تل أبيب: نتنياهو يتلقّى المعلومات عن قتل خاشقجي من الـ”قنوات الدبلوماسيّة الرسميّة الأمريكيّة” وتُركيّا تملك مفتاح تحديد علاقة واشنطن بالرياض وترامب لم يقُل الحقيقة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 598
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 بشكلٍ لافتٍ عاد الإعلام العبريّ اليوم الأحد ليُحلّل قضية مقتل الصحافيّ السعوديّ جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، مُشدّدًا على أنّ المُستوى السياسيّ الرسميّ في تل أبيب ما زال يُحافِظ على الصمت المُطبق ولم يصدر أيّ تصريح من أيّ مسؤول سياسيٍّ إسرائيليٍّ حول القضيّة التي باتت تُشكّل قضية رأي عام في العالم أجمع. وفي هذا السياق وتحت عنوان: الجميع يكذبون، قالت مُحلّلة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، سمدار بيري، إنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي لا يُفوّت أيّ فرصةٍ للإدلاء بتصريحاتٍ حول جميع القضايا تقريبًا التزم الصمت، ولم يُدلِ بدلوه في قضية قيام المملكة العربيّة السعوديّة بقتل مُعارضٍ على الأراضي التُركيّة، دون أنْ تُفصِح عن السبب وراء هذا التصرّف العجيب الغريب.
مع ذلك، نقلت عن مصادر سياسيّةٍ في تل أبيب قولها إنّه لم يكُن صدفةً أنْ يجتمع رئيس الأركان الإسرائيليّ بنظيره السعوديّ الأسبوع الفائت في واشنطن، رغم أنّ الرياض نفت النبأ، كما أنّه، أضافت، أنّه ليس صدفةً أنّ نتنياهو يلتزِم الصمت، إذْ أنّه يتلقّى المعلومات حول التطورّات في قضية خاشقجي من القنوات الدبلوماسيّة في واشنطن، على حدّ قولها.
بالإضافة إلى ذلك، رأت الصحافيّة الإسرائيليّة أنّ السكوت الإيرانيّ على التطورّات في قضية مقتل الإعلاميّ السعوديّ لم يأتِ صدفة، ولا يدور في فراغٍ، زاعمةً أنّ طهران تُعوّل على خلافٍ عميقٍ بين واشنطن والرياض، كي تُحسّن علاقاتها مع الولايات المُتحدّة، مع أنّها أكّدت على أنّ هذه الإمكانيّة قليلة الحظوظ.
أمّا المُستشرِق د. تسفي بارئيل، مُحلّل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس) العبريّة، فقال في تحليلٍ نشره مساء الأحد على الموقع الالكترونيّ للصحيفة، قال إنّ الرواية السعوديّة حول مقتل الصحافيّ خاشقجي أدخلت الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب في كمينٍ خطيرٍ، مُشدّدًا على أنّ التهديد الأخطر على صحّة الرواية السعوديّة من عدمها يتواجد بين أيدي المُخابرات التُركيّة، لافتًا إلى أنّ أنقرة، وأنقرة فقط، هي التي تُحدّد في نهاية المطاف شكل العلاقات بين الرياض وواشنطن، والسؤال الذي ما زال مفتوحًا، برأي المُستشرِق الإسرائيسليّ: هل تُركيّا معنية بتطوير القضية أكثر، على حدّ تعبيره.
وتطرّق د. بارئيل إلى مُسارعة الرئيس الأمريكيّ ترامب بتصديق الرواية السعوديّة حول ظروف نقتل الصحافيّ المُعارِض وقال في هذا السياق إنّه من المُمكِن جدًا أنّ رجلاً كذّابًا مثل ترامب، الذي يختلِق ويبتكِر الكذب في كلّ يومٍ يعرف مَنْ هو الكاذِب ومَنْ هو الصادِق، ولكن، أضاف بارئيل، إنّ مَنْ يؤمن بالرواية السعوديّة عليه أنْ يسأل نفسه عدّة أسئلةٍ مُزعجةٍ، على حدّ قوله.
وبرأيه، فإنّ السؤال الأول هو أين الجًثّة؟ أوْ بالأحرى ما تبقّى منها، وإذا فعلاً قُتل خاشقجي خلال شجارٍ اندلع في القنصليّة، ما الحاجة لتقطيع أوصاله؟ وماذا فعل رجال الأمن السعوديين في المكان؟ ولماذا كذب الأمير محمد بن سلمان، وقال إنّه لا يعرِف شيئًا عن مقتل الصحافيّ السعوديّ، وتساءل المُستشرِق الإسرائيليّ: لماذا لم تتّم إقالة رئيس المُخابرات السعوديّة، بل نائبه والمُستشار في الديوان الملكيّ، سعود القحطانيّ، وجزم قائلاً إنّه، وفق مصادره، فإنّ بن سلمان كان على علمٍ بالمُخطط لقتل الإعلاميّ المُعارِض في القنصليّة، على حدّ قوله.
وشدّدّ بارئيل على أنّه برغم الثغرات الكبيرة التي تنبع من الرواية السعوديّة، فإنّ التهديد الأكبر عليها يتواجد لدى المُخابرات التركيّة، مُشيرًا إلى أنّها تملك تفاصيل ووثائق وأفلام لم تُنشَر حتى اللحظة حول عملية الاغتيال، مُشدّدًا على أنّ تُركيًا تحولّت من خصمٍ للمملكة السعوديّة إلى عدوٍّ بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وإذا كانت المُخابرات التركيّة، أضاف، تملك تسجيلاً يؤكّد على أنّ فريق القتل السعوديّ اتصلّ من أنقرة بوليّ العهد السعوديّ فإنّ ذلك سيؤدّي إلى تفجير الرواية السعوديّة برّمتها، وسيُجبِر الرئيس ترامب على إعادة حساباته في شهادة “الحلال”، التي سارع إلى منحها للرواية السعوديّة، وربمّا التنصّل بتاتًا من ثقته بما أصدرته السعوديّة بشكلٍ رسميٍّ يوم السبت مساءً، قال المُستشرِق الإسرائيليّ، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ تُركيّا مُسلحةً بالتسجيلات، هي التي ستقوم في نهاية المطاف بتحديد شكل العلاقات الحاليّة والمُستقبليّة بين الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وبين المملكة السعوديّة.
ورأى د. بارئيل أنّ قضية خاشقجي ليست القضية الأولى التي تؤدّي إلى توريط حلفاء السعوديّة وتُلزمهم على تربيع الدائرة، لافتًا إلى أنّه في هذا الوقت بالذات فقط الرئيس ترامب كان على استعدادٍ لإخراج النار المُشتعِلة ولقراره ستكون نتائج خطيرةً جدًا على استمرار التحقيق، والردّ الفعليّ على قتل خاشقجي من قبل النظام الحاكم في الرياض. ولفت المُستشرِق أيضًا إلى أنّ أحدًا من الزعماء لا يتكلّم عن فرض العقوبات على السعوديّة، كما فعلوا عندما قامت، وفق الاشتباه روسيا، بمُحاولة اغتيال الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في المملكة المُتحدّة قبل عدّة أشهرٍ.