الأول منذ أزمة النفط.. وفد أمريكي رفيع يزور السعودية ويجتمع بدول الخليج

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 421
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أجرى مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عددا من الاجتماعات في الرياض، ناقشت الخطوات التالية التي يمكن أن تتخذها دول الخليج العربي لبناء حصن دفاعي فعال ضد إيران.

هذا هو أول وفد أمريكي رفيع المستوى يسافر إلى المملكة منذ اندلاع أزمة إنتاج النفط، التي دفعت إدارة "بايدن" إلى الإعلان عن إعادة تقييم علاقاتها مع الرياض.

ونقل تقرير موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين في أمريكا، أنه كان من المفترض أن تنعقد هذه الاجتماعات بالرياض في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن إدارة "بايدن" ألغته، احتجاجاً على قرار السعودية خفض إنتاج النفط.

ووفق وزارة الخارجية الأمريكية، فإنَّ الوفد الذي وصل السعودية يضم مسؤولين كباراً من وزارتي الدفاع والخارجية، ووكالات حكومية أخرى، كما يشارك في المحادثات جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي: السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والكويت.

وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط "دانا ستراول"، في إفادة للصحفيين، إنَّ مجموعة العمل الأولى الخاصة بالدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري، اجتمعت الإثنين، وقد قادت "ستراول" المحادثات.

وقالت "ستراول"، إنَّ محادثات الإثنين ركزت على التهديدات الإقليمية من إيران ووكلائها، ونقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا، والتعاون العسكري الإيراني الروسي، الذي له تداعيات خطيرة على استقرار وأمن الشرق الأوسط.

وأضافت أنَّ الولايات المتحدة ودول الخليج الست ناقشت كيفية زيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتحذيرات المبكرة ضد الصواريخ والتهديدات الجوية الأخرى، وكيفية استخدام منظومة الدفاع الجوي لكل دولة، لمواجهة هذه التهديدات معاً.

وانعقدت مجموعة عمل أخرى حول إيران الأربعاء، بقيادة المبعوث الخاص لإيران "روب مالي".

وصدر بيان عن الاجتماع، دانت فيه مجموعة العمل الخليجية الأمريكية المشتركة الخاصة بإيران، استخدام طهران الصواريخ والطائرات المسيرة ونشرها في المنطقة وجميع أنحاء العالم، لافتة إلى أن برنامجها النووي أصبح مصدر توتر بالمنطقة بعدما "تجاوز الاحتياجات المدنية".

واجتمعت مجموعة عمل ثالثة حول مكافحة الإرهاب الخميس، حيث ترأس القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب "كريستوفر لاندبرغ"، الفريقَ الأمريكي.

من جانبه، قال نائب قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية الميجور جنرال "كلارك كوين" للصحفيين، بأنَّ الفرق ناقشت سبل مشاركة الدول الست صورتها الجوية مع بعضها البعض ومع الولايات المتحدة، من أجل تحسين الإنذارات المبكرة ضد أية هجمات محتملة.

وتأتي الاجتماعات في الوقت الذي يحذر فيه مسؤولو البيت الأبيض والبنتاجون من تعاون دفاعي ناشئ بين إيران وروسيا، وهو تعاون يقول المسؤولون إنه من شبه المؤكد أنه سيزيد من قدرة إيران على تشكيل تهديدات لجيرانها.

وناقش مسؤولون إيرانيون كبار في الحرس الثوري الإيراني الإنتاج المشترك مع روسيا لنسخة أسرع وأكثر كفاءة من طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه "شهيد-136"، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير لموقع "المونيتور": "الإيرانيون يتدربون بشكل كبير على معداتهم الفتاكة في أوكرانيا والتي لن تعود إلا لزيادة حدة التهديدات في الشرق الأوسط".

وتابع: "يجب أن نشارك الدروس، ويجب أن نخطط الآن لكيفية معالجة ذلك في المنطقة".

ويقول مسؤولو إدارة "بايدن" إنهم لا يتجاهلون أكبر هدفين لهم في الشرق الأوسط، وهما تقييد التخصيب النووي الإيراني من خلال الدبلوماسية، وتعزيز التطبيع العربي مع إسرائيل.

وبينما تميل إدارة "بايدن" إلى البنتاجون مع نفاد خياراتها لكبح جماح تخصيب اليورانيوم الإيراني من خلال المفاوضات، فإن استعداد الدول العربية لأن يُنظر إليها على أنها جزء من حصن عسكري تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل يبدو، على الأقل علنًا، فاترًا في أحسن الأحوال.

وقال مسؤول دفاعي كبير: "بالنسبة لكل شريك في المنطقة، سيكون التوقيت مختلفًا لخطوات الاندماج في هيكل أمني إقليمي مع إسرائيل".

وتابع المسؤول: "لدى شركائنا متطلبات دفاعية حقيقية للغاية.. إذا كانت هناك أوقات يستطيع فيها الإسرائيليون الاستجابة لتلك المتطلبات بشكل أسرع مما نستطيع، فإننا نعتقد أن هذا مجال إيجابي وسنشجعه".

يشار إلى أن "ستراول" ومسؤولون أمريكيون آخرون تجنبوا ربط الاجتماعات في الرياض بالأزمة مع السعودية، وقدموها على أنها تجمع متعدد الأطراف، أكثر من كونها لقاءً ثنائياً مع السعوديين.

ومنذ تولي "بايدن" الحكم في يناير/كانون الثاني 2021، لم تكن علاقة البلدين جيدة، بسبب مواقفه المتشددة تجاه الرياض وتعهده في أثناء حملته الرئاسية بجعل الرياض "منبوذة"، قبل أن يزورها منتصف العام الماضي.

وكان آخر توتر شهده الجانبان، عقب إعلان تحالف "أوبك+"، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، بدءاً من نوفمبر/تشرين الثاني، حيث اتهمت واشنطن السعوديين بإجبار أعضاء التحالف على هذا القرار كنوع من الاصطفاف مع روسيا.

 

المصدر | الخليج الجديد