واشنطن بوست: دعم ترامب اللامحدود لـ"بن سلمان" دفعه لمغامرات طائشة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 762
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها، السبت 27 أكتوبر الجاري، إن على واشنطن أن تعمل على تحقيق التوازن بين القوى المتنافسة في الشرق الأوسط، وألا تميل بقوة لطرف على حساب طرف آخر.

الصحيفة أكدت أن دعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أغرى الأخير للقيام بمغامرات طائشة؛ منها حرب اليمن، وحصار قطر، وآخرها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول.

وتابعت الصحيفة أن الرئيس السابق، باراك أوباما، تبنّى سياسة لدعم التحديث الاقتصادي والتسامح الديني في الشرق الأوسط، وإن كان قد ارتكب أخطاء فادحة.

وعلى النقيض منه، اختار ترامب أن يكون، وبشكل لا لبس فيه وغير مقنع، مع أحد محاور المنطقة؛ وهي السعودية وحلفاؤها، ودعمهم ضمنياً من قبل إسرائيل.

قاد ذلك، بحسب الصحيفة، إلى سلسلة من الكوارث؛ من حرب اليمن التي تعتبر أسوأ كارثة إنسانية في العالم، إلى مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وربما قد يكون الأسوأ لم يأتِ بعد.

 

وقُتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، مطلع أكتوبر الجاري، باعتراف السعودية بعد 18 يوماً من إنكارها، وتقول الرياض إنها ما زالت تحقّق مع المتهمين بالقضية.

وتُعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم اضطراباً، يحرّكها صراع طائفي بين الشيعة والسنة يمتدّ من العراق إلى لبنان، ومن سوريا إلى اليمن، حيث تحاول إيران، قائدة الشيعة، إثبات نفسها بالتفاوض مع الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت واشنطن بوست.

نعم يجب مقاومة عدوانها، تقول الصحيفة الأمريكية، ولكن ليس من خلال مواءمة أمريكا نفسها مع الجهاد الطائفي السني ضد الشيعة؛ فالسنة أنفسهم ينقسمون بين أنظمة مختلفة التوجهات؛ فهناك القومي المستبد، مثل عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهناك أنظمة متعاطفة مع الإسلام السياسي، مثل قطر وتركيا، وهنا أيضاً نجد أن إدارة ترامب مالت على نحو غير حكيم لجانب واحد وهو السعودية، بحسب وصف الصحيفة.

وتابعت الصحيفة تقول: إن "التوازن أمر يصعب تحقيقه، وكثيراً ما أخطأت به إدارة أوباما، فقد سمح بتوقيع اتفاق نووي معيب مع إيران، ولتحقيق هذا الاتفاق لم يفعل الكثير لمواجهة التغلغل الإيراني وعدوانه في سوريا".

وأضافت: "لقد فعل أوباما ذلك لأنه كان يريد أن يقنع نفسه بأنه يمكن إقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها الإمبراطورية. لقد كان أوباما في كثير من الأحيان على خلاف مع الحكومتين السعودية والإسرائيلية في سياسته تجاه إيران".

عندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض، تقول الصحيفة، حرص على فعل عكس ما كان يفعله أوباما، وبعد حملة ضغط كبيرة وسريعة قامت بها السعودية، احتضن ترامب بن سلمان؛ وهو ما شجعه للقيام بمغامرات طائشة مثل حصار قطر وحرب اليمن.

تقول واشنطن بوست: "ربما هذا ما يفسر شعور بن سلمان بالصدمة عقب مقتل خاشقجي ومطالبة البيت الأبيض بالكشف عن تفاصيل مقتله وتوجيه توبيخ له".

الصحيفة ترى أن "قرار ترامب التخلي عن الاتفاق النووي، والعقوبات على إيران، أدّى كل ذلك إلى تصاعد التوترات في المنطقة، ولكن دون أن يكون هناك هدف واضح، فمن المرجح ألا تؤدي العقوبات على إيران إلى حدوث تغيير في النظام بإيران، كما لا يبدو أن القضاء على إيران كقوة إقليمية ممكناً؛ لأن ذلك بحاجة إلى حرب تشنها الولايات المتحدة، وهو ما تدفع به إسرائيل والسعودية".

لكن أفضل سياسة أمريكية يمكنها أن تردع إيران، بحسب الصحيفة، "هي تحجيمها في سوريا، وأن تسعى الدول السنية لاحتواء الوجود الإيراني في الدول الأخرى، ومنها اليمن، ولعل إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للتحالف بقيادة السعودية دفع إلى محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، كما يجب على ترامب أن يعمل نحو إيجاد سياسة فعالة في الشرق الأوسط لا تتعمد تشويه إيران ولا احتضانها بشكل عشوائي".