الأمير الوليد بن طلال يقول مبتهجاً في فيديو مصور أثناء قيادة ابنته للسيارة في الرياض يوم أمس بأن "السعودية الآن دخلت القرن الواحد والعشرين"!!

 أولاً يا سمو الأمير، المرأة كان بإمكانها قيادة السيارة في كل بلد في العالم منذ اختراع السيارة في نهايات القرن التاسع عشر ومنذ انتشارها في كل بيت في الكرة الأرضية في القرن العشرين، ولا علاقة للقرن الواحد والعشرين بالموضوع إطلاقاً يا طويل العمر...

والأهم من ذلك، أليس من المضحك بأن يحتفل أمير فاحش الثراء في أحد أغنى دول العالم لكونه قد لحق بركب الحياة الطبيعية لباقي سكان الكوكب، بعد أن تم حرمان شعبه منها لحوالي قرن من الزمان دون أي سبب مقنع سوى هرطقات شيوخ الوهابية وتخريفاتهم البالية، والتي تخلوا عنها وأسقطوها بجرّة قلم رغماً عن أنوفهم؟

تخيلوا مثلاً أن يحتفل أحدهم بأنه تم السماح له بتركيب حنفية ماء في بيته في منتصف عام 2018، أو أنه تم السماح له أخيراً باقتناء ثلاجة في مطبخه، ثم يقوم بتصوير نفسه فَرِحاً وهو يشرب كوب ماء بارد ويتباهى بذلك على أنه دخول في القرن الواحد والعشرين!!

هل هذا مدعاة للإحتفال أم للطم والبكاء؟

أليس الأولى والأجدر أن يسأل ذلك الشخص عن سبب حرمانه منذ أن ولدته أمه هو وبقية شعبه من أولى بديهيات الحضارة الإنسانية، وأن يطالب بمحاسبة ومحاكمة أولئك الكهنة الذين منعوا بل وغلّظوا تحريم أبسط وأتفه حقوق الإنسان؟
-زيد نابلسي