واشنطن بوست: بن سلمان صعد إلى الفضاء الرقمي مسلحا بمنشار

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1711
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

إسلام الراجحي
 قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" صعد إلى الفضاء الإلكتروني مسلحا بمنشار، في إشارة إلى استخدامه أنظمة التجسس والترسانة الرقمية، لقمع معارضيه، والتي كان آخرها اغتيال "جمال خاشقجي"، وتقطيع جثته بمنشار عظم.
وفي تحليل لكاتب الشؤون الأمنية في الصحيفة "ديفيد أغناتيوس"، قال إن الترسانة الرقمية التي جمعها "بن سلمان" بمساعدة مستشاره "سعود القحطاني"، وبمعاونة من الولايات المتحدة و(إسرائيل) والإمارات، "أصبحت أداة لحكمه الاستبدادي".
وأضاف: "أمريكا و(تل أبيب) وأبوظبي وعواصم أخرى تدعم سياسات مواجهة السعودية للإرهاب، ساهمت في صقل قدرات الرياض في التجسس الإلكتروني، والتي أدت إلى ما جرى في القنصلية السعودية في إسطنبول".
وكشف "أغناتيوس"، أن "القحطاني"، بنى شبكة للمراقبة والتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعية لدفع أجندة "بن سلمان"، وقمع أعدائه، وذلك للتعاون مع شركة إيطالية، وشركتين إسرائيلية وكيان إماراتي يدعى "Dark Matter".
وبدأ "القحطاني"، حسب الخبير الأمريكي، بناء قدرات السعودية الإلكترونية قبل عشر سنوات في عهد الملك "عبدالله بن عبدالعزيز"، وكانت لديهم أسباب مفهومة، بعد هجوم إيران عبر فيروس منتصف 2012، استغرق 6 أشهر لإصلاح تبعاته.
وكان "القحطاني" مستشارا برتبة وزير للديوان الملكي السعودي، وكان يشار إليه في الدوائر الدبلوماسية باسم "أمير الظلام"، وهو يبلغ من العمر 40 عاما، وقد تمت إقالته في اكتوبر/تشرين الأول الماضي، من منصبه، كمشرف على الشؤون الإعلامية للبلاط الملكي.
وأضاف "أغناتيوس": "الأدوات المستخدمة لمكافحة الإرهاب هي نفس الأدوات المستخدمة لقمع المعارضين وفق دبلوماسي أوروبي والسعودية دفعت باستخدام هذا السلاح بالاتجاهين".
وتابع: "دور شركة هاكينغ تيم بالنسبة للسعودية أصبح أساسياً بحيث في عام 2015، حينما واجهت الشركة الإيطالية صعوبات مالية، تدخل أحد أقرباء القحطاني واشترى 20% من أسهم الشركة، ومثله المحامي خالد الثبيتي".
وزاد: "بن سلمان أراد المزيد من القدرات حينما نظر إلى التقدم السريع الذي حققته الإمارات في هذا المجال عبر كيان Dark Matter"، ونقل عن مسؤول أمريكي قوله إن "السعوديين في هذه الفترة اعتقدوا أنهم ماداموا يلاحقون التطرف، فإن الولايات المتحدة ستغض الطرف عن ملاحقاتهم بحق معارضيهم".
وحول واقعة "خاشقجي"، قال "أغناتيوس"، إن "القحطاني" شعر أنه خيب ظن رئيسه "بن سلمان"، حينما غادر الصحفي البارز السعودية والبدء في الكتابة بصحيفة "واشنطن بوست".
وأضاف: "عرض عليه مسؤلان سعوديان الكتابة في جريدة الحياة، لكنه رفض ذلك"، لافتا إلى أن الضغوط السعودية بمنع ابنه "صلاح" من السفر، لم تخفف من حدة انتقاده.
وتابع "أغناتيوس": "في يوليو/تموز الماضي، أبلغ القحطاني رئيسه بن سلمان، أن خاشقجي يمثل تهديدا على محاولة السعودية السيطرة على المعلومات، فأرسل الأمير الشاب رسالة تطالب باسترجاعه وبالقوة إذا كان ذلك ضروريا".
ولفت الخبير الأمريكي، إلى أن الولايات المتحدة لم تفهم هذه الرسالة إلا بعد أن فات الوقت.
وخلص تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من ولي العهد السعودي"، حسبما كشفت تسريبات من التقرير نقلتها وكالات أنباء عالمية وصحف غربية.
واغتيل "خاشقجي"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية السعودية في إسطنبول التركية، قبل تقطيع جثته، والتخلص منها، في حادثة اعترفت بها المملكة، بعد طول إنكار، قبل أن تحيل 11 شخصا للمحاكمة، دون أن تكشف عمن أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.

المصدر | الخليج الجديد