من كتاب “الخوف”… دور كوشنير في تنصيب الأمير بن سلمان وليا للعهد والاطاحة بالامير محمد بن نايف وتوثيق التحالف بين إسرائيل والسعودية بسبب عدائهما لإيران

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2445
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

واشنطن ـ وكالات: نشر الصحفي الأمريكي بوب وودوورد كتابه الجديد “الخوف”، منذ يومين، الذي تحدث فيه عن دور جاريد كوشنير صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه في عملية تنصيب الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.
وأكد الصحفي الأمريكي في كتابه على أن الغاية المركزية التي سعى إليها كوشنير هي توثيق التحالف بين إسرائيل والسعودية، مستغلا عداء هاتين الدولتين لإيران.
ووفقا لوودوورد، فإن كوشنير بدأ يعمل على خطته في هذا السياق، في الأشهر الأولى من ولاية ترامب، بداية العام الماضي. ورغم أن ترامب عين صهره كي يقود طاقما يعمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن وودوورد شدد على أن كوشنير فضل العمل على توثيق العلاقات الإسرائيلية — السعودية، واقترح أن تكون زيارة ترامب الأولى خارج حدود الولايات المتحدة إلى السعودية، وأن يتوجه منها إلى إسرائيل، كما قالت “سبوتنيك”.
وشارك كوشنير في هذا التوجه الضابط السابق في الجيش الأمريكي، ديرك هارفي، الذي عمل في البيت الأبيض في العام الأول لولاية ترامب، وينتمي هارفي إلى اليمين الأيديولوجي، وغالبا ما اصطدم مع ماتيس والجنرال هربرت ماكماستير، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي معظم العام الماضي.
وتابع وودوورد في كتابه أن كوشنير وهارفي نظما زيارة ترامب إلى السعودية وإسرائيل، منذ النصف الأول من العام الماضي، وذلك على الرغم من أن ماتيس وماكماستير وتيلرسون أجمعوا على أن هذه فكرة سيئة، وأن مثل هذه الزيارة لن تحقق إنجازات للولايات المتحدة. لكن كوشنير ادعى أن زيارة مبكرة لترامب إلى السعودية “تتلاءم تماما” مع ما تحاول الولايات المتحدة تحقيقه، لأن زيارة كهذه ستعود بالفائدة على إسرائيل، بسبب الخط المشترك لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو والقيادة السعودية ضد إيران.
ولفت وودوورد إلى أنه فور بدء كوشنير مزاولة عمله في البيت الأبيض نسج علاقات جيدة للغاية مع القيادة الإسرائيلية.
وكتب وودوورد أن “كوشنير قال لهارفي إن بحوزته معلومات استخبارية هامة وموثوقة، تدل على أن الرجل الأهم في السعودية هو ولي ولي العهد، الأمير الذي يتمتع بكاريزما ابن الـ31 عاما، محمد بن سلمان. وفي المقابل، قال رؤساء وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة إن على كوشنير الحذرـ واعتقدوا أن الرجل الأهم حقيقة هو ولي العهد الحالي (عام 2017)، محمد بن نايف، ابن شقيق الملك سلمان الذي فكك شبكة الإرهاب التابعة لتنظيم “القاعدة” في السعودية. وأوضحوا أن تفضيل ابن سلمان الأصغر سنا سيحدث توترا في العائلة المالكة”.
ولم يوضح وودوورد أسباب طرح كوشنير فكرة ترقية بن سلمان، لكنه ذكر أن هارفي لديه “علاقات وثيقة منذ عشرات السنين في الشرق الأوسط”، بما في ذلك علاقات مع مسؤولين في إسرائيل، وأنه “كان مقتنعا بأن كوشنير على حق، ومحمد بن سلمان هو المستقبل”.
وبعدها، بدأ كوشنير وهارفي يعملان بشكل مباشر مقابل بن سلمان على تنظيم زيارة ترامب إلى الرياض، رغم الشكوك التي عبر عنها ماتيس وماكماستر وتيلرسون إزاء زيارة كهذه. ودعا كوشنير ابن سلمان إلى زيارة واشنطن، في آذار/ مارس 2017، واستقبل بشكل غير مألوف، حيث شأرك في مأدبة غداء مع ترامب في البيت الأبيض. وكتب وودوورد عن ذلك أن “هذا كان خرقا للبروتوكول السياسي، الأمر الذي تسبب بغضب في وزارة الخارجية الأمريكية وفي CIA. ومأدبة غداء في البيت الأبيض مع الرئيس هو أمر لا ينبغي أن يحدث خلال زيارة ولي ولي العهد، وهو منصب متوسط الأهمية”.
ووفقا لوودوورد، فإن زيارة بن سلمان هذه مهدت الطريق إلى حدثين دراماتيكيين حصلا في الأشهر الثلاثة التالية. الحدث الأول هو زيارة ترامب إلى السعودية، في أيار/ مايو 2017 ووفقا لتخطيط كوشنير. وبعد ذلك مباشرة، الإطاحة بولي العهد محمد بن نايف، وتنصيب بن سلمان وليا للعهد. وبعد أشهر قليلة، نفذ بن سلمان حملة اعتقالات واسعة للغاية ضد أمراء وأثرياء سعوديين.