مُحلّل أمنيّ إسرائيليّ: آمل ألّا يكون هناك أيّ دورٍ للموساد بمساعدة السعودية بقتل خاشقجي بسبب توطّد علاقات تل أبيب والرياض والرئيس السابق للجهاز يصفه بـ”عصابةٍ من القتلة”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1899
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

 حتى اللحظة لا توجد مؤشّرات ولا تقارير حول تورّط الموساد الإسرائيليّ في قضية اغتيال الصحافيّ السعوديّ جمال خاشقجي في إسطنبول، على الرغم من أنّ التقارير التي نُشرت في الآونة الأخيرة أكّدت على أنّ العلاقات بين الجهاز الإسرائيليّ وبين الاستخبارات السعوديّة توثقّت كثيرًا في السنوات القليلة الماضية.

 وفي هذا السياق، لا بُدّ من الإشارة إلى أنّه في شهر حزيران (يونيو) من العام الجاري، أدلى رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) السابق، تامير باردو، أدلى بحديثٍ خاصًّ لبرنامج التحقيقات الاستقصائيّ (عوفدا)، في القناة الثانية الإسرائيليّة، قال فيه فيما قال إنّ الموساد هو بمثابة عصابة تقوم بتنفيذ أعمال القتل في دولٍ عديدةٍ من العالم، بأوامر من المُستوى السياسيّ، علمًا أنّ الجهاز يتبع مُباشرةٍ لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو.

 هذا وأثار تصريح باردو عاصفةً إعلاميّةً وسياسيّةً في الدولة العبريّة ودفع رئيس الوزراء نتنياهو إلى نفي التصريح الذي أدلى به باردو، زاعمًا أنّ الموساد ليس عصابة من القتلة، وأنّه يعمل وفق القوانين والمعايير من أجل الحفاظ على أمن دولة الاحتلال.

 وفي السياق، جديرٌ بالذكر أنّ الإعلام العبريّ يتصرّف بحذرٍ شديدٍ في قضية اختفاء أوْ قتل الإعلاميّ السعوديّ جمال الخاشقجي في القنصليّة السعوديّة في إسطنبول، بسبب حساسية الموضوع، ولكن مع ذلك، في تغريدةٍ لافتةٍ على حسابه على موقع “تويتر”، قال مُحلّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة “معاريف” العبريّة، يوسي ميلمان، المعروف بعلاقاته الوطيدة جدًا مع المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، قال إنّه يأمل ألّا يكون هناك أيّ دورٍ للموساد في مساعدة السعوديّة في قتل الصحافيّ السعوديّ المُعارِض جمال خاشقجي حتى ولو بشكلٍ غيرُ مباشرٍ، على حدّ تعبيره.

 بالإضافة إلى ذلك، أشار ميلمان إلى أنّ شعوره بهذا الإحساس جاء بسبب العلاقة الآخذة بالتوطيد بين إسرائيل والسعودية في المرحلة الأخيرة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ بسبب صورة الموساد كمنظمة للاغتيالات فإنّ عددًا غير قليل من الأجهزة الاستخبارية تتوجّه إلى الموساد للحصول على المساعدة في تصفية خصومٍ، على حدّ تعبيره، مستشهدًا بالمساعدة التي قدّمها الموساد الإسرائيليّ للمغرب في تصفية المعارض المغربي البارز المهدي بن بركة عام  1965 في العاصمة الفرنسيّة، باريس، والتي اعترفت بها إسرائيل بشكلٍ رسميٍّ من خلال الوزير السابق رافي إيتان، الذي كان رئيس بعثة الموساد في أوروبا آنذاك.

 وبعدما تبيّن أن تغريدته أحدثت ضجّةً على تويتر، عمَد ميلمان إلى حذفها، وقال في تبريره لقيامه بحذف التغريدة إنّ أحدًا لم يقُم بالضغط عليه لحذفها، سوى أحد الأصدقاء من عالم الصحافة، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ السبب الذي دفعه إلى حذف التغريدة نابعٌ من أنّ الكثيرين في الوطن العربيّ، الذي يتبنّوْن نظرية المؤامرة، قد يستغّلون التغريدة من أجل إقحام الموساد في العملية التي ما زالت تفاصيلها غيرُ معروفةٍ، على حدّ تعبيره.

