واشنطن تضع السعودية في موقع خطر بعد اغتيال سليماني

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1721
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الرياض – (أ ف ب) – تجد السعودية حليفة الولايات المتحدة نفسها في موقع خطر بعد اغتيال الجنرال الايراني البارز قاسم سليماني، اذ تستعد الرياض لرد انتقامي محتمل من طهران على الرغم من مسعاها لتهدئة التوترات بعد عام حرج في 2019.
ويقول مسؤولون أميركيون أن المملكة تواجه “خطرا متزايدا” من هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة بعد مقتل سليماني في غارة أميركية في العراق.
أثار مقتل سليماني مخاوف من تصعيد للنزاع في المنطقة بعد أن تعهدت طهران بالانتقام لمقتله، بينما وصفت السعودية التصعيد ب “الخطير للغاية”.
وسعت الرياض للنأي بنفسها من الغارة الأميركية في بغداد، مع تصريح مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس أن واشنطن لم تتشاور مع الرياض بشأن الضربة التي قُتل فيها الجنرال الإيراني.
ووصل وفد سعودي على رأسه نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان إلى واشنطن الإثنين لإجراء مباحثات لخفض التصعيد. وحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز العراق على اتخاذ اجراءات لنزع فتيل الأزمة.
يرى حسين ايبش الخبير في معهد دول الخليج العربية في واشنطن أنه “من الواضح أن السعوديين لا يرحبون بهذه الأزمة على الرغم من أنه يتوجب أن يكونوا سعداء بمقتل سليماني”.
وبحسب ابيش فإن السعوديين “يعلمون أنهم سيكونون في مرمى النيران حال اندلاع حرب، لذلك يقومون بكل ما بوسعهم لتخفيض” التصعيد.
– تجنب التصعيد-
واتخذت السعودية وغريمتها إيران عدة خطوات مؤخرا نحو محادثات بوساطة عراقية في مسعى لنزع فتيل التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قال الأحد إنه كان من المفترض أن يلتقي سليماني يوم مقتله، مؤكدا أن الجنرال الإيراني جاء إلى بغداد حاملا رسالة من إيران ردا على السعودية.
وخلال الأشهر الماضية، تصاعدت التوترات بين واشنطن والرياض من جهة، وطهران من جهة أخرى، بعد سلسلة هجمات على ناقلات نفط ومنشآت نفطية اتّهمت إيران بالوقوف خلفها، بينها ضربة غير مسبوقة ضد شركة أرامكو في شرق المملكة في أيلول/سبتمبر الماضي أدّت إلى توقف نحو نصف إنتاجها لأيام.
وفي السابق، رأى محللون أن المسؤولين في الرياض الذين كانوا غاضبين من مقاربة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تجاه طهران، سارعوا إلى الترحيب بموقف دونالد ترامب العدائي ضد ايران.
ولكن يبدو أن السعودية تراجعت قليلا بعد الهجمات التي استهدفت منشآتها النفطية العام الماضي.
ويقول محللون أن الرد الأميركي الفاتر على هجمات ايلول/سبتمبر الماضي، أكد نظرية أن المملكة لا يمكنها الاعتماد على أقرب حليف غربي لها للقدوم لمساعدتها حال اندلاع أي نزاع.
وقال كريستيان أولريشسن من معهد “بيكر” للسياسة العامة بجامعة رايس الاميركية أن “الهجوم في ايلول/سبتمبر الماضي على السعودية أظهر عجزها عن حماية مواقع البنى التحتية من هجمات غير تقليدية”.
وبحسب اولريشسن فإنه “بينما تتحضر السعودية وحليفتها الإمارات لاستضافة أحداث عالمية هذا العام– قمة العشرين في الرياض واكسبو 2020 في دبي، فإنهما تسعيان بكل جهد لتجنب أي تصعيد”.
– “مكافأة” للتواصل –
وتسعى الرياض أيضا بهدوء إلى الابتعاد عن أزمات إقليمية اخرى.
وأعلنت السعودية مؤخرا عن “قناة مفتوحة” مع المتمردين الحوثيين في اليمن الذين تقاتلهم على رأس تحالف عسكري منذ خمس سنوات، ما أدى إلى تراجع في الهجمات من الجانبين.
وتخوض الرياض أيضا محادثات مع قطر بهدف حل الأزمة الخليجية التي أدت إلى مقاطعة الدوحة منذ أكثر من عامين.
ويؤكد ستفين سيش، نائب رئيس معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن “اغتيال سليماني..يهدد بتقويض هذا التقدم”.
ويرى سيش أن اغتيال سليماني “يزيد من احتمال وجود رغبة لدى عناصر من الحوثيين مقربين من طهران … لشن ضربة في عمق السعودية، وهذه خطوة بالتأكيد ستقوض مبادرة السلام الجارية”.
وكان الحوثيون دعوا الجمعة إلى رد “سريع ومباشر” على مقتل سليماني تضامنا مع طهران.
ولكن من المرجح أن تستهدف إيران والقوى الموالية لها أهدافا أو منشآت أميركية.
وقال راين بول الباحث في مؤسسة ستراتفور الأميركية “نظرا لأن الإيرانيين بحاجة إلى ضرب هدف أميركي، فإن بإمكانهم العثور على طريقة للقيام بذلك دون تدمير التواصل مع السعودية”.
واضاف “قد يكون هذا بمثابة مكافأة للرياض على تواصلها” معهم.