مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ: الكيان فشِل خلال 36 عامًا بالحرب ضدّ حزب الله والسعوديّة أخفقت ضدّ الحوثيين وهذا انتصارٌ لإيران وعلى حليفتيْ واشنطن التعاون لاستئصال الـ”سرطان”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1237
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
 رأى المُستشرِق الإسرائيليّ، د. يارون فريدمان، أنّ الحرب في اليمن تبدو وكأنّها أزمةً بعيدةً عن إسرائيل وليست ذات صلة كما كانت، لكنها يجب أنْ تكون ذات أهمية كبيرة ولأسباب مختلفة، فإسرائيل والسعوديّة، الحليفان الرئيسيان لواشنطن، بالمنطقة تُواجهان، كلٌّ على حدّةٍ بفرعين من إيران، حزب الله والحوثيين، حيثُ تتلقيان التمويل والتدريب والتسليح من إيران، والكفاح ضدّهما يستغرق وقتًا طويلاً، ولا يُمكِن أنْ ينتهي في ضربةٍ واحدةٍ، فإسرائيل تشن حربًا على حزب الله منذ 36 عامًا، ولا يمكن رؤية النهاية في أي مكانٍ، فهل تستطيع السعودية أنْ تنجح حيث فشل الكيان؟، على حدّ تعبيره.
وتابع المُستشرِق في تحليلٍ نشره بموقع (YNET) العبريّ “إنّ تحويل اليمن إلى قاعدةٍ إيرانيّةٍ لم يُهدد السعودية فحسب، بل تهديد كامل لطريق تجارة النفط الذي يمر عبر عدن وباب المندب في اتجاه البحر الأحمر، وهذا أضرّ بالاقتصاد العالميّ وأدّى لانهيار البورصات، لهذا السبب شكلّت السعودية ائتلافًا ضد الحوثيين، وهو العبء الرئيسيّ الذي تتحملّه القوات الجويّة السعودية والإماراتية، لكنّ الطائرات لا تستطيع وحدها أنْ تحسم الحرب”.
وأوضح:”أصبحت الحرب في اليمن مشكلةً مُزمنةً في المملكة، فبعد كلّ قصفٍ سعوديٍّ جاء الردّ بإطلاق العشرات من الصواريخ قصيرة المدى والصواريخ الباليستية بعيدة المدى على أراضيها، خاصّةً في منطقتي نجران وجازان الجنوبيتين، وأثارت مجموعة صواريخ الحوتيين قلقًا كبيرًا في المملكة، علمًا أنّ إيران زودّتهم أيضًا بمركباتٍ جويّةٍ بدون طيارٍ قادرة على حمل متفجرات وتستخدم أيضًا لجمع المعلومات”.
وشدّدّ على أنّ “استمرار الحرب في اليمن يضُرّ بصورة السعودية وجيشها، يعني عدم تحقيق النصر في الشرق الأوسط خسارة، خاصة عندما يكون جيش كبير (الجيش السعودي هو أقوى جيشٍ عربيٍّ) ضدّ منظمة أضعف بكثير (الحوثيون)”.
“في المقابل”، أضاف، “كان صمود حزب الله في حرب لبنان الثانية بمثابة نصر له لأنّ إسرائيل لم تقدر على دحره، كما أنّه مع استمرار الحرب، وكذلك الكوارث وأخطاء الضحايا المدنيين، تُساعِد على تحويل الحوثيين إلى ضحايا في أعين العالم”.
وتابع: “في الآونة الأخيرة، زادت تهديدات الحوثيين لتصل إلى أكثر المناطق حساسيةً في السعودية، النفط، وأحد أهّم مصادر الدخل للحوثيين هو آبار النفط التي استولوا عليها بالقوة، إذْ إنّهم يبيعون النفط في السوق السوداء بأسعار مُبالغٍ فيها ويتسببون في خسائر فادحة للحكومة اليمنية الشرعيّة بالجنوب”.
وأردف المُستشرِق الإسرائيليّ: “يُمارِس حزب الله منذ عدّة سنواتٍ في سوريّة الحرب ضدّ إسرائيل”، وفي الوقت نفسه، فإنّ الحزب يُتابِع باستمرار الحرب في اليمن ويدرسها جيدًا، لافتًا إلى أنّ الحرب الأهلية بسوريّة تقترب كلّ يومٍ لصالح محور المقاومة، وبالتالي فإنّ إحالة موارد حزب الله إلى الكفاح ضدّ إسرائيل ليست سوى مسألة وقت.
وأوضح: “سيُحاوِل حزب الله في الجولة القادمة ضدّ إسرائيل فتح جبهةٍ جديدةٍ بالجولان، والتي تتدفق إليها المساعدات والمعدّات عبر الأرض وتطمح طهران لفتح طريقٍ بريٍّ من إيران عبر العراق وسوريّة، وإذا تمّ إخلاء القوات الأمريكيّة من شمال شرق سوريّة، فسيُسهِّل ذلك على إيران تحقيق هدفها”.
وساق قائلاً: “الجبهات الأخرى التي يعتزم حزب الله شنّها ضدّ إسرائيل هي الجبهة الأماميّة، الدعائيّة والبحرية في الغرب، فهو يتعلّم من الحرب في اليمن كيفية الاستخدام الفعّال للصواريخ من مختلف النطاقات والطائرات بدون طيّار، والجبهة الداخليّة الإسرائيليّة حساسّة بشكلٍ خاصٍّ لعدد من الأسباب: العديد من المنازل في إسرائيل غير محميةٍ ومبنية قبل التسعينيات دون مستوى مناسبٍ”.
وحذّر من عدم قيام إسرائيل بنقل مصانع الأمونيا من خليج حيفا، على الرغم من تهديد حزب الله بتحويلها إلى قنبلةٍ نوويّةٍ، مُضيفًا: يتعلّم حزب الله أيضًا كيفية تنفيذ الدعاية الكاذبة للعالم من خلال صورٍ مُروّعةٍ، كما لو أنّ الحصار يقع على الشعب اليمنيّ الفقير وليس على الحوثيين الذين يحملون المدنيين دروعًا بشرية، مُضيفًا: “لا شكّ بأنّ حزب الله يتعلّم كيف يضُرّ باقتصاد العدو، في السعودية ناقلات نفط وفي إسرائيل أساسًا منصات الغاز”.
واختتم المُستشرِق: “مشكلة السعودية هي مشكلة إسرائيل أيضًا: الحوثيون وحزب الله ليسوا سوى فروع لنفس السرطان بالمنطقة: إيران، وتمامًا كما يتعلّم حزب الله من نضال الحوثيين، يجب على إسرائيل أنْ تتعلّم من نجاحات وإخفاقات السعوديين، وكان من الجيّد لو تعاونت البلدان في الكفاح ضدّ الإرهاب الشيعيّ، وحتى ذلك الحين، هل يجب على إسرائيل أنْ تنتظر حزب الله لتنظيم الجولة التالية؟، على حدّ تعبير د. فريدمان، الحاصِل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسيّة.