خفايا وخبايا: الاتصالات مع الإمارات بدأت بأمرٍ من بيريس بعد أوسلو.. والموساد قاد المفاوضات وجنّد مُستعرِبين وأُعجِب ببن زايد ووصف بن سلمان بغير المُتوقّع..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1410
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

التطبيع كان طوال الوقت والآن تمّ تأطيره باتفاق سلامٍ
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
على الرغم من أنّ إسرائيل تُعاني من مشاكل داخليةٍ وخارجيّةٍ صعبةٍ جدًا، فإنّها ما زالت تحتفي عبر مسؤوليها الكبار باتفاق السلام مع الإمارات، وتسمح لكبار الموظفين الذين شاركوا في “اختراق” هذه الدولة الخليجيّة بكشف المستور، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، قال اليئاف بن يمين، مدير التنسيق في مكتب مدير عام وزارة الخارجيّة، مسؤول عن العلاقات الخاصّة بين إسرائيل والدول العربيّة والإسلاميّة التي لا توجد لها علاقات رسمية معها، قال لصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّ كلّ شيءٍ بدأ بأوسلو، حيث جاء شمعون بيرس وقال لنا افتحوا الباب أمام العالم العربيّ، مُضيفًا أنّ هناك بدأت الاتصالات، لقد بدأنا الحوارات معهم في واشنطن ونيويورك وأبو ظبي بمباركة الشخصيات الكبيرة، رويدا رويدا وبهدوء. وقد تمّ تشكيل طاقم خاص وكنّا على الخط معهم، معظم النشاطات كانت في البداية اقتصادية من أجل أنْ ينمو من هناك المجال السياسي، على حدّ قوله.
من ناحيته، قال ديفيد ميدان، مسؤول تجنيد العملاء للموساد حول العالم، في حديثٍ أدلى به لصحيفة (يسرائيل هايوم) اليمينيّة، قال إنّ عام 2005 شهد أول زيارة له إلى الإمارات، وهي الرحلة الأولى لأوّل مسؤولٍ كبيرٍ من جهاز الموساد مع هذه الإمارة، وهنا بدأ الاتصال السري، ولذلك فإنّ اتفاقية السلام التي أعلنت مؤخرًا بين تل أبيب وأبو ظبي هي نتيجة لسنوات عديدة من النشاط السريّ، كما أكّد.
وأضاف أنّه منذ أنْ قرر أريئيل شارون، تعيين مائير داغان رئيسًا للموساد في 2002، فقد أكّد على مهمتين: تنمية العلاقات مع العالم العربيّ، وإنتاج قدراتٍ سريّةٍ للتعامل مع إيران، لافتًا إلى أنّ ستين بالمائة من وقته كان في الدول العربية: “أستيقظ صباحًا، وأبدأ يومي مع العرب، وأحضرت مستعربين من جميع أنحاء العالم”،
وأضاف أنّ “معياري في التواصل مع الدول العربيّة، وأيّها الأكثر تفضيلاً استند للجغرافيا، لاسيما الدول المتاخمة لإيران، انتقلنا حرفيًا من بلدٍ عربيٍّ إلى آخر، بدءًا بإجراء الاتصالات الشخصية، ثم ترتيب السفر”، وشدّدّ على أنّ الإماراتيين يرون الموساد الهيئة الرسمية التي يتحدثون إليها، وبالتالي “فإني بصفتي رئيسًا لقسم التواصل مع الدول العربية، فقد تكونت لدي بعد ست سنوات من العمل المكثف حصيلة كبيرة من بناء العلاقة والحفاظ عليها”.
وتابع: “بعد الانتهاء من عملي في الموساد، بدأت منذ 2013 ببناء بنية تحتية تجارية كبيرة جدًا، كأحد ركائز السلام الاقتصاديّ مع الدول العربية، هذا لا يظهر ذات صباح فجأة، لأنها عملية تم بناؤها ببطء، مع العلم أنه بعد إعلان الاتفاق الأخير أرسل لي أحد كبار المسؤولين الإماراتيين رسالة عبر الواتساب باللغة الإنجليزية، نصها: “أنت من بدأت هذه المسيرة يا أخي”.
وكشف ميدان أنّه في “المرّة الأولى التي تواجد فيها في أبو ظبي في 2005، التقى مع بن زايد وإخوته، وقال: عادة ما نلتقي في أحد قصور الحاكم، في غرفة جلوس كبيرة جدًا، وبدوا مصدرًا للثقة”، وأوضح أنّه معجب جدًا بشخصية ابن زايد، وقد اتخذ قراره الجريء بأنْ يخطو خطوة للأمام مع إسرائيل، بعدما كان يقول إنّ السلام غير ممكن مع إسرائيل ما دامت لم تتقدم مع الفلسطينيين، ولكن قبل عام بدا أنّ هناك تقدمًا في الاتجاه المعاكس، اليوم نحن أمام اتفاقية سلام لكل شيء، لقد كان التطبيع طوال الوقت، والآن يتم تأطيره بشكلٍ رسميٍّ.
وتوقع أنّ المزيد من الدول العربية ستأتي تباعًا بعد الإمارات، وليس مهّمًا مَنْ سيكون الأول والثاني، مع أنّ السعودية مهمة، فهي دولة كبيرة ومركزية، لكني أفترض أنّ الأولى ستكون البحرين، ثم سلطنة عمان، ثم السعودية، ثم الكويت، وربّما نفاجأ بدولةٍ عربيّةٍ أخرى.
ولفت ميدان إلى أنّ ولي العهد السعوديّ بن سلمان هو شخص ليس متوقعًا، “لكنّي متأكِّد أنّ خطوة الإمارات تجّاه إسرائيل منسقة معه، واتخذت بموافقته، لكنّه مطالب بأنْ يتخذ قرارًا بشأن التوقيت الذي يناسبه، قد يستغرق شهرًا، ثم سيكون اتفق مع إسرائيل، لن أسقط عن الكرسي إنْ حدث ذلك، في النهاية سيحدث، وهذا سيناريو معقول جدًا”.
وحول مقارنة الاتفاقية مع الإمارات مع الاتفاقيْن مع الأردن ومصر، على اعتبار أنّه كانت لإسرائيل علاقةً سلميّةً مع الإمارات، قال إنّ الأمر مختلف، فإسرائيل خاضت مع مصر أربع حروب قاسية، وقتل عشرات الآلاف من الجانبين، والعديد من الأسرى، والأراضي المحتلة، والكثير من الدماء، فعندما أتى الزعيم المصري السادات، وحطَّم نموذج الحرب، ثم أتى في أعقابه الملك حسين بذات الشجاعة، فإن اختلافهما عن الإمارات أننا أمام واحدة من أغنى الدول، وأكثرها تقدمًا في العالم.
إلى ذلك، كشفت مُحلّلة الشؤون السياسيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، دانا فايس، كشفت النقاب في النشرة المركزيّة أمس الجمعة، نقلاً عن مصادر إسرائيليّةٍ وأمريكيّةٍ رفيعةٍ، إنّ الاتفاق الرسميّ بين إسرائيل والإمارات سيُوقّع في البيت الأبيض يوم الـ13 من الشهر الجاري، لافتةً إلى أنّ اتفاق أوسلو تمّ التوقيع عليه في نفس التاريخ من العام 1993، الأمر الذي يؤكِّد رمزية الحدث وأنّ اختياره تمّ بعنايةٍ فائقةٍ، على حدّ قولها.