مصادر عربيّة وغربيّة وفلسطينيّة وإسرائيليّة: ترامب بدعم الدول الـ”سُنيّة المُعتدلة” وعلى رأسها السعوديّة سيُمرّر “صفقة القرن” بدون عبّاس و”غزّة أولاً”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1603
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 ما كان يُتداول سرًا حول خطّة الـ”سلام” الأمريكيّة، التي أُطلق عليها لقب “صفقة القرن” لحلّ القضية الفلسطينيّة، أصبح يُناقش بصورةٍ علنيّةٍ، فواشنطن، بحسب دبلوماسيين عرب تحدّثوا لصحيفة (يسرائيل هايوم)، المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، مدعومةً من الدول “العربيّة المُعتدلة والسُنيّة”، بحسب المُعجم الصهيونيّ والإمبرياليّ، عاقدة العزم على إخراج الصفقة إلى حيّز التنفيذ، حيث أكّد الدبلوماسيون للصحيفة العبريّة على أنّ الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، بدعمٍ من معظم الدول العربيّة المُعتدلة وعلى رأسها السعودية، الأردن، مصر والإمارات العربيّة المُتحدّة، تعمل على تسويةٍ في قطاع غزة كمرحلةٍ أولى في إطار الصفقة، بحسب تعبيرهم.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ النيّة لتنفيذ خطة السلام الإقليميّة كتسويةٍ في قطاع غزة هي جزء مركزي فيها، تأتي في ضوء إصرار رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، على عدم التعاون مع إدارة ترامب، كما أنّ التسوية في غزة كجزءٍ من الخطة تُفسّر ضبط النفس الذي ينتهجه جيش الاحتلال في ضوء “إرهاب” الطائرات الورقيّة.
وبحسب المصادر عينها فإنّه في ظلّ تمسّك عبّاس بقراره عدم التعاون مع مبعوثي ترامب الى المنطقة، بل ومقاطعتهما، اتخذّ الرئيس ترامب ورجاله قرارًا بعرض خطة السلام الإقليميّة على الجمهور الفلسطيني والدول العربيّة في ظلّ تجاوز رئيس السلطة والقيادة الفلسطينيّة، وشدّدّت المصادر على أنّ عبّاس ما زال صامدًا على الرغم من الضغوط التي تمارسها على الفلسطينيين دول عربية معتدلة للنزول عن شجرة المقاطعة التي فرضها رئيس السلطة على مساعي الوساطة الأمريكيّة.
ووفقًا لدبلوماسيٍّ أردنيٍّ، تحدّث للصحيفة الإسرائيليّة، فإنّ مبعوثي ترامب، غاريد كوشنير وجيسون غرينبلاط، عرضا على زعماء الدول العربيّة، بمن فيهم الرئيس المصريّ، الملك الأردني ومسؤولين سعوديين كبار، الخطوط الرئيسيّة لـ”صفقة القرن”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّهما حصلا على دعم الدول العربيّة المعتدلة للوصول إلى “مسيرة السلام”، حتى بدون مشاركة عبّاس والقيادة الفلسطينيّة في رام الله، وذلك من خلال تحييد مسألة قطاع غزّة.
وأضاف مسؤول أردنيّ كبير بأنّ الأمريكيين فهموا بأنّ المفتاح لتحريك المسيرة السلمية الأمريكيّة، حتى دون موافقة عبّاس، يكمن في مسألة قطاع غزة والسيطرة فيه، مُوضحًا أنّ الوضع الإنسانيّ السائد في غزّة يتسبب بكثيرٍ من وجع الرأس لزعماء البلدان العربية المعتدلة الذين يضطرون إلى التصدي لمشاكل في الداخل ويريدون أنْ يروا تسويةً سياسيّةً شاملة تؤدي إلى تسويةٍ، ولو بشكلٍ جزئيٍّ، للحصار على قطاع غزّة وتحسين شروط المعيشة فيه.
وحسب مصادر عربيّة رفيعة، تابعت الصحيفة العبريّة، فإنّ الخطة لتسوية واقع الحياة في غزة تتضمن بداية اتفاق تهدئة بعيد المدى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، والذي يتحقق بوساطة الدول العربية المعتدلة، ويشمل أيضًا تنفيذ سلسلةً من المشاريع الاقتصاديّة لإعادة تأهيل القطاع، بدعم وتمويل دولٍ ومنظماتٍ دوليّةٍ.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ خطّة السلام الإقليميّة يُمكن أنْ تتحقق فقط إذا تضمنت تسوية لواقع الحياة في قطاع غزة، فالحصار والإغلاق على القطاع لا يُمكنهما أنْ يستمرا، ذلك أنّ القطاع على شفا كارثةٍ إنسانيّةٍ، وليس إسرائيل وحدها ستدفع الثمن على ذلك، بل الدول العربيّة وبالأساس القيادة الفلسطينية.
علاوةً على ذلك، نقلت الصحيفة عن مصدرٍ فلسطينيٍّ رفيعٍ في رام الله قوله إنّه يوجد قلق وخوف في ديوان عبّاس من الخطوات التي يخطط لها ترامب، ومعروف لنا عن خطط لدى الإدارة في واشنطن بشأن غزة، والتي تعتمد على إسنادٍ دولٍ عربيّةٍ كالسعودية، مصر، الإمارات والأردن، وأضاف: إذا لم يقُم عبّاس بإعادة حساب خطواته، من شأنه أنْ يجد نفسه غير ذي صلة مثلما كان عرفات في آخر أيامه.
وتابع المسؤول الفلسطينيّ قائلاً لقد ثبت بالدليل القاطع أنّ ترامب يعمل بطريقةٍ دبلوماسيّةٍ غير اعتيادية، فالدول العربيّة، إيران وكوريا الشمالية فهموا ذلك، وحتى في أوروبا يُسّلمون بالأسلوب الدبلوماسيّ غير الاعتيادي للرئيس الأمريكي، وفقط عبّاس ما زال مُصّرًا على رفضه، والشعب الفلسطيني سيدفع الثمن، وبالتأكيد، خلُص المسؤول الفلسطينيّ إلى القول، إنّ ليس هذا هو التراث الذي يرغب في أنْ يتركه وراءه، ولكن عليه أنْ يصحو وأنْ يبدأ بالسير على الخط مع ترامب ومع الدول العربية، قبل فوات الأوان، على حدّ قوله.
يُشار إلى أنّ نائب رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، عيران عتصيون، قال لصحيفة (هآرتس) قبل يومين: حلم نتنياهو هو دفن اتفاق أوسلو، وإزالة مبدأ إقامة الدولة الفلسطينيّة عن الأجندة، وقد نجح في ذلك، ولولا ترامب لما كان حقق ذلك، وما كان ليستطيع تثبيت موقفه من إيران، ترامب قدّم لنتنياهو المُساعدة والدعم في جميع القضايا المفصليّة والمُهمّة، على حدّ قوله.