عاصفة السعودية ضد اليمن “اقل حزما” واكثر تعقيدا وكلفتها محرجة: تآكل في غرفة العمليات الحربية المشتركة بعد ضجر مصري وتمنع سوداني وفتور حماس الدول المشاركة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 952
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لندن – خاص بـ “راي اليوم”:
 تواجه الحكومة السعودية صعوبات بدأت تزداد في طريق الحفاظ على زخم التحالف العربي والاسلامي الذي قادته تحت اسم عاصفة الحزم خلال السنوات الماضية.
ويفترض ان تحسم غرفة العمليات السعودية والتي توصف جزافا بانها مشتركة وجماعية جدول الاولويات على الصعيد العملياتي ضمن محور دول التحالف خصوصا وان الدول المشاركة في هذا التحالف تشعر بان الحسم العسكري للصراع في اليمن لايزال بعيد المنال.
وتواجه غرفة عمليات التحالف تحديات اساسية لم يعلن عنها.
ابرز تلك التحديات تقلص مساحة الحماس المصري تحديدا حيث تشارك مصر على مستوى المشتارين العسكريين في تنسيق عمليات التحالف ضد اليمن.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورغم تحالفه السياسي مع السعودية والامارات قد رفض ارسال قوات برية للمشاركة في العملية العسكرية السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
وينقل حسبما تسرب لراي اليوم من وثيقة دبلوماسية غربية مستشارون عسكريون مصريون لبلادهم وجود حالة احباط في غرفة العمليات جراء عدم تحقيق تقدم ملموس على الارض وطول امد الصراع لأكثر من عام ونصف عن المقرر.
ويبدو ان احباط الضباط المستشارين المصريين ينعكس على غيرهم رغم ان غرفة العمليات الاساسية يتواجد فيها السعوديون والاماراتيون والمصريون بصورة محددة.
وتشارك مملكة البحرين ببعض المجموعات العسكرية ذات الواجبات المدنية لحالات الطوارئ ولا تعتبر مشاركتها عنصرا فاعلا في مسار الاحداث.
تأثرت حسب التسريبات المشار اليها عملية تبديل القوات في المناطق الحدودية او حتى في العمق اليمني المسيطر عليه من السعودية والامارات.
ويمتنع السودان بدوره عن اظهار الحماس لتبيل قواته التي تقدر بعد الاف والتي فقدت العشرات من القتلى والجرحى.
وتخشى اوساط القرار العسكري السعودية ان يتخذ السودان خطوة من شأنها سحب قواته لان الامتناع عن تبديل القوات الميدانية والمقاتلة مؤشر سلبي على الرغبة في سحبها.
وكان الاردن قد اعتذر ايضا عن ارسال قوات برية وشارك بطاقم من سلاح الجو بصورة رمزية.
وفيما تستعين الامارات في الاطار العملياتي لمقاتلين اجانب وبعض الشركات المحترفة عسكريا يزيد عدد القتلى والمصابين من الجيش السعودي.
وتتعاظم تحديات غرفة العمليات المشتركة في نفس الوقت الذي تثور فيه تساؤلات داخل اطار التحالف نفسه حول الكلفة السياسية وصعوبة الحسم العسكري والنقاش المثار في المجتمع الدولي بالإضافة الى الاحراج الذي تسببه الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على نجران والعاصمة الرياض .
وتؤكد التقارير الاستخبارية بان الدول الاسلامية الاخرى التي تم الاعلان عن مشاركتها في التحالف لا تزال في الإطار ارسمي ولم ترسل مالا او رجالا بفارق عددي مؤثر .
كما تؤكد بان السودان يراجع موقفه من المشاركة بأكثر من ثلاثة الاف عسكري في ظل ضغط من الراي العام السوداني.
اما التقارير التي تثيرها منظمات دولية حول انتهاكات وجرائم انسانية ترتكبها عاصفة الحزم في اليمن وضد المدنيين فينتج عنها عبء كبير سياسيا ودوليا وتخضع الدول المشاركة بسبب طول امد الحرب والصراع الى مقايضات وابتزازات سياسية ومضايقات في المحافل الدولية.
وبذلك يقدر المجتمع الاستخباري المتابع بان عاصفة السعودية ضد اليمن اصبحت اقل حزما واكثر تعقيدا والحسم فيها شبه مستحيل وكلفتها عالية وتحديدا على الدول المشاركة خصوصا وان العملية السياسية التي تشكل غطاء وملاذا للنزول عن الشجرة متعطلة في العديد من المسارات ولعدة اسباب.