حلفاء السعودية يدينون اطلاق الحوثيين صواريخ بالستية ويعتبرون الهجمات إيرانية الصنع..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1408
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وحل النزاع اليمني في طريق مسدود بعد ثلاثة أعوام على أولى ضربات التحالف وسط أزمة انسانية كبرى تضع ملايين السكان على حافة المجاعة
دبي ـ (أ ف ب) – دانت الامارات والكويت والبحرين والحكومة اليمنية الاثنين اطلاق المتمردين الحوثيين لصواريخ بالستية على السعودية ما أدى الى سقوط قتيل واحد.
ويأتي اطلاق الصواريخ البالستية في الذكرى الثالثة لبدء التدخل العسكري بقيادة الرياض في اليمن.
وأعلن الدفاع المدني في منطقة الرياض بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية (واس) “سقوط إحدى الشظايا على منزل سكني تسبب باستشهاد مقيم وإصابة اثنين آخرين جميعهم من الجنسية المصرية”.
ودانت الامارات ما وصفته ب “الهجمات الصاروخية الايرانية الصنع” مؤكدة وقوفها الكامل الى جانب السعودية في مواجهة هذا التصعيد.
وقال بيان صادر عن الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية ان هذا التصعيد “استهدف ترويع المدنيين والإضرار بالبنية التحتية في المملكة عبر هجمات عشوائية تنم عن مدى التعنت الحوثي الإيراني وإصرارها على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها”.
والإمارات عضو رئيسي في التحالف العسكري في اليمن بقيادة المملكة السعودية.
وبعث كل من العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ببرقيات الى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اعربا فيها عن استنكارهما لاطلاق الصواريخ البالستية.
واكدت الدولتان وقوفهما مع السعودية وشعبها.
بينما اعتبرت الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف، في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان اطلاق الصواريخ على الاراضي السعودية يعد “مؤشرا لمضيها في الاصرار على نهجها العدواني ورفضاً صريحا للسلام، وتحديا سافرا للمجتمع الدولي وقراراته الملزمة”.
وبعد ثلاثة أعوام على أولى ضربات التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد الحوثيين، تبدو نهاية الحرب في اليمن بعيدة المنال بينما يغرق البلد الفقير في أزمة انسانية كبرى تضع ملايين السكان على حافة المجاعة.
وبينما تدخل الحملة العسكرية عامها الرابع، لا تزال القوات الحكومية عاجزة عن تحقيق الانتصار الكامل، في وقت تواصل السعودية محاولة الدفاع عن حدودها شمالا، وتستمر الامارات بسعيها لحماية جنودها المنتشرين في جنوب البلد الفقير.
ويرى محللون ان أمرا واحدا تغير في العام الثالث للحملة العسكرية، وهو أدوار الدول الاعضاء في التحالف العسكري المتهم عبر منظمات حقوقية بارتكاب “جرائم حرب” عبر التسبب بمقتل مئات المدنيين.
وقتل في النزاع منذ بداية التدخل السعودي في 26 اذار/مارس، أكثر من 9300 يمنيا، واصيب 53 ألفا آخرون على الأقل بجروح، بينما يواجه ثمانية ملايين يمني خطر المجاعة، ونحو مليونين احتمال الاصابة بالكوليرا، والوفاة جراء ذلك.
أما على الصعيد السياسي، فقد فشلت الامم المتحدة التي تقود وساطة بين أطراف النزاع، في تحقيق تقدم نحو التوصل الى حل على طاولة الحوار بقيادة المبعوث الاممي السابق الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد.
وحتى المبعوث الجديد مارتن غريفيث تجنب اعطاء أي وعود بتحقيق تقدم قريب على المستوى السياسي لدى وصوله الى اليمن السبت الماضي في أول زيارة له، حيث قال للصحافيين “سنبدأ من الصفر”.
وفي خضم الجمود على المستويين العسكري والسياسي، يبدو النزاع في اليمن وكأنه يسير دوما نحو التمديد وباتجاه طريق مسدود، خصوصا في ظل احكام الحوثيين سيطرتهم على العاصمة صنعاء مع قيامهم بقتل حليفهم السابق الرئيس التاريخي لليمن علي عبدالله صالح في كانون الاول/ديسمبر الماضي.
واطلقت القوات الحكومية حملة عسكرية على ساحل البحر الاحمر في غرب اليمن بعيد مقتل صالح، وتمكنت من تحقيق تقدم انما ببطء شديد.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، كتب روبرت مالي وابريل لونلي في تقرير لمجموعة الازمات الدولية “حتى وان حققت القوات التي تقودها السعودية تقدما على ساحل البحر الاحمر، كما يبدو حاليا، فان جبهة الحوثيين لن تنهار”.
وأضافا “أكثر ما يمكن ان يأمل به السعوديون هو حرب عصابات طويلة” في شمال اليمن حيث معاقل المتمردين وبينها صعدة.
– مؤشرات توتر –
وظهرت في الفترة الاخيرة بحسب محللين مؤشرات على امكانية حدوث تصدع في الجبهة الداخلية للتحالف العسكري بقيادة السعودية وشريكتها الامارات، وهم تدعمان معا الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
كما نشرت تقارير غير مؤكدة تفيد بامكانية ان يكون أعضاء في التحالف على استعداد لبحث امكانية فتح قنوات تواصل مع المتمردين في المستقبل.
ورفض متحدث باسم التحالف العسكري التعليق على لك.
وكتب الباحث في جامعة “رايس” كريستيان كوتس اولريشسن في تقرير حول الشرق الاوسط “مع ان السعوديين والاماراتيين لم يخرجوا من التحالف، الا أن المؤشرات على حدوث توتر ظهرت بشكل دوري”.
وأضاف ان البلدين الحليفين “يواجهان تهديدات مختلفة (…)، من أمن الحدود واختراق الاراضي السعودية، الى الحملة الواسعة لسحق الجماعات الاسلامية كما هو حال أبوظبي”.
وتابع ان هذا الأمر أدى الى “تحالفات منفصلة مع القوى المحلية على الارض، حيث تدعم القوات السعودية قوات حكومة هادي، بينما تدعم القوات الاماراتية فصائل وميليشيات في جنوب اليمن تعارض نفوذ هادي”.
قبل التدخل العسكري في اليمن، كانت القوات السعودية تملك خبرة محدودة في القتال، بينما سبق وان نشرت الامارات قوات في كوسوفو في عام 1990، وتواصل حاليا تدريب قوات يمنية على الأرض في جنوب البلاد وعلى رأسها القوة المعروفة باسم “الحزام الامني”.
ومنح هذا الدور أبوظبي اليد العليا في جنوب البلد المجاور حيث قامت قوة “الحزام الامني” في كانون الثاني/يناير الماضي بالسيطرة على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المدعومة من التحالف، بعد معارك دامية خاضتها ضد قوات هذه الحكومة.
والهدف الرئيسي للامارات ابعاد خطر الاسلاميين قدر الامكان، وتوسيع نفوذها وانتشارها البحري في منطقة الخليج.
ويقول اولريشسن ان الامارات تدير قاعدة “عصب” في اريتريا ومنها تنطلق عمليات جوية ضد اليمنيين، ومركزا اخر في ميناء “بربرة” في أرض الصومال، وهما يشكلان “ركنين أساسيين في المقاربة الاقليمية الاماراتية (…) بهدف مكافحة الارهاب، والقرصنة، والاسلاميين، والنفوذ الايراني”.
لكن رغم الاولويات المختلفة، يرى محللون ان التحالف قادر على حفظ تماسكه، مستبعدين حدوث انشقاق.
وقال المحلل اليمني ماجد المذحجي لوكالة فرانس برس ان “الاحتياج المتبادل” بين الامارات والسعودية “أسمى من الخلاف”.
وأضاف “لا يمكن الرهان على خلاف بينهما رغم ان هناك مسارات قد تصل الى حد التصادم السياسي لاحقا. (…) ما يجمعهما الان لادارة التعقيدات على الارض أهم من أي تعارض في المصالح”.