نتنياهو يستخدِم بن سلمان في معركته الانتخابيّة.. وتل أبيب: العلاقات مع السعوديّة والبحرين تفوق الخيال والدول الخليجيّة قبِلت بإسرائيل أنْ تكون قائدةً لها ومنحتها التفويض

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1828
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 من المعروف أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، لا يتورّع عن استغلال أيّ حدثٍ سياسيٍّ لتحويله إلى مادّةٍ إعلانيّةٍ وإعلاميّةٍ من أجل الفوز في الانتخابات العامّة القادِمة في كيان الاحتلال، أيْ أنّه بالنسبة له الغاية تُبرّر الوسيلة، وهكذا تحوّل وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان إلى مادةٍ انتخابيّةٍ لنتنياهو، يأمل الأخير من تجييرها الحصول على أصواتٍ كثيرةٍ لدى الإسرائيليين، علمًا أنّ الانتخابات العامّة للكنيست ستجري في أقصى حدٍّ في شهر أيّار (مايو) المُقبِل، وبحسب الاستطلاعات الأخيرة فإنّ نتنياهو سيتفوّق على جميع المُرشّحين، واللافِت أنّه كلمّا أوصت الشرطة بتقديمه إلى مُحاكمةٍ أخرى ترتفِع شعبيته في صفوف الصهاينة في الدولة العبريّة.
ووفقًا لتقريرٍ نشرته أمس صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة فإنّ صداقة الامير محمد مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب ومُستشاره الكبير، هي أساس سياسة ترامب ليس فقط بخصوص السعودية ولكن بخصوص المنطقة، كما قال مارك اندايك، العضو في مجلس العلاقات الخارجية والمبعوث إلى الشرق الاوسط والسفير إلى إسرائيل سابقًا، بحسب التقرير، وغنيٌ عن القول إنّ كوشنير هو صهيونيّ أكثر من هرتسل وكاثوليكيّ أكثر من قداسة البابا في روما، وتربطه علاقاتٍ وطيدةٍ مع نتنياهو.
وبطبيعة الحال، أفادت شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 وـ12 في التلفزيون العبريّ) أنّ رئيس الوزراء نتنياهو يُخطِّط لنقل العلاقة مع السعودية من السر إلى العلن قبل انتخابات 2019، لكي يُقدِّم هذا التطوّر كإنجازٍ هائل للرأي العام الإسرائيليّ مما يُعزز فرصه بالفوز، وشدّدّ التقرير، الذي اعتمد على مصادر أمنيّةٍ وسياسيّةٍ رفيعة المٍتوى في تل أبيب على أنّ رئيس الموساد، يوسي كوهين، يتجنّد لمساعدته.
جديرٌ بالذكر أنّه للمرّة الأولى، كشفت نشرة إخباريّة إسرائيليّة ليلة أمس الأحد، النقاب عن أنّ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يعمل على تسوية العلاقات بين إسرائيل والسعودية، ووفق النشر، الهدف هو دفع العلاقات قدمًا وجعلها رسميّةً وعلنيّةً قبل الانتخابات في إسرائيل التي ستُجرى قريبًا.
كما جاء في التقرير الحصريّ أنّ رئيس الموساد، المقرب من نتنياهو، يوسي كوهين، والأمريكيون يُساعِدون نتنياهو في هذه الخطوة، ونقلت الشركة عن مصدرٍ سياسيٍّ مسؤولٍ، قوله إنّ هناك لدى إسرائيل علاقات مع دول كثيرة في الوطن العربيّ، على خلفية المصالح المُشتركة ضد إيران، فيما رفض مكتب رئيس الحكومة التطرق إلى هذه الأخبار.
وغنيٌ عن القول إنّ محاولة تسوية العلاقات مع السعودية ليس مفاجئًا، وذلك في ظلّ دفء العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج العربي في السنة الماضية. ففي الشهر الماضي دعم نتنياهو علنًا ولي العهد السعوديّ، رغم مقتل خاشجقي، وقال الرئيس ترامب إنّه سيُحافِظ على التحالف مع السعودية لصالح إسرائيل، كما أنّه في الفترة الأخيرة، زار نتنياهو عُمان، واستأنف العلاقات مع تشاد موضحًا أنّه من المتوقع أنْ يزور دولةً عربيّةً أخرى، هي على الأغلب البحرين أوْ السودان.
على صلةٍ بما سلف، قال المُستشرِق الإسرائيليّ، جاكي حوغي، مُحلّل شؤون الشرق الأوسط في إذاعة جيش الاحتلال، قال إنّ استنفار تل أبيب لصالح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحرص رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو على التدّخل لمحاولة إنقاذه من تبعات اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، يرجع إلى إدراكها حقيقة أنّ السعودية في عهده باتت تمثل ذخرًا استراتيجيًا” للدولة العبريّة.
وتابع المُستشرِق حوغي أنّه لم يكن صدفةً أنْ يُبادِر نتنياهو للاتصال بالرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، طالبًا منه عدم التخلي عن بن سلمان في أعقاب تفجر قضية خاشقجي. وأضاف إن إسرائيل بحاجة لبن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الذي وصفه بالشخص الذي يوجّه بن سلمان، والبحرينيين في مواجهة إيران و”حزب الله”، على اعتبار أن ّالمساس بهاتين القوتين يُعتبر مصلحةً مشتركةً لإسرائيل وهذه الدول، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ أنظمة الحكم في هذه الدول تنطلق من افتراض مفاده أنّ التعاون مع إسرائيل في مواجهة إيران و”حزب الله” يحقق لها الحلم المتمثل في إضعاف الخطر الذي يُهدّد وجودها، على حدّ تعبير المُستشرِق حوغي.
ومضى قائلاً إنّه بالنسبة لهذه الأنظمة، فإنّ القضية الفلسطينية بإمكانها أنْ تنتظر، ومواجهة التطبيع مع إسرائيل باتت أقل أهميةً، وفقًا لقوله، جازمًا بأنّ أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصر الله، قال الحقيقة عندما جزم بأنّ السعوديين والبحرينيين يتعاونون مع مؤامرةٍ أمريكيّةٍ صهيونيّةٍ لاستهداف محور الممانعة، مُضيفًا أنّ الدول الخليجيّة المعنية بمواجهة إيران قبلت بإسرائيل أنْ تكون قائدةً لها، ومنحتها التفويض، كما أكّد على أنّ الدول الخليجيّة المناوِئة لإيران لا تتردّد في مساعدة إسرائيل في كلّ عملٍ عسكريٍّ أوْ اقتصاديٍّ أوْ قضائيٍّ أوْ دبلوماسيٍّ يستهدف إيران و”حزب الله”.
واختتم المُستشرِق الإسرائيليّ، الذي اعتمد على مصادر سياسيّة رفيعةٍ في كيان الاحتلال، اختتم قائلاً إنّ واقع التعاون بين إسرائيل وكلٍّ من السعودية والإمارات والبحرين يفوق الخيال بكثير، مشدّدًا على أنّ أشهر كاتِب سيناريو لن يكون قادرًا على توصيف طابع التعاون بين الجانبين، بحسب قوله.