ن.تايمز: ترامب متمسك بدعم بن سلمان.. ومعركة مرتقبة مع الاستخبارات

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1019
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
 مع تراكم الأدلة التي تشير إلى مسؤولية ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" عن القتل الوحشي للصحفي المعارض "جمال خاشقجي"، يستمر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في التشديد فقط على رفضه تصديق أي احتمال بأن يكون لـ"بن سلمان" يد في الجريمة.
وامتدح "ترامب" المملكة العربية السعودية نهاية هذا الأسبوع باعتبارها "حليفا مذهلا حقا"، حتى بعد أن خلصت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى أن "بن سلمان"، زعيم الأمر الواقع في المملكة، هو من أمر بالقتل.
وقال "ترامب" إنه ينتظر تقريرا عن مقتل "خاشقجي"، من قبل إدارته، الثلاثاء، قبل أن يقرر إلى من يوجه اللوم. لكنه بدا أنه يقلل من أهمية التقرير حتى قبل إصداره، مما يوحي أنه لن يحدد بشكل نهائي من هو المسؤول في نهاية المطاف، ما يعطي مؤشرا على صدام محتمل مع وكالات الاستخبارات.
وقال "ترامب" في مقابلة تم بثها على "فوكس نيوز صنداي": "هل يعرف أي شخص حقا من المسؤول؟"
كما أبدى "ترامب" اهتماما قليلا بواحد من الأدلة الحيوية في القضية، وهو التسجيل الصوتي للحظات "خاشقجي" الأخيرة الشهر الماضي في القنصلية السعودية في إسطنبول، وهو التسجيل الذي شاركته الحكومة التركية مع وكالة الاستخبارات المركزية. وقال "ترامب" إنه لا يوجد سبب يدعوه للاستماع إلى التسجيل، لأنه "مقطع يبث المعاناة وهو أمر مروع".

ترامب يتمسك بموقفه
وكانت تصريحات الرئيس بمثابة توضيح حي لمدى عمق ارتباط "ترامب" بوريث العرش السعودي، الذي يبلغ من العمر 33 عاما، والذي أصبح نقطة ارتكاز استراتيجية الإدارة في الشرق الأوسط، من إيران إلى عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، مع كونه أيضا متسوقا كثيف الشراء للأسلحة الأمريكية، حتى لو لم ينفذ معظم العقود المتفق عليها بعد.
كما أظهرت التصريحات كيف قرر "ترامب" بعناد الالتزام بدعم حليفه. وهو لا يريد حتى الاستماع إلى أدلة قد تهز ثقته، حتى لو كان ذلك سيخلق صدعا مع مسؤولي الاستخبارات. وكانت التوترات الداخلية حاضرة بالفعل نهاية هذا الأسبوع، بعد أن كشفت وكالة الاستخبارات أن ولي العهد عو أمر بالقتل، وأصدرت وزارة الخارجية بيانا قالت فيه إن "التقارير التي تشير إلى أن الحكومة الأمريكية توصلت إلى نتيجة نهائية غير دقيقة".
وبالنسبة لـ "ترامب"، يكفي أن ينفى "بن سلمان" أي تورط في عملية القتل في المكالمات الهاتفية معه.
ويذكرنا دفاع الرئيس عن ولي العهد بالطريقة التي ينحرف بها عن التساؤلات حول تدخل روسيا في انتخابات عام 2016 بقوله إن الرئيس "فلاديمير بوتين" ينفي ذلك دائما عندما يتم سؤاله.
وكما هو الحال مع روسيا، أصبحت تلك التصريحات غير مقنعة بشكل متزايد.
وقال "بروس ريدل"، الخبير في شؤون المملكة العربية السعودية، وهو زميل بارز في مؤسسة "بروكنغز": "يظهر الأمر أنهم يائسون. إنهم يعانون الآن من حقيقة أنهم لن يتمكنوا من إعفاء محمد بن سلمان من المسؤولية".

