ترامب يطالب الرياض بتوضيحات عن مصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي.. وذلك بعد أن كُشفت عناصر تُرجّح اغتياله أو اختفاءه القسري بأيدي سعوديين

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 631
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

واشنطن (أ ف ب) – أكّد دونالد ترامب الأربعاء أنه طلب توضيحات “على أعلى مستوى” من السعودية في شأن مصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى بداية تشرين الأول/أكتوبر في اسطنبول، وذلك بعد أن كُشفت عناصر تُرجّح اغتياله أو اختفاءه القسري بأيدي سعوديين.

وصرّح الرئيس الأميركي في البيت الأبيض أنه تحدّث إلى القيادة السعودية “أكثر من مرّة” منذ اختفاء خاشقجي في 2 تشرين الأول/أكتوبر بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول.

وأضاف “هذا الوضع خطير جدًا بالنسبة إلينا وإلى البيت الأبيض.. أعتقد أننا سنتوصّل إلى حقيقة الأمر”. وتابع “لا يُمكننا أن ندع ذلك يحدث، سواء لصحافيين أو لأي شخص”.

وأوضحت المتحدّثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز أنّ كلاً من مستشار الأمن القومي جون بولتون ومستشار الرئيس الخاص جاريد كوشنر ووزير الخارجيّة مايك بومبيو أثار القضية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وطالبوا خصوصا بـ”تفاصيل (عن اختفاء خاشقجي) وبأن تلتزم الحكومة السعودية الشفافية في ما يتّصل بالتحقيق”.

وردًا على سؤال حول ردّ الرياض على هذه الطلبات، أجابت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الأمر يتعلّق بـ”محادثات دبلوماسية خاصة”، مُبديةً الحرص على عدم إدانة السلطات السعودية في هذه المرحلة.

وقال ترامب أيضًا إنّه والسيدة الأولى ميلانيا على اتّصال بخديجة خطيبة خاشقجي، ويُفكّران في “إحضارها إلى البيت الأبيض”.

وقام عدد من السيناتورات الأميركيّين، من الجمهوريّين والديمقراطيّين، بتفعيل قانون يُلزم ترامب بتقديم نتائج حول هذه القضيّة إلى الكونغرس الأميركي في غضون 120 يومًا. وإذا تبيّن لواشنطن أنّ مواطنًا أجنبيًا مذنب بقتل أو تعذيب خاشقجي أو انتهاك حقوقه، فقد تفرض عقوبات على ذلك الشخص أو الأشخاص.

من جهتها، أعلنت الخارجية الفرنسيّة الأربعاء أنها “على اتّصال بالسلطات السعودية” في شأن اختفاء خاشقجي، مبديةً من جديد أملها بـ”كشف كل تفاصيل” القضية.

في وقت سابق الأربعاء، بثّت قنوات تلفزة تركية مشاهد كاميرات مراقبة تظهر خصوصا دخول خاشقجي قنصلية بلاده في اسطنبول ودخول المجموعة التي يُشتبه بأنها مسؤولة عن اختفائه.

ودخل الصحافي الذي ينتقد سلطات الرياض وكان يكتب مقالات رأي لصحيفة “واشنطن بوست”، إلى مبنى القنصلية في 2 تشرين الأول/أكتوبر لإتمام معاملات استعدادًا لزواجه من خطيبته التركية.

وقالت مصادر حكوميّة تركيّة نهاية الأسبوع الماضي إنّ الشرطة تعتقد أن خاشقجي قُتل بأيدي فريق أرسل خصيصًا إلى اسطنبول ويُعتقد أنه يضمّ 15 سعوديًا.

وقالت الشرطة التركيّة إنه لم يخرج بعد ذلك من القنصلية، فيما تؤكّد الرياض أنّ الصحافي البالغ 59 عامًا غادر المبنى.

وخاشقجي الذي عمل سابقًا مستشارًا في الرياض كان يُقيم في الولايات المتحدة منذ السنة الماضية خشية اعتقاله. وكان ينتقد سياسات ولي العهد السعودي والتدخّل السعودي في اليمن.

