واشنطن بوست: سنعرف أن السعودية تغيرت عندما يطلق سراح الهذلول ورفيقاتها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 435
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها عن سبب استمرار اعتقال الناشطات السعوديات. وتحت عنوان “طالما ظلت الناشطات السعوديات معتقلات فلا عودة للامور وكأن شيئا لم يحدث”.
وأضافت أن الحملة السعودية لاستعادة سمعتها الدولية بدأت بوتيرة عالية هذا الأسبوع. ففي يوم الأحد أفرجت عن رجال الأعمال البارزين الذين تحتجزهم بطريقة غير قانونية منذ نهاية عام 2017.
وفي يوم الإثنين عقدت مؤتمرا للإستثمار تعهدت فيه بالبحث عن مبلغ 426 مليار دولار على شكل إستثمارات خاصة وتمويل مشاريع تجارية في مجال التعدين والدعم اللوجيستي والتصنيع.
وأعلنت الحكومة السعودية يوم الخميس نهاية حملة مكافحة الفساد ضد نخبتها التجارية والسياسية التي اعتقلت من خلالها مئات من المسؤولين والتجار وعذبت بعضهم وتعرضوا فيها لما يمكن تسميته عملية هز أجبروا فيها للتخلي عن جزء من ممتلكاتهم كثمن لحريتهم.
وفي يوم الخميس أحيت الفنانة الأمريكية ماريا كاري حفلة موسيقية ولعب نجوم الغولف في مباراة بالسعودية فيما أطلق عليه “عام الترفيه” والذي زعمت السلطات أنها ستحضر نجوم العالم إليها.
ورأت الصحيفة أن الهدف من الجهود واضح: استئناف العلاقات التجارية بين السعودية والعالم الديمقراطي وجذب الإستثمارات التي تحتاجها بشكل ضروري وبدون أن تضطر لأن تحدث أي تغيير حقيقي لنظام حكم ولي العهد محمد بن سلمان.
وتعتقد الصحيفة أن من مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها وكذا السعودية نفسها فشل هذه الإستراتيجية.
وتقول إن ولي العهد محمد بن سلمان قام بقمع المعارضين الحقيقيين والمتخيلين بطريقة وحشية لم تشهد مثلها السعودية في تاريخها. وبلغت ذروتها بمقتل الصحافي جمال خاشقجي وتقطيعه داخل القنصلية السعودية باسطنبول في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي. ورفض ولي العهد تحمل المسؤولية أو تغيير طريقته في الحكم. كما أشرف سعود القحطاني، أحد كبار مساعديه على قتل خاشقجي وتعذيب الناشطات السعوديات، ولا يزال يتحرك بحرية.
ورغم الإفراج عن رجال الأعمال السعوديين إلا أن الناشطات بقين في المعتقلات، ولم تكن جريمتهن سوى الدعوة لمزيد من الحريات للمرأة السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نظام ولي العهد وعد بالمحاسبة ومعاقبة قتلة جمال خاشقجي إلا أن ممارسات التعمية متواصلة، فقد وجهت اتهامات لأحد عشر من 21 متهما لم يعلن عن أسمائهم قالت المملكة أنها اعتقلتهم على خلفية الجريمة فيما طالب المدعي العام بإعدام خمسة منهم. إلا ان اللاعبين المهمين في الجريمة بمن فيهم الطبيب الشرعي الذي قطع جثة خاشقجي لا يزالون يتمتعون بالحصانة والحماية.
وأضافت الصحيفة أن محققة من الأمم المتحدة بدأت تحقيقها الخاص، وقامت أغنيس كالامارد بزيارة تركيا لكن السلطات السعودية منعتها من دخول القنصلية، مشهد الحادث.
فيما استأنف خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد مهامه كسفير في واشنطن، على أمل نسيان دوره المزعوم في إغراء خاشقجي الذهاب إلى القنصلية في اسطنبول. ويبدو أن إدارة ترامب قد قبلت هذا الوضع إلا أن نجاح محمد بن سلمان في استئناف العلاقات العادية ستكون له تداعياته السيئة. فسيشعر بالثقة لمواصلة مغامراته الدولية المتهورة والتي تراوحت ما بين اختطاف رئيس الوزراء اللبناني إلى القصف المقصود للمدنيين في اليمن. وسيواصل سجن وتعذيب أفضل العقول في السعودية والذين طالبوا سلميا بالإصلاح السياسي والإجتماعي.
وانتقدت الصحيفة من يواصلون الإعتذار عن بن سلمان باسم الحفاظ على “الإستقرار” في المملكة، ولكنها غير مستقرة وستظل. ومن هنا فأحسن طريقة للحفاظ على التوازن هو قيام الحكومات الغربية ونجوم الترفيه بتجاهل النظام حتى يظهر تغييرا حقيقيا بدلا من مجرد التظاهر و”سنعرف أن هذا سيحدث عندما يتم الإفراج عن لجين الهذلول وهاتون الفاسي وسمر البدوي وبقية النساء المعتقلات”.