الأردن والإمارات يغازلان النظام السوري تحت سمع وبصر السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 765
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لا تزال تتخذ موقفًا صارمًا ضد "بشار الأسد"، بشكل نظري على الأقل، لكن بعض حلفائها الإقليميين يتقربون من النظام السوري، حيث تم رصد تحركات من قبل من الإمارات والأردن في هذا الاتجاه خلال الفترة الماضية.

الأردن يقود

وكان الحوار بين دمشق وحلفاء الرياض قد تعمق بلقاء استثنائي عقد قبل عدة أشهر في مدينة المفرق الأردنية بين "علي مملوك"، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، و"عدنان عصام الجندي"، رئيس مديرية المخابرات العامة الأردنية، حيث كان الأردن يتطلع للتوصل إلى اتفاق مع رئيس النظام السوري "بشار الأسد" حول آخر معاقل المعارضين السوريين في درعا جنوبي البلد، على بعد حوالي 50 كم من المفرق.

وتشعر الأردن بالقلق لأنها تستضيف بالفعل عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين، لكن التقارب بين المملكة الهاشمية والنظام السوري، الذي بدأت إرهاصاته منتصف العام الماضي 2017، كان قد أثار قلقا كبيرا لدى الرياض.

وقد تكرر لقاء "علي مملوك" مع رئيس المخابرات الأردنية 3 مرات على الأقل خلال الأسابيع الماضية وفقا لدورية "إنتليجنس أون لاين" الفرنسية، حيث تركزت المناقشات على فتح معبر "نصيب" بين البلدين ونطاق مشاركة الشركات الأردنية في إعادة بناء سوريا.

وتراقب المملكة العربية السعودية، التي قامت بضخ 2.5 مليار دوار مؤخرا في الاقتصاد الأردني، تراقب عن كثب المناقشات بين الأردن والنظام السوري، وكذلك تفعل الولايات المتحدة التي تتم عملياتها السورية بشكل كبير من قواعد في الأردن.

وترتبط المخابرات الأردنية باتفاق حديث مع وكالات الاستخبارات الأمريكية تم بموجبه زيادة عدم مدربي مكافحة الإرهاب الذين تدربهم واشنطن في أعقاب الهجوم الذي وقع في 10 أغسطس/آب وأسفر عن مقتل 4 من ضباط الأمن الأردنيين.

الصحافة تكشف الإمارات

وتسعى دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأخرى لتأمين حصتها من النفوذ والامتيازات في سوريا.

وزار وفد أعمال إماراتي دمشق في أغسطس/آب الماضي، وركز الوفد الذي قاده "عبدالجليل بن عبدالرحمن محمد البلوكي" المقرب من عائلة "آل نهيان" الحاكمة في أبوظبي على التعهدات بالمساعدة في إعادة بناء سوريا.

والتقى "البلوكي" في زيارته عددا من المسؤولين السوريين، الذين أظهروا حماستهم في وسائل الإعلام المحلية حول وجود مسؤول من دولة الإمارات العربية المتحدة.

كما التقى "البلوكي" بسلطات دمشق لمناقشة الاستثمار في مشروع مدينة "ماروتا" العملاق، وقرر رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، مؤخرا، بناء مدينة جديدة إلى الجنوب من دمشق.

ويشغل "البلوكي" عدة مناصب، بما في ذلك منصب نائب رئيس شركة "آفاق" للتمويل الإسلامي، وهي شركة خدمات مالية تتوافق مع الشريعة الإسلامية، وتعمل الشركة مع العديد من الوزارات الإماراتية، بما في ذلك المالية والقوى العاملة.

لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، حيث كشفت صحيفة "الأخبار" اليومية اللبنانية في وقت سابق من هذا الشهر أن "علي بن حمد الشامسي"، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في الإمارات قد زار دمشق أيضاً في يوليو/تموز الماضي، حيث التقى مع "محمد زيتون"، المدير العام للأمن السوري والمستشار المقرب من "الأسد".

وقاد "على بن حمد الشامسي" سلسلة من التحقيقات الاستخبارية ضد "الإخوان المسلمون" والمنظمات الإسلامية الأخرى وكذا داعميهم المفترضين في قطر وتركيا، وهي تحقيقات تم إجراؤها بطلب شخصي من ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد آل نهيان" وفقا للدورية الفرنسية.

وتسعى أبوظبي من خلال هذه البعثات إلى تأمين ود النظام السوري لكسب حصة في عقود الإعمار الكبرى في سوريا.

ومنذ تصاعد النزاع، كانت أبوظبي حريصة على عدم قطع جميع العلاقات مع النظام السوري؟ ولم تغلق الإمارات القنصلية السورية في البلاد، كما عارضت أبوظبي استبعاد ممثلي النظام السوري من اجتماعات جامعة الدول العربية.

واستأنفت شركة طيران العربية في إمارة الشارقة رحلاتها إلى اللاذقية في وقت سابق من هذا العام.

ومن أجل متابعة الحوار بين الإمارات العربية المتحدة والنظام السوري، اقترح "علي بن حمد الشامسي" إنشاء قناة دبلوماسية عبر سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في بيروت، "حمد بن سعيد بن سلطان الشامسي" وهو دبلوماسي مقرب عائليا منه، وسبق أن شغل مجلس إدارة شركة العين القابضة، التي يرأسها نائب رئيس الوزراء السابق "حمدان بن زايد بن سلطان آل نهيان"، شقيق "محمد بن زايد".

وسبق أن تولى "الشامسي" أيضا رئاسة شركة الضهرة القابضة، ذراع الاستثمارات الزراعية لشركة العين والتي تمتلك أكثر من 200 ألف هيكتار من الأراضي الزراعية في أفريقيا ومصر وباكستان.

المصدر | الخليج الجديد