هل يقايض محمد بن سلمان رقبته بسلام مع "إسرائيل"؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 427
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 في زيارته التي أثارت تساؤلات واستغراب النشطاء العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، علل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو زيارته لسلطنة عمان، الجمعة (27 أكتوبر الجاري) بأنها "تتعلق بتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة".

الزيارة التي لم تكن متوقعة، والمفاجئة، بالنسبة للمطلعين على ما يدور في المنطقة، تطرح سؤالاً يتعلق باختيار سلطنة عُمان دوناً عن دول خليجية أخرى، خاصة الإمارات والسعودية، وقد كشفت وسائل إعلام عديدة مؤخراً عن وجود صلات قوية تربط البلدين بـ"تل أبيب"، خاصة السعودية.

وكذلك البحرين التي سبق أن تفاخرت وسائل إعلام عبرية بزيارة وفد بحريني إلى "تل أبيب"، والتجول برفقة إسرائيليين في القدس المحتلة، في بادرة تشير إلى سعي البحرين لتطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي المحتل.

- هل في الأمر وساطة؟
عُرفت سلطنة عمان في السنوات الأخيرة اتخاذها مبدأ السياسة الهادئة، ومدّ جسور العلاقات مع كل الأطراف في المنطقة، والابتعاد عن اتخاذ موقف يناصر طرفاً على حساب آخر في قضايا شهدها الشرق الأوسط.

ومن خلال موقفها هذا أدت مسقط دور الوسيط في العديد من القضايا، كالملف النووي الإيراني، والملف السوري، والملف اليمني.

وباتخاذها هذه المواقف والسياسة في المنطقة، تتجه أنظار العديد من الدول إلى سلطنة عُمان في حال أرادت الدخول إلى هذه المنطقة، أو السعي لتهدئة تنافسٍ أحد أطرافه بلد من بلدان الشرق الأوسط.

 


طموح بن سلمان على كف عفريت
ما يشغل المنطقة اليوم، والعالم أيضاً، هو قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اعترفت السعودية بقتله في قنصليتها، بعد أن أنكرت معرفتها بمصيره على مدى 18 يوماً.

الاعتراف جاء بعد تكشف الكثير من الأدلة التي تدين الرياض، وتشير إلى ضلوع ولي العهد محمد بن سلمان بهذه القضية؛ وهو ما جعل بقاءه في منصبه "على كف عفريت"، فضلاً عن أن طموحه بوراثة الحكم سيصبح مستحيلاً.

بن سلمان الذي بيّن للعالم منذ توليه منصب ولي العهد، في يونيو 2017، أنه مقاتل شرس من أجل توليه حكم المملكة، وقد كشر عن أنيابه معلناً عن نهاية مؤلمة لمن يعادي تطلعاته؛ حيث بدأ باعتقال أمراء وتجار وشخصيات عديدة بحجج منها الفساد والعمل والولاء لدول معادية للبلاد.

كل ذلك يؤكد أن ولي العهد السعودي الذي بات منصبه، وحلمه بحكم السعودية، سراباً يبتعد عن الحقيقة، على استعداد لتقديم أكبر التنازلات لأجل تحويل السراب إلى حقيقة.

وإن كان ما ذهب إليه مراقبون، بأن زيارة نتنياهو للسلطنة تصب في وساطة مع الرياض، لعقد صفقة مع بن سلمان تضمن بقاءه في منصبه، وإنهاء ملف اغتيال خاشقجي، فإن ولي العهد السعودي يكون قد قطع على "إسرائيل" مشواراً طويلاً لعقد "صفقة القرن".

وعلى حسابه في منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"، ذكر الكاتب والمحلل السياسي السوري ياسر سعد الدين قائلاً: "نتنياهو في مسقط...عمان راعية التفاهمات الضخمة بين واشنطن وطهران...هل ترعى تفاهماً سعودياً صهيونياً يكون فيه ثمن دم جمال خاشقجي سفارة إسرائيلية في الرياض"؟.

مثل هذه الصفقة، بحسب سعد الدين، تنقذ بن سلمان، وبذلك فإن الصفقة تلك تسير بولي العهد المهدد بالسقوط من ولاية العهد إلى عرش الحكم.

وإن صحّ ما ذهب إليه سعد الدين، فإن الأمر يسير إلى التسريع بإتمام صفقة القرن؛ إذ اشتهر بن سلمان، منذ توليه منصب ولي العهد، بالتصريحات المعادية للفلسطينيين، كان آخرها تصريح له حول رفض الفلسطينيين "صفقة القرن"؛ قال فيه بحسب ما نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية: "على الفلسطينيين أن يخرسوا"، وهو ما أشعل غضباً كبيراً في الوسط العربي، واعتبره البعض تطبيعاً علنياً مع "إسرائيل".

ومصطلح "صفقة القرن" تسمية متداولة إعلامياً، وتعبِّر عن مساعي واشنطن في عهد ترامب لإنهاء القضيّة الفلسطينية، وتتضارب الأنباء عن بنود هذه الصفقة.

وترفض القيادة الفلسطينية الصفقة؛ لأنّها حسب التوقّعات لا تحقِّق الحدَّ الأدنى من المطالب بدولة مستقلّة كاملة السيادة على الأراضي المحتلّة عام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".

- ترامب يضع بن سلمان أمام الأمر الواقع
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدوره، أزاح الستار مؤخراً عن فصل جديد من العلاقات الخفية بين المملكة العربية السعودية و"إسرائيل".

فقد اعترف الرئيس الأمريكي، لأول مرة، بوجود علاقات متينة بين السعودية و"إسرائيل"، مفجراً مفاجأة مدوية حين صرح بشكل رسمي، الثلاثاء (23 أكتوبر)، بأن "السعودية ساعدتنا كثيراً على الصعيد الإسرائيلي"، دون أن يُدلي بمزيدٍ من التفاصيل.

تصريح ترامب، واضح أنه كشف ما يحاول ولي العهد السعودي إخفاءه، واضعاً الأخير أمام أمر واقع، ولم يخرج الأمير الشاب لإنكاره أمام وسائل الإعلام.

وبحسب موقع "كان" العبري، الذي أورد الخبر صباح الأربعاء (24 أكتوبر)، قال ترامب، تعليقاً على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي: "إن السعودية حليف عظيم بالنسبة للولايات المتحدة وأحد أكبر المستثمرين، وربما الأكبر، وساعدتنا كثيراً في دعم إسرائيل".

هذه التصريحات تكشف بشكل جلي تطوّر العلاقات بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية في عهد محمد بن سلمان.

هذا التطور في العلاقات يسير في إطار ما يتخوف منه مراقبون، بأن يقود بن سلمان حركة تطبيع علنية في المنطقة، تساعد في حلّ القضية الفلسطينية بالطريقة التي تريدها "إسرائيل".