أكبر إنفاق دفاعي عالمي في التاريخ خلال العام الماضي، لكن دول الشرق الأوسط هي التي تحملت أعلى متوسط "عبء عسكري" لكل دولة، مدفوعة بقفزات كبيرة في الإنفاق من السعودية وقطر.

وفقًا لتقرير نشره معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أنفقت دول الشرق الأوسط في المتوسط 3.9% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو ما يُعرف باسم "العبء العسكري"، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 2.2%.

وهذا لا يعني أن كل دولة زادت إنفاقها الإجمالي، لكن السعودية وقطر شهدتا زيادات كبيرة، بينما معظم الدول الأخرى في المنطقة شهدت ركودًا في إنفاقها العسكري الإجمالي أو تراجعًا طفيفًا، كما يقول التقرير.

وحسب التقرير، بلغ إجمالي الإنفاق العسكري لدول الشرق الأوسط 184 مليار دولار في عام 2022، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 3.2% عن عام 2021، ولكنه انخفض بنسبة 1.5% عن عام 2013.

وتشمل أكبر الزيادات الإنفاق العسكري العالمي على مستوى العالم دولا أوروبية وكل من قطر والسعودية، مع ارتفاع الإنفاق العسكري العالمي في العام 2022 بنحو 2.2% من إجمالي الناتج المحلي العالمي وهو الأكبر منذ أكثر من 30 عاما بحوالي 2.24 تريليون دولار.

وبذلك يسجل الإنفاق العسكري رقما قياسيا للمرة الثامنة على التوالي، بحسب "استوكهولم".

واحتلت السعودية المرتبة الخامسة عالمياً في الإنفاق العسكري خلال العام الماضي، بنسبة 3.3% من حجم الإنفاق العالمي، بنسب ارتفاع بلغ 16% عن العام 2021، ليصل إلى ما يقدر بنحو 75 مليار دولار، وهي أول زيادة منذ عام 2018.

وكانت السعودية تحتل المرتبة السابعة ضمن أضخم ميزانيات الدفاع في العالم، بحجم إنفاق عسكري وصل إلى 48 ملياراً و500 مليون دولار في ميزانية عام 2021.

كما ارتفع الإنفاق العسكري القطري بمعدل نمو قدره 27% خلال العام الماضي، ليصل إلى 15.4 مليار دولار، هذا هو إلى حد بعيد أعلى معدل نمو في الشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى أن 6 دول عربية تعتبر من بين أعلى 10 دول في العالم من حيث العبء العسكري هي: السعودية التي أنفقت 7.4% من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش، ثم قطر بنحو 7.0%، وعُمان بـ5.2%، والأردن بنحو 4.8%، والجزائر بـ4.8%، وأخيرا الكويت بـ4.5%.

وينقل تقرير لموقع "بريكنج ديفينس"، عن كبير الباحثين في معهد استوكهولم دييجو لوبيز دا سيلفا قوله: "الزيادة في الإنفاق الدفاعي السعودي ترجع على الأرجح إلى ارتفاع أسعار النفط، لكن بسبب عدم وجود قدر كبير من الشفافية في الميزانية، يصعب معرفة كيفية إنفاق الأموال على وجه اليقين".

في وقت يبرر محلل شؤون الشرق الأوسط والمحاضر في كلية لندن الملكية أندرياس كريج، هذه الزيادة بالقول إن "السعودية تخضع دائمًا لعملية تحول عسكري، وتحاول اللحاق بالإمارات فيما يتعلق بتحديث الجيش القديم إلى حد ما ".

يقول كريج: "نحن بحاجة إلى النظر إلى الإنفاق الدفاعي الخليجي على أنه إسقاط قائم على الميزانية، وليس كميزانية بالمعنى الغربي للكلمة".

من جانبه، يقول ديفيد دي روش، الأستاذ المشارك في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الأمنية، إنه على دول الخليج يجب أن تشتري أنظمة للاعتماد على الذات في تحمل عبء الأمن الإقليمي.

ويتفق معه كريج عمدنا يشير إلى أن هذه الدول ليس لديها نهج متعدد الأطراف للدفاع والأمن، مما يعني أنه يجب على كل دولة شراء أنظمة دفاعها لنفسها.

بينما أقر معهد استوكهولم والخبراء بأن التقرير يستند إلى بيانات غير كاملة، فإنه يقدم بعض الأفكار الواسعة حول اتجاهات الإنفاق في المنطقة.

فعلى سبيل المثال، يشير التقرير إلى أن الإنفاق الدفاعي لإسرائيل وصل إلى نحو 23.4 مليار دولار، محتلة المرتبة الـ15 عالميا، ومنخفضا للمرة الأولى منذ عام 2009.

كما انخفض الإنفاق العسكري التركي للعام الثالث على التوالي، حيث وصل إلى 10.6 مليار دولار، بانخفاض قدره 26% عن عام 2021.

بينما يقول التقرير إن إيران أنفقت 6.8 مليار دولار على الدفاع، بزيادة 4.6% عن العام السابق.

ولا يتضمن التقرير أرقامًا عن الإمارات، وهو إغفال ملحوظ بالنظر إلى اتجاه الدولة الخليجية الصغيرة في صناعة الدفاع العالمية.

ويعلق دا سيلفا على ذلك بالقول: "ليس لدينا بيانات عن الإمارات منذ 2014".

كما يقر التقرير بوجود فجوات في البيانات، لافتا إلى أن العديد من الأرقام القادمة من الشرق الأوسط يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لأنها تستند جزئيًا إلى الميزانيات المبلغ عنها ذاتيًا.

ومع ذلك، يقول دا سيلفا: "استنادًا إلى البيانات المتاحة، إنه من الملاحظ أنه في حين أن الحرب في أوكرانيا قد أثرت على ميزانيات الدفاع في أوروبا، يبدو أنه ليس لها تأثير كبير على دول الشرق الأوسط التي تواجه مخاوفها المحلية فيما يتعلق بالنزاعات المسلحة في أوروبا، كاليمن وسوريا والتهديد غير المتكافئ في جميع أنحاء الخليج والعراق".

ويختتم بالقول: "لم نتمكن من رؤية علاقة واضحة بين الحرب في أوكرانيا والإنفاق العسكري في الشرق الأوسط، رغم أن الديناميكيات والصراعات الإقليمية لا تزال هي المحرك الرئيسي للإنفاق العسكري في المنطقة".

 

المصدر | الخليج الجديد