تحقيق يكشف تفاصيل جديدة عن مصير جثة جمال خاشقجي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2072
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

علي النجار
 بثت قناة "الجزيرة" تحقيقا يكشف معلومات تعرض لأول مرة حول تفاصيل جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعلى أثر تلك المعلومات توقع 4 سيناريوهات بشأن جثته المختفية منذ 5 أشهر.
جاء التحقيق في حلقة جديدة لبرنامج "ما خفي أعظم"، بثت اليوم الأحد وجاءت بعنوان "أين الجثّة؟".
واعتبر التحقيق أن مصير جثة "خاشقجي" هو اللغز الأخير الذي ربما تمثل الإجابة عليه آخر الحلقات المفقودة في القضية، بعدما أصبحت تفاصيل القضية معلومة لدى القاصي والداني في كل أنحاء العالم.
وتوصل البرنامج إلى 4 احتمالات بشأن الجثة، الأول يتعلق بالتخلص منها في غابات "بلغراد" الشاسعة على أطراف مدينة إسطنبول، وهو ما أوحت به تحركات فريق الاغتيال المكون من 15 سعودياً.
أما الاحتمال الثاني فيتعلق بنقل الجثة أو أجزاء منها عبر طائرة سعودية (لم يتم تفتيشها) إلى العاصمة السعودية الرياض، وهو ما يتقاطع مع تصريحات للمستشار السابق في الديوان الملكي "سعود القحطاني"، بقوله: "أحضروا رأسه (خاشقجي)".
وفيما يتعلق بالاحتمال الثالث، فهو مبني على فرضية تحدثت عنها السلطات السعودية بشأن متعاون محلي تركي، وبالتالي احتمالية نقل الجثة إلى مكان آخر داخل تركيا.
وتحدث البرنامج عن احتمال رابع: "ربما نقلت الجثة إلى منزل القنصل السعودي في إسطنبول (محمد العتيبي)، وهناك قد يكون تم التخلص منها".

فرن القنصل "العتيبي"
وكشف التحقيق عن وجود فرن بمنزل "العتيبي" تم التخلص من خلاله من أجزاء من جثة خاشقجي حرقا.
وأورد التحقيق شهادة العامل الذي بنى الفرن بمواصفات محددة، وبطلب مباشر من القنصل السعودي، والتي أكد فيها العامل أن الفرن يتحمل حرارة تتجاوز 1000 درجة مئوية، ومهيأ لصهر معادن، وليس شواء الأطعمة، كما أخبره القنصل.
وذكر أن الأفران العادية تصل درجة حرارتها لـ600 درجة مئوية، وتبنى من الفخار، ولكن القنصل السعودي طلب منه بناءه من البازلت، وهو ما كان أيضا موضع استغراب من العامل.
وذكر العامل الذي تحدث بلهجة سورية، أن القنصل قال له إن الفرن سيستخدم في شواء الأطعمة كالمندي وغيره، لكنه عندما أبدى استغرابه من المواصفات المحددة، نهره القنصل وقال له إن عليه أن يعمل دون مناقشة.
ونشر التحقيق صورا للفرن وثقها العامل خلسة قبل أشهر قليلة من الجريمة، مشيرا إلى أن تاريخ التقاطها في شهر أبريل/نيسان 2018، وهي الفترة ذاتها التي بدأ فيها "جمال خاشقجي" التردد على إسطنبول.
وأفاد التحقيق أن السلطات التركية رصدت اشتعال الفرن على مدار 3 أيام بعد إدخال أجزاء الجثة في حقائب.
وعلى صعيد آخر ذكر التحقيق أن فريق البحث الجنائي التركي عثر على آثار دماء "خاشقجي" على جدران مكتب القنصل السعودي رغم طلائها.

مكالمة "فيدان - بن سلمان"
وكشف التحقيق أن أول اتصال بعد اختفاء "خاشقجي" تم بين مدير المخابرات التركية، "هاكان فيدان" وبين ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" مساء يوم الجريمة، وذلك بعد تأكد المخابرات التركية أن الصحفي السعودي لم يغادر القنصلية.
ووفقا للمعلومات التي أوردها التحقيق، فإن "فيدان" طالب "بن سلمان" بالكشف عن مصير "خاشقجي" وإنهاء هذا الملف الذي قد يسيء للعلاقات بين البلدين.
وفي المقابل، نفى "بن سلمان" علمه بما جرى، ولم يستجب لمطالب "فيدان"، معتبرا في الوقت ذاته كلام المسؤول التركي بالكشف عن مصير "خاشقجي" تهديدا غير مقبول، وبعدها انتهت المكالمة.

معركة إعلامية وتدرج الضغط
وكشف التحقيق أنه منذ الأيام الأولى طالبت أنقرة الرياض بالإجابة على كل الأسئلة الغامضة حول الجريمة والمخططين لها، وبالتزامن مع ذلك كانت وسائل الإعلام تشهد معركة أخرى عنوانها تسريبات أمنية متوالية لكشف خيوط الجريمة، وهو ما شكل ضغطا على المملكة العربية السعودية وحلفائها في العالم.
وذكر أن السلطات التركية كانت تقوم بتسريب المعلومات حول تفاصيل القضية على جرعات، وهو الأمر الذي طرح تساؤلا حول السبب وراء لجوء تركيا لهذه الطريقة، طالما أن القضية واضحة من البداية.
وفي هذا الصدد علق "أورهان سالي"، محرر الشؤون التركية في قناة A HABER التركية، قائلا: "نعم ربما كان هناك تدرج، ولكن المعلومات التي كانت لدى الدولة لم تنشر بشكل مجزأ، وإنما كانوا إذا وصلوا إلى دليل أو معلومات كانوا يقومون بنشرها".
وأضاف أن قناته كانت أول قناة تنشر الخبر، وذلك بعدما اتصل بهم حوالي الساعة الخامسة عصر يوم الجريمة، الصحفي التركي "توران قشلاقجي"، وأخبرهم بأن "جمال" دخل إلى القنصلية ولم يخرج منها.
من جانبه أكد "قشلاقجي" ذلك، وقال إنه استقى معلومات من الأمن والسياسيين أيضا الذين طلبوا منه أن يذكر هذا وأعطوه هذه المعلومة في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني أعطوا لـ"واشنطن بوست"، و"نيويورك تايمز"، و"سي إن إن" معلومات أخرى.
وعن السبب في التدرج في تسريب المعلومات قال "قشلاقجي"، إن ذلك كان بهدف ألا تكون هناك أزمة بين تركيا والسعودية، حيث أراد الأتراك أن تكون الأزمة بين العالم والسعودية، وقد نجحوا في ذلك.

المصدر | الخليج الجديد+ الجزيرة