 يُشار إلى أنّه لو تبينّ أنّ للموساد الإسرائيليّ أيّ علاقةٍ بقتل الخاشقجي في إسطنبول، فإنّ الأمر قد يُحدث أزمةً دبلوماسيّةً كبيرةً بين أنقرة وتل أبيب، علمًا أنّ العلاقات بينهما في الفترة الأخيرة تشهد تردّيًا واضحًا وتبادل اتهامات بين الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو.

 وكان المُحلّل ميلمان، قد قال في مُناسبةٍ أخرى، إنّ إسرائيل تهدف من وراء بيع الأسلحة تحقيق الأرباح والعلاقات الدبلوماسيّة مع دول العالم الثالث، وبحسبه فإن 10 بالمائة من تجارة السلاح في العالم تُسيطِر عليها الدولة العبريّة، مُشيرًا إلى أنّها تحصد أرباحًا ماليّةً هائلةً من صفقات السلاح، لكنّها لا تأخذ في الحسبان الضرر الكبير المُترتّب على صورتها بعدما باتت تعرف بعلاقاتها مع أنظمةٍ استبداديّةٍ تنتهك حقوق الإنسان بفظاظة، على حد تعبيره.

 وزاد قائلا إنّ تل أبيب تُفضّل إبرام صفقات بيع السلاح لدول كثيرة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية بشكلٍ غيرُ مباشرٍ وبواسطة شركات خاصة تبلغ نحو 220 شركة في محاولة لإعفاء ذاتها من مسؤولية استخدام هذا السلاح في جرائم ضدّ البشرية في حال وقوعها، على حد قوله. ونقل ميلمان عن مصادر في تل أبيب تأكيدها على أنّ إسرائيل باتت الدولة الرابعة في تجارة السلاح عالميًا، طمعًا في الأرباح المالية رغم عدم أخلاقيتها ومخاطرها.

 على صلة، قالت صحيفة (معاريف) إنّ مسؤولاً كبيرًا في وزارة الأمن الإسرائيليّة أعلن أنّ الدولة العبرية أصبحت واحدةً من كبرى عشر دول في العالم من حيث تصدير السلاح، مؤكّدًا أنّ نحو 70 دولة من كلّ القارّات والتجمعات السكانيّة، من ضمنهم تركيّا، تشتري السلاح الإسرائيليّ.

 وقال ضابط الجيش المتقاعد، ايلي شاحال، للصحيفة العبرية إنّ جهاز الموساد تمكّن من تشكيل مجموعةٍ من الشبكات السريّة تتولّى تسويق السلاح الإسرائيليّ إلى أكثر من (50 دولة) على رأسها أمريكا، التي تشتري عدّة أنواع من السلاح الإسرائيليّ، وطبقًا للاتفاق الاستراتيجي المُبرم بين تل أبيب وواشنطن، على حد قوله.

 جدير بالذكر أن المحلل في صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، سيفر بلوتسكر كان قد قال إنّ هناك علاقة قويّة بين السياسة الخارجيّة للدولة العبريّة في عهد حكومة بنيامين نتنياهو وبين بيع الأسلحة الإسرائيليّة إلى دول العالم، وتابع أنّه في عهد الحكومة الحاليّة فإنّ خسارة صناعة السلاح الإسرائيليّة ستصل إلى عشرات المليارات، ولكن بالمقابل فإنّ هذه الخسارة، بحسب بلوتسكر، لن تؤدي إلى زحزحة الدولة العبريّة من مكانها، إذْ أنّها ستبقى رابع دولة مُصدرّة للأسلحة في العالم، أيْ قبل بريطانيا، بحسب قوله.