اختفاء جمال خاشقجي: اهتمام واسع في الصحف البريطانية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 750
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لندن ـ ما زال الموضوع الأبرز في تغطية الصحف البريطانية للشؤون الدولية هو اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلده في مدينة إسطنبول التركية الأسبوع الماضي.

ونشرت صحيفة “آي”، مقالا للكاتبة الصحفية ياسمين البهائي براون إلى الموضوع في مقال بعنوان “قفوا في وجه مملكة السيف”.

 وتقول الكاتبة إن “السعودية إمبراطورية شر، ووصمة للإسلام، ومكان ظالم بشكل غريب”، مضيفة أن “على البريطانيين التقدميين أن يشجبوا الحكام السعوديين بنفس الشدة التي يشجبون بها حكومة إسرائيل”.

 وتشير إلى أن السجون السعودية أصبحت تضم صحفيين وأكاديميين ونشطاء سياسيين ونسويين بأعداد تفوق أي وقت مضى.

 وتقر الكاتبة بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أقر إصلاحات مهمة، من قبيل السماح للنساء بقيادة السيارات وحضور المباريات، إلا أنها تعتبر أن “هذه الرحمات الضئيلة تحجب (أنشطة) القمع والمراقبة المتزايدة بتصريح من الأمير”.

كما أن بن سلمان “طاغية دولي”، بحسب الكاتبة، التي تضرب على ذلك مثالا برد فعل السعودية على مطالبة كندا بالإفراج عن ناشطة معارضة، حيث طردت الرياض السفير الكندي واستدعت آلاف الطلاب ومئات الأطباء من كندا.

 وتقول الكاتبة “هذا الأمير يعتقد بوضوح أن الاعتماد على النفط سيجعل العالم كله ينحني له. وغالبية زعماء العالم يشجعون هذا الخيلاء. والحكومة البريطانية والأمريكية من أكثر المتذللين”.

 وتدعو المسلمين، وخاصة البريطانيين، إلى إدانة “الإمبراطورية السعودية الفاسدة، العنصرية، عديمة الرحمة، البغيضة، المدمرة”.

 وتختم مقالها بالقول “يجب أن نتظاهر من أجل خاشقجي. وتذكروا، إذا اتضح أنه قُتل، فلا أحد منا بمأمن”.

“السعودية مدينة بتفسير”

وبدورها، تناولت صحيفة فينانشيال تايمز الموضوع في افتتاحية بعنوان “السعودية مدينة للعالم بتفسير”.

وتقول الصحيفة إن “السعودية لها تاريخ طويل في قمع المعارضة”، مضيفة أن الحملات داخل وخارج المملكة تزيد في ظل وجود ولي العهد محمد بن سلمان، بما يتعارض مع روح الإصلاحات الاقتصادية والدينية والثقافية التي بدأها.

وترى الصحيفة أن اختفاء جمال خاشقجي يجب أن يسترعي انتباه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو أقوى داعم على الساحة الدولية لولي العهد السعودي.

وبحسب الافتتاحية، ربما ساعد موقف ترامب في اكتساب بن سلمان الجرأة لتكثيف حملة داخل المملكة ضد الصحفيين والمدونين وحتى العديد من أفراد أسرته.

وإذا ثبت مقتل خاشقجي، فإن هذا يُظهر استعدادا خطيرا لدى ولي العهد السعودي لازدراء القانون الدولي، بحسب الفاينانشيال تايمز.

وتختتم الصحيفة بتحميل الرياض مسؤولية تفسير اختفاء خاشقجي، مشددة على أنه في غياب هذا التفسير، سيكون الاستنتاج هو أن محمد بن سلمان يعتقد أن بإمكانه التصرف بدون عقوبة. ولابد من بذل جهد دولي مشترك لإثبات العكس له.

انتقادات لبي بي سي

وفي صحيفة ديلي تليغراف، نطالع تقريرا أعده راف سانشيز محرر شؤون الشرق الأوسط بالجريدة عن تعرض هيئة الإذاعة البريطانية لانتقادات بسبب إذاعة تعليقات أدلى بها جمال خاشقجي لصحفيين بالهيئة على هامش مقابلة أُجريت معه قبل ثلاثة أيام من اختفائه.

وقال خاشقجي في التسجيل إنه لن يستطيع العودة إلى السعودية قريبا.

وجاء في التقرير أن قرار بي بي سي تعرض لانتقادات واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، وجهها أشخاص يقولون إنه لم يكن للهيئة أن تذيع التعليقات التي قد تزيد من الخطر الذي يواجهه’ إذا كان مازال على قيد الحياة.

ونقلت الصحيفة عن أكاديمي بريطاني يُدعى إتش ايه هلير قوله “أرى أن هذا أمر غير مقبول، ويجعلني أتردد بشأن أي محادثة سأجريها على هامش مقابلة مع أي وسيلة إعلام”.

وأضاف هلير، الذي أجرت معه بي بي سي مقابلات في السابق، بالقول “إذا كنت محتجزا، آخر ما أرغب فيه هو أن يبث شخص ما على نحو متهور محادثات أجريتها خارج الهواء بشأن الخاطفين”.

وأورد تقرير الصحيفة ردا من متحدث باسم بي بي سي، قال فيه “توخينا بالغ الحذر في اتخاذ قرار إذاعة كلمات السيد خاشقجي وبحثنا التبعات بحرص”.

وأضاف المتحدث “في ضوء الملابسات، فإن رؤيته بأن البيئة المتدهورة لحرية التعبير في السعودية تعني أنه لا يستطيع العودة للعيش هناك، تعد معلومة هامة وذات صلة”.

ومضى قائلا “لا نعتقد أن هذا البث قد يزيد الخطر الذي يواجهه، خاصة مع الأخذ بالاعتبار انتقاده القائم منذ فترة طويلة للسلطات السعودية”.

(بي بي سي)