سياسة تزداد عزلة
ويخلق موقف "ترامب" سياسة خارجية أمريكية تزداد عزلة في موقفها. وطالب الاتحاد الأوروبي بـ "الوضوح الكامل" من السعوديين بشأن مقتل "خاشقجي"، الذي عاش في فرجينيا، وكان كاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست". وحتى (إسرائيل)، ذات العلاقات الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية، فإنها لا تدافع علنا عن "بن سلمان".
ويتهم الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس الأمير بالمسؤولية، ويقولون إنهم سيدفعون تجاه عمل أقوى بكثير ضد السعودية. ويوم السبت، قام السيناتور "بوب كوركر"، عضو مجلس النواب عن ولاية تينيسي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بالتغريد قائلا: "كل شيء يشير إلى ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، بأنه من أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي".
وترغب دولة الإمارات العربية المتحدة المجاورة في تهدئة الحرب في اليمن، مشروع السياسة الخارجية الرئيسي لـ "بن سلمان"، حيث تقاتل القوات السعودية والقوات المدعومة من الإمارات المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. ويوم الأحد، قال الحوثيون إنهم مستعدون للتفكير في وقف إطلاق النار إذا وافق السعوديون.
والتقى مستشار الأمن القومي لـ"ترامب"، "جون بولتون"، مع ولي عهد الإمارات، "محمد بن زايد"، الأسبوع الماضي في أبوظبي، وناقشا سبل التعجيل بإنهاء الحرب، التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين، وهي الهدف الرئيسي لسخط المشرعين الأمريكيين.
وخلال تلك الرحلة، قال "بولتون" للصحفيين إن التسجيل الصوتي التركي "لا يربط ولي العهد بالجريمة بأي شكل من الأشكال".
وكان البيت الأبيض قد أوقف تزويد الطائرات السعودية بالوقود جوا في حرب اليمن. كما أشار "ترامب" إلى أن وزارة الخزانة فرضت عقوبات "هائلة" على 17 سعوديا من المتورطين في الجريمة، وبعضهم من المقربين من ولي العهد.
وشملت القائمة "سعود القحطاني"، وهو مستشار بارز لولي العهد، لكنها لم تشمل "أحمد عسيري"، النائب السابق لرئيس جهاز المخابرات السعودية، الذي قال المسؤولون السعوديون إنه العقل المدبر لمؤامرة قتل "خاشقجي" في القنصلية في 2 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي نفس الوقت، قال "ترامب": " لدينا حليف، وأريد التمسك بحليف كان في كثير من النواحي جيدا جدا".
وشدد على الوظائف التي أوجدها تعهد المملكة العربية السعودية بشراء أسلحة أمريكية بقيمة 110 مليارات دولار. لكن محللي الدفاع لم يحسبوا سوى 14.5 مليار دولار من المبيعات المؤكدة، وقد يكون الرقم الحقيقي أقل من ذلك. ولم يبرم السعوديون صفقة سلاح واحدة كبيرة منذ تولي "ترامب" السلطة، وفقا لـ "ريدل".
وتعد السعودية محور الاستراتيجية الأمريكية لعزل إيران. ووافقت المملكة على زيادة إنتاج النفط لتعويض خسارة النفط الإيراني بعد أن أعاد "ترامب" فرض العقوبات على نظام الطاقة والبنوك الإيرانيين هذا الشهر.
لكن في الأسابيع الأخيرة، بعد أن خففت الولايات المتحدة الضغط على السوق بمنح إعفاءات للعديد من كبار مستوردي النفط الإيراني، تدرس المملكة خفض الإنتاج.

فوة مزعزعة للاستقرار
وكان صهر "ترامب" وكبير مستشاريه، "جاريد كوشنر"، يستثمر في العلاقة مع "بن سلمان"، وينظر إليه على أنه حاسم لجهوده للتوسط في اتفاق سلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين. وساعد الأمير في تحييد رد المملكة على قرار "ترامب" بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس العام الماضي.
لكن والد الأمير، الملك "سلمان"، أعلن أن السعوديين لن يجبروا الفلسطينيين على قبول اتفاق مع (إسرائيل)، وبهذا تبدو جهود "كوشنر" لصنع السلام على طريقته في مهب الريح.
وبالنظر إلى المشاعر التي ولدتها حرب اليمن في "الكابيتول هيل"، من المرجح أن يستخدم البيت الأبيض قضية "خاشقجي" كوسيلة لإجبار "بن سلمان" على إنهاء الصراع بأسرع ما يمكن. لكن الخبراء السعوديين يحذرون من أن هذا الأمر سيكون صعبا؛ لأن الانسحاب السعودي المفاجئ من شأنه أن يزيد من تشويه صورة الأمير داخل المملكة.
وقال "ريدل": "من الواضح جدا أن ما تريده الإدارة هو إرضاء الكونغرس في ملف اليمن. لكنها لا تحل المشكلة الأساسية، وهي أن محمد بن سلمان قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة".

المصدر | مارك لاندلر - نيويورك تايمز