قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي تضع ترامب تحت الضغط لاتخاذ موقف من السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1067
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

واشنطن (أ ف ب) – تطرح الشبهات التي تحوم حول السعودية في قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول والتقارير عن احتمال اغتياله، إشكالية للرئيس الاميركي دونالد ترامب قد ترغمه على القيام بما كان يرفضه حتى الآن وهو توجيه اللوم للمملكة.

كانت السعودية أول وجهة يزورها الرئيس الاميركي في الخارج، ولم يتوقف منذ ذلك الحين عن الاشادة بهذا الحليف الثمين في مواجهة عدوهما المشترك، ايران.

ولم يوفر الملياردير الجمهوري المديح تجاه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وبقي صامتا حين تم توقيف عشرات الاشخاص السنة الماضية في إطار حملة لمكافحة الفساد بحسب التبرير الرسمي، رغم أن المراقبين رأوا في ذلك مناورة لترسيخ سلطة ولي العهد.

ولم تظهر مسألة الدفاع عن حقوق الانسان أيضا كأولوية حين “ثبتت” إدارة ترامب في ايلول/سبتمبر أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية يقوم بما هو ضروري لتجنب سقوط ضحايا مدنيين في اليمن، فيما كان يجري التنديد حتى داخل الكونغرس الاميركي بضرباته “العشوائية”.

لكن الرئيس ترامب عبر عن “قلقه” الاثنين إزاء مصير الصحافي السعودي كاتب مقالات الرأي في صحيفة “واشنطن بوست”، والذي ينتقد سياسة السلطات السعودية.

وأضاف ترامب بشأن المعلومات التي أوردها مسؤولون أتراك بان جمال خاشقجي قتل داخل القنصلية بعد أن دخلها، “هناك تداول لروايات سيئة، لا أحب هذا الامر”.

ووعد الثلاثاء بان يتحدث مع القادة السعوديين “في الوقت المناسب” مؤكدا انه “لا يعرف شيئا” عما حصل.

– “تحقيق معمق”-

من جهته دعا وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الذي اجتمع مع مسؤولين سعوديين، الرياض الى “مساندة تحقيق معمق” يجري بكل شفافية.

وهي لهجة جديدة من جانب الحكومة الاميركية رغم أنها لا تزال تتوخى الحذر في هذه المسألة.

ويرى عدة مراقبين أن ترامب ساهم شخصيا في خلق أجواء غير مؤاتية لحرية الصحافة عبر وصفه بانتظام وسائل الاعلام بانها “عدوة الشعب”، وللدفاع عن حقوق الانسان، القضية التي يبرزها فقط لانتقاد خصوم مثل ايران والصين.

تقول ساره مارغون من منظمة “هيومن رايتس ووتش” ان الإدارة الجمهورية وكأنما تقول “لهؤلاء الذين ينتهكون حقوق الانسان والقادة الطغاة +افعلوا ما يجب عليكم فعله، سنحول أنظارنا الى مكان آخر”.

وبعدما عبرت عن أسفها لرد فعل متأخر وفاتر، أضافت ان واشنطن “تملك أدوات للرد سريعا، انها مسألة إرادة سياسية”.

وشاطرها الدبلوماسي السابق آرون ديفيد ميلر الرأي نفسه قائلا انه “عبر عدم انتقاد ولي العهد السعودي أبدا بشكل علني وخصوصا بشأن القمع الداخلي، إنما تكون إدارة ترامب شجعته باعطاء انطباع بأنه يمكنه القيام بما يحلو له” كما كتب في تغريدة.

– ضغط الكونغرس-

أثبتت المملكة السعودية في الآونة الاخيرة انها لا تعتزم التسامح مع أي انتقادات خارجية، كما حصل حين طردت في آب/اغسطس الماضي السفير الكندي وجمدت كل الاستثمارات مع كندا ردا على انتقاد أوتاوا اعتقال ناشطين سعوديين في مجال حقوق الانسان.

لكن سيكون من الصعب أكثر التخاصم بهذا الشكل العلني مع الولايات المتحدة التي تقدم دعما حاسما للسعودية في المجال العسكري وكذلك في قطاع الطاقة. لكن التوتر يمكن ان يضر بالسياسة الخارجية الاميركية لا سيما جهود مصالحة دول الخليج خلال قمة تهدف الى إبداء وحدتها في مواجهة ايران.

ولزمت إدارة ترامب في بادىء الامر الصمت حيال مصير خاشقجي، ويبدو أنها قررت التطرق الى هذه القضية تحت ضغط من الكونغرس، حيث عبر برلمانيون نافذون عن استهجانهم ازاء عملية قتل محتملة.

وقال الدبلوماسي السابق جيرالد فيرشتاين الذي كان سفيرا أميركيا في اليمن “هذا الامر سيضاف الى التوتر في العلاقات، وخصوصا بالنسبة لرأي الكونغرس بالسعودية”.

وأضاف الدبلوماسي السابق الذي يشغل حاليا منصب خبير في معهد الشرق الاوسط في واشنطن “الكثير من الناس سيخلصون الى نتيجة أن الحكومة السعودية أصبحت نظاما مارقا، ما سيعقد مهمة الادارة” الاميركية.

وسبق أن فشل مجلس الشيوخ الاميركي في آذار/مارس في الحد من الدعم الاميركي للعملية العسكرية التي تقودها الرياض في اليمن.

ولخص السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرب من ترامب، الامر بالقول “اذا ثبتت الإتهامات ضد الحكومة السعودية، فسيترك ذلك أثرا مدمرا على العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية وسيكون ثمة ثمن كبير يتعين دفعه وليس اقتصاديا فحسب”.