وتدرس الشرطة التركية تفاصيل وصول طائرتَين خاصّتين إلى مطار أتاتورك في اسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر في توقيتَين مختلفين وكانتا تقلان أشخاصا يُشتبه بعلاقتهم بالقضية.

وقال مصدر لـ”واشنطن بوست” إنّ الاستخبارات الأميركية “اعترضت اتصالات لمسؤولين سعوديين يُناقشون خطة للقبض عليه”.

وأضاف المصدر نفسه إنّ السعوديّين كانوا يأملون في “استدراج” خاشقجي إلى السعودية و”القبض عليه هناك”.

لكنّ روبرت بالادينو المتحدّث باسم الخارجية الأميركية قال إنّ “الولايات المتحدة لم تكُن لديها معلومات مسبقة عن اختفاء جمال خاشقجي” أو عن تهديدات محتملة.

– خطف محتمل –

تُظهر المشاهد الأولى التي بثّتها تلفزيونات تركيّة دخول خاشقجي إلى القنصليّة عند الساعة 13,14، ويمكن مشاهدة حافلة صغيرة سوداء متوقفة قرب المكان.

كما تُظهر المشاهد حافلةً صغيرة تدخل إلى القنصلية ثم تخرج منها وتتوجّه عند الساعة 15,08 بحسب “24 تي في” إلى منزل القنصل القريب من مبنى القنصلية.

وبحسب رئيس تحرير صحيفة “اقسام” مراد كليكتلي أوغلو الذي تحدّث الى “24 تي في” خلال عرض هذه المشاهد، فإنّه من “شبه المؤكد” أنّ خاشقجي نقل في هذه الحافلة الصغيرة حيًا أو ميتًا.

وكانت مصادر تركيّة نقلت عن التحقيق الجاري في نهاية الأسبوع، أنّ العناصر الأولى تشير إلى أنّ خاشقجي قُتل داخل حرم القنصلية. لكنّ وسائل إعلام تركية تحدّثت الثلاثاء عن احتمال أن يكون خُطف واقتيد الى السعودية.

ونشر “24 تي في” أيضا صورًا يقول إنها لأعضاء الفريق السعودي يصلون إلى مطار اسطنبول ومن ثم يتّجهون إلى فندق نزلوا فيه. وبحسب المحطّة، فإنهم غادروا الفندق صباحا للتوجه إلى القنصلية ثم غادروا مساء.

ونشرت صحيفة “صباح” الموالية للحكومة التركيّة الأربعاء أسماء وصور 15 رجلاً أطلقت عليهم اسم “فريق الاغتيال”، بينهم رجل يدعى صلاح محمد الطبيقي واسمه مطابق لاسم ضابط كبير في دائرة الطب الشرعي السعودي.

وأضافت الصحيفة أنه لم يُعثر على “أيّ أثر لأشلاء” بشرية عند مرور حقائب هؤلاء الأشخاص أمام آلات الفحص في المطار.

وقالت تركيا إنّ السلطات السعودية أعطت المسؤولين الضوء الأخضر لتفتيش القنصلية، لكنّ هذا الأمر لم يحصل بعد.

وفي مقابلة له قبل ثلاثة أيام من اختفائه، قال خاشقجي إنه لا يظنّ بأنه سيعود إلى السعودية.

وقال لبي.بي.سي “عندما أسمع عن اعتقال صديق لم يقترف شيئا (يبرر) اعتقاله فإنّ ذلك يجعلني أشعر بأنه ينبغي عليّ عدم الذهاب”.

وطالب نحو 20 متظاهرًا الأربعاء أمام السفارة السعودية في واشنطن بمعرفة الحقيقة، وحملوا لوحات كُتب عليها “خاشقجي: ضحية أخرى للعنف السعودي”.

وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود التي تصنّف المملكة في المركز 169 بين 180 في مؤشر حرية الصحافة، في بيان أنّ ما بين 25 و30 صحافيًا، محترفين وغير محترفين، موقوفون حاليا في السعودية.

وأضافت المنظمة أنّ 15 صحافيًا ومدوّنًا سعوديًا على الأقل موقوفون منذ أيلول/سبتمبر 2017.