لماذا غاب ترامب عن أنصاره هذه الليلة ولم يَتلُ خطاب الهزيمة وامتنع عن دعوة “الرئيس المُنتخب” إلى البيت الأبيض؟..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1579
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كيف كانت نائبة الرئيس بايدن من “أصولٍ إفريقيّة” أحد أسباب ارتياح الشارع الأمريكي؟.. دول الخليج تُهنّئ جو بايدن جميعها عدا السعوديّة فما خلف صمتها؟
عمان – “رأي اليوم” – خالد الجيوسي:
 يُبدي الشارع الأمريكي كما تستطلع رأيه وسائل إعلام أمريكيّة في غالبه المُناصر لجو بايدن، ارتياحاً، لفوز المرشّح الديمقراطي، والتغلّب على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، لعلّ بايدن أحسن جذب هؤلاء من خلال اختياره للمُرشّحة ذات البشرة السوداء من أصولٍ إفريقيّةٍ وهنديّةٍ، كامالا هاريس كنائبةٍ له، وهو النائب السابق أيضاً للرئيس باراك أوباما، من أصولٍ إفريقيّة.
الأربع سنوات الماضية من خلال حُكم الرئيس ترامب، تخلّلها العديد من التعدّيات، على حُقوق الأقليّات، وأصحاب البشرة السوداء، حيث الرئيس الأشقر، لم يُخفِ عُنصريّته الصريحة ضدّ السود، وكان حريصاً على فِعل عكس ما كان يفعله الرئيس السابق باراك أوباما، تخوّفات الشارع الأمريكي كانت نابعةً من ذلك الأمر، حيث يعود بايدن، ويُشدّد على وحدة الأمّة، ورصّ الصفوف، حيث ترامب وكأنه نصّب نفسه رئيساً لبعض الأمريكيين، وهو الرئيس القادم من عالم رجال الأعمال، وفرض نفسه على الجمهوريين لاحقاً كمُرشّح رئاسي.
ترامب وحتى إعداد هذه السّطور، لم يُقِر بالهزيمة، ولا ينوي، حيث اتّهم بايدن بإعلان الفوز، والزيف، ولا يزال يقول إنّ الحسم في الانتخابات لم ينتهِ بعد، يُعوّل على القضاء، وفي ذات الوقت، يرى العديد من القضاة الأمريكيين، أن لا دليل على صحّة ادّعاءاته، وطُعونه، ولا دلائل تُشير إلى دلائل تزوير الانتخابات، لا بل إنّ الرجل يُصِر على مسألة ربحه للانتخابات، وكأنّه بات في حالة إنكار، جعلته كأنّما يعيش خارج الولايات المتحدة الأمريكيّة، وحقيقة فوز بايدن.
هذه الليلة، المفروض أو كان يُفترض أن يخرج الرئيس ترامب على أنصاره بخطاب الهزيمة، ويُقِر بفوز مُنافسه، كما ودعوة بايدن إلى البيت الأبيض، وهي عادة الخاسر، هذا لم يحصل حتى الآن، وكان آخر ظُهور مُسجّل لترامب، صور أظهرته يلعب الجولف في مُنتجعه، الأخير لا يزال يتمسّك بحُصوله على 71 مليون صوتاً، ويعتبره الرّقم الأكبر لرئيسٍ حصل على أصوات انتخابيّة.
صحيفة “نيويورك تايمز”، قالت على لسان مُستشارين ترامب، قولهم، إنّ الرئيس سيُقِر بالهزيمة لبايدن، لكن في حالة يقينه أو تسليمه بانتهاء حُظوظه في الفوز، ثمّ أشارت الصحيفة ذاتها إلى أنه في حال رفض ترامب نقل السلطة، فإن على حُلفائه إقناعه بذلك.
كُل هذه الإشارات، تطرح تساؤلات حول كيفيّة اقتناع ترامب بنهاية إمكانيّة فوزه، وعلى ماذا لا يزال يُعوّل، إذا كان حتى بعض حُلفائه الجمهوريين، قد باركوا لبايدن فوزه، وكيف سيكون ردّة فعل بايدن الرئيس المُنتخب، ومن خلفه الأجهزة الأمنيّة، والعسكريّة، على رفض ترامب نقل السلطة، وتحديدًا إذا واصل حالة الإنكار حتى انتهاء ولايته، ويوم تنصيب الرئيس جو بايدن 20/يناير/ 2021.
مشهد التّهاني الذي واصل المجيء تباعاً لبايدن، كان لافتاً سُرعة بعض المُباركين الزعماء، من فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، الهند، لبنان، قطر، الأردن، عُمان، إثيوبيا، العِراق، مِصر، إيران، الكويت، الإمارات، فيما التزم حُلفاء ترامب الصّمت، وفضّلوا الانتظار، وعدم الاستعجال، حتى ظُهور النتائج الرسميّة على ما يبدو، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما العربيّة السعوديّة التي لم يصدر عنها شيئاً بالخُصوص حتى كتابة هذه السطور، فيما جميع دول الخليج هنّات بايدن بما فيها البحرين.
التأخّر السعودي في تهنئة الرئيس المُنتخب، قد يطرح تساؤلات حول شكل وطبيعة العلاقة التي ستجمع القيادة السعوديّة، والأمريكيّة، حيث علاقات ممتازة جمعت البلدين خلال إدارة ترامب، فيما تصريحات بايدن، تشي بالكثير المُتغيّر، فصحافة السعوديّة ومنصّاتها، ذكّرت مرارًا، وتكرارًا، بتصريحات عدائيّة من قبل بايدن تجاه بلادهم، وتعهّده بعدم تقديم المصلحة السياسيّة على المصالح الإنسانيّة، ورفع الدعم الأمريكي للسعوديّة في حرب اليمن.