سفير واشنطن السابق بتل أبيب: تصريحات بن سلمان بعيدة جدًا عن الاعتراف الرسميّ بإسرائيل ومعهد الأمن القوميّ: أقوال وليّ العهد لها وزن كبير بالعالم العربيّ السُنيّ

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 412
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 ما زالت مفاعيل تصريحات وليّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان حول حقّ إسرائيل في دولةٍ تُلقي بظلالها على الخبراء والمُختصّين في شأن المملكة، حيثُ رأى العديد من المحللين والخبراء في تل أبيب وواشنطن أنّ تصريحات الأمير بن سلمان حول حقّ إسرائيل بدولةٍ، هي جزء من عمليةٍ بطيئةٍ وتدريجيّةٍ، تعود أساسًا إلى المصالح الإستراتيجيّة المتقاربة بين البلدين في مواجهة إيران، وليست مؤشرًا على أنّ التطبيع الكامل مع إسرائيل بات قاب قوسين أو أدنى.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، قال يوئيل غوجانسكي، وهو باحث كبير في معهد دراسات الأمن القوميّ إنّ كلّ ما يقوله خادم الحرمين الشريفين المستقبليّ له وزن كبير في العالم العربيّ السُنيّ، لافتًا إلى أنّه يتحتّم على الإسرائيليين عدم التغاضي عن وجود رياحٍ جديدةٍ تهب من الرياض، وهي تهب باتجاه القدس، لكن مع الاعتراف بذلك، يجب ألّا ننسى أنّه يتحدث إلى آذانٍ أمريكيّةٍ، لافتًا إلى أنّ امتناع بن سلمان عن انتقاد إسرائيل وقول أشياء لطيفة عن اليهود هو طريقة ولي العهد لتقديم مملكته في ضوءٍ جديدٍ.
وتابع أنّه عندما يذكر ولي العهد المصالح التي تتقاسمها بلاده مع إسرائيل، فإنّه يتحدث في الواقع أكثر إلى الرئيس الأمريكيّ وأقّل إلى الإسرائيليين، مُشيرًا إلى أنّ بن سلمان يحاول إظهار صورةٍ جديدةٍ لدولة ينظر إليها العديد من الأمريكيين على أنها محافظة للغاية، كما أنّه خلال إسرائيل، يُمكنه تعزيز مصالح بلاده بشكل أفضل في أمريكا، لأنّه يتطلّع لرضا واشنطن، حسب غوجانسكي.
من ناحيته أقّر مفاوض السلام الأمريكيّ المخضرم آرون ديفيد ميلر بأنّ اعتراف ولي العهد بحق الإسرائيليين في أرضهم يعتبر جديدًا، لكنه حذر أيضًا من تزايد التوقعات لسياسةٍ سعوديةٍ جديدةٍ تمامًا تجاه إسرائيل، مُوضحًا أنّ هذه معاملة ذكية، وليست تحولاً، على حدّ تعبيره.
في السياق عينه، رأى جوشوا تيتلبوم، الخبير بشأن السعودية في مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجيّة، بأنّ الملك المستقبليّ ليس لديه مشكلة مع مبدأ وجود دولة يهودية، لكن الأمر كلّه مشروط بمعاهدة سلام. وأردف الخبير أنّ بن سلمان لم يذهب في الواقع إلى ما هو أبعد من القادة السعوديين السابقين، وأنّ هذه المقابلة هي جزء من عمليةٍ طويلةٍ في التاريخ السعودي، تعود إلى خطة فهد، على حدّ قوله.
من ناحيته، قال سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل دان شابيرو إنّ ولي العهد مستعد بشكلٍ واضحٍ للتصريح بالمحظورات المتعلقة بإسرائيل والتي لم يقم بها أسلافه، مشيرًا إلى أنّ الرياض سمحت لأوّل مرّةٍ لطائرةٍ مدنيّةٍ بالمرور عبر المجال الجوي السعودي في طريقها إلى تل أبيب. لكنّ شابيرو استدرك قائلاً إنّ تصريحات ولي العهد السعوديّ بعيدة كلّ البعد عن الاعتراف الرسميّ بإسرائيل، مشيرًا إلى حقيقة أن المسؤولين السعوديين ما زالوا يرفضون مقابلة الإسرائيليين في العلن.
أمّا جوزيف مان، وهو خبير في شؤون المملكة العربيّة السعودية في جامعة بار إيلان الإسرائيليّة، فقال لموقع (تايمز أوف أزرائيل) إنّ أكثر ما أثار الدهشة بشأن مقابلة ولي العهد هو رفضه معاداة السامية صراحةً.
وذكّر الخبير بأقوال بن سلمان للصحيفة الأمريكيّة بأنّ “بلدنا ليس لديه مشكلة مع اليهود، نبينا محمد تزوج من امرأة يهودية، وجيرانه كانوا من اليهود، وتجد الكثير من اليهود في المملكة العربية السعودية قادمين من أمريكا ومن أوروبا، ولا توجد مشاكل بين المسيحيين والمسلمين واليهود”، واعتبر الخبير الإسرائيليّ أنّه كان من المُنعش أنْ نرى كيف رفض محمد بن سلمان كراهية اليهود التي هيمنت على المجتمع السعوديّ لأجيالٍ بهذه السهولة، على حدّ وصف مان.
الباحث مان اختتم قائلاً إنّ تعليقات بن سلمان حول حق ّالإسرائيليين في دولتهم هي إيجابيّة، لكن، أضاف، أنّه من ناحية أخرى، لم تكُن في الحقيقة جديدة، فقد كان السعوديون ينظرون إلى الفلسطينيين دائمًا على أنّهم الجانب الإشكاليّ.
اللافت أنّ أركان دولة الاحتلال، ما زالوا يُحافظون على الصمت المطبق، حول تصريحات بن سلمان للصحيفة الأمريكيّة، وحتى اللحظة لم يصدر أيّ تعقيبٍ من وزراء أو نواب في الكنيست حول أقوال وليّ العهد السعوديّ.