إسرائيل تُقابل تصريحات ابن سلمان حول حقّ اليهود بدولةٍ بعدم المبالاة وإعلامها يكتفي بنشر أقواله باقتضابٍ دون التعقيب والساسة يتجاهلونها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 361
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ الإعلام الإسرائيليّ-العبريّ، المقروء، المسموع والمرئيّ، علاوة على وسائل التواصل الاجتماعيّ، يعكس آراء وأفكار صنّاع القرار في الدولة العبريّة، فيُمكن القول-الفصل: تصريحات وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، لصحيفة (The Atlantic)، حول حقّ اليهود في الحصول على أرضٍ خاصّةٍ بهم، لم تحظَ باهتمامٍ في الأوساط الإسرائيليّة، حيث اكتفت وسائل الإعلام بنشر الخبر عن المُقابلة في الصفحات الأخيرة من الصحف، وامتنعت، لأمرٍ في نفس يعقوب، عن تسمية التصريحات بالتاريخيّة، جريًا على العادة الإسرائيليّة عندما تُسجّل دولة الاحتلال إنجازًا دبلوماسيًا أوْ سياسيًا أوْ عسكريًا.
الإعلام العبريّ، اكتفى بنشر الخبر ودن التعقيب أوْ التعليق عليه، حتى أنّ صحيفة (يديعوت أحرونوت) الأوسع انتشارًا في الدولة العبريّة، نشرت الخبر باقتضابٍ شديدٍ، ولم ترَ من المُناسب نشر صورة وليّ العهد السعوديّ بن سلمان، كما برز جليًا وواضحًا عدم تعقيب الساسة في إسرائيل على هذه التصريحات، علاوةً على أنّ الإعلام العبريّ لم ينشر التحليلات حول تبعات وتداعيات هذه التصريحات.
ومن الأهميّة بمكان الإشارة في هذا السياق إلى أنّه عندما أدلى قائد هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط، بحديثٍ لموقع (إيلاف) السعوديّ، أقامت إسرائيل الدنيا ولم تُقعدها، وتناول الإعلام العبريّ الـ”لقاء التاريخيّ” من جميع جوانبه، لا بلْ أكثر من ذلك، الصحافيّ الإسرائيليّ، وهو ابن الطائفة الدرزيّة، التي أجرى اللقاء تحولّ إلى نجمٍ في جميع وسائل الإعلام على السبق الصحافيّ الذي كان من نصيبه.
وعودٌ على بدء: صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أوردت خبر المقابلة مع الأمير بن سلمان، وقالت: إنّ وليّ العهد السعوديّ يُواصل إطلاق التصريحات المفاجئّة، لافتةً إلى أنّه ساوى مرّة أخرى ألمانيا النازيّة مع إيران، وقال للصحيفة الأمريكيّة إنّ المُرشد الأعلى للثورة الإسلاميّة، علي خامينائي يجعل من هتلر يبدو جيّدًا، وأنّ هتلر لم يقُم بفعل ما يفعله خامنينائي، فالأوّل أراد احتلال أوروبا، أمّا خامينائيّ فُيريد احتلال العالم، بحسب تعبيره. وانتهز أحد قرّاء هذه الصحيفة اليمينيّة نشر التصريحات ليُهاجم الـ”يسار الصهيونيّ” في إسرائيل، زاعمًا أنّه، أيْ السار لا يُوافق على هذه الأقوال، لأنّه يرفض أنْ تكون لليهود دولةً، بحسب تعبيره.
موقع صحيفة (هآرتس) نشر هو الآخر خبرًا قصيرًا عن تصريحات وليّ العهد السعوديّ، مع صورةٍ كبيرةٍ لابن سلمان، ولكن ما يؤكّد عدم اهتمام الإسرائيليين بهذا الـ”حدث”، يُمكن استشفافه من عدد المُعقبين على الخبر: ثلاثة قرّاء فقط وجدوا من المُناسب التعقيب على أقوال ابن سلمان، في حين اهتمّ الآخرون بتصفح أخبارٍ أخرى نُشرت في الموقع عينه.
من ناحيته نشر موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ خبرًا مُقتضبًا جدًا عن تصريحات ابن سلمان، وقال في مقدمة الخبر إنّ وليّ العهد السعوديّ يُواصل تبنّي سياسة الصداقة مع إسرائيل والشعب اليهوديّ، بتصريحه حول حقّ اليهود في دولةٍ خاصّةٍ بهم، لكن أحد القرّاء كتب تعقيبًا جاء فيه: لا تُصدّقوا الأغيار (أيْ غير اليهود)، وتابع قائلاً: أنا حصلت على دولتي إسرائيل من الله سبحانه وتعالى، ولستُ بحاجةٍ لتصديقٍ من الأغيار، على حدّ تعبيره.
العنجهية الإسرائيليّة وصلت ربمّا إلى قمتها في موقع صحيفة (معاريف) الالكترونيّ، الذي نشر خبرًا قصيرًا جدًا عن تصريحات وليّ العهد السعوديّ، حيث كتب أحد القرّاء تعقيبًا على أقوال الأمير ابن سلمان: “مساحة المملكة العربيّة السعوديّة تُعادل عشرين بالمائة من مساحة إسرائيل، عليكَ منح الفلسطينيين دولةً في السعوديّة”.
حتى وسائل التواصل الاجتماعيّ لم تُبدِ أيّ اهتمامٍ بتصريحات ابن سلمان، فالصفحة الرسميّة لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة على موقع (فيسبوك): “إسرائيل تتكلّم العربيّة”، وهي الموجّهة للوطن العربيّ، لم تتناول تصريحات ابن سلمان للصحيفة الأمريكيّة بتاتًا.