صفقة القرن تُطهى بعيداً وعمان “تحاسب” لاحقاً: بن سلمان والسيسي يشيدان البوابة الاقتصادية ودور الملياردير صبيح المصري “قادم”..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1351
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بعدما مَهّدا عودة التطبيع مع إسرائيل كوشنر وغرينبلات يلتقيان نتنياهو لساعات
برلين- “رأي اليوم” – فرح مرقه:
 تشاهد عمان مجدداً “خيوط اللعبة” المتسلّلة من بين يديها، وهي ترى ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يعبر عن التقارب العميق بينه وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من جهة، بينما الرئيس الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ضيافة رأس الحربة في مشروع التسوية الكبير الرئيس دونالد ترامب من جهة أخرى.
نتنياهو اجتمع لساعات بصهر الرئيس الامريكي جاريد كوشنر، ومستشار الرئيس جيسون جرينبلات، الامر الذي لم يرشح عنه اي تفاصيل، رغم ان الرئيس الاسرائيلي ذاته كان قد وجه لهما شكره على المساهمة في حل الأزمة مع الدبلوماسية مع الأردن.
الرجلان هما عرابان تطبيع العلاقات مجددا مع عمان، وهما على الارجح من اسهم باختيار السفير الاسرائيلي الجديد لعمان، والذي اعلنت بالامس الحكومة الاردنية عن استلام اوراقه. الامر الذي قد لا يفيد الا كبح جماح اي تصعيد محتمل بين الجانبين.
عمان تراقب فقط، بعدما اعلنت وعلى اعلى المستويات انها ترى الولايات المتحدة الوسيط الوحيد للسلام رغم انها لا تتفق مع اعلان القدس، الامر الذي يريح الجميع منه اليوم الرئيس الامريكي وهو يقول ان قضية القدس لم تعد على الطاولة، وان اي مفاوضات لاحقة لن تتطرق لقضية القدس، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والاردنيون بينما لا يمانع به الرجلان المجتمعان في القاهرة، والعاكفان على رسم الجانب الاقتصادي في الصفقة، حيث المشروع الضخم على البحر الأحمر.
حصة عمان بالصورة الكبرى، يتوقع لها اصلا انه تم اعدادها وترتيب تفاصيلها العريضة مع واحد من اكبر الملاك في الجنوب الاردني وهو الملياردير الفلسطيني صبيح المصري والذي يترأس البنك مجلس ادراة البنك العربي، ويقال انه على وشك التخلي عن منصبه فيه، الا انه ووفق ما رشح لـ “رأي اليوم” فهو يتأهب عمليا لحصّته من المشروع الاقتصادي السياحي، المتوقع له ان يكون بوابة “التطبيع” الاقتصادية بين السعودية واسرائيل، وتدخل به بكل الاحوال عمان والقاهرة.
العاصمتان المجاورتان لا بأس ان دخلتا على خط المشروع “طوعاً” كما فعلت القاهرة، أو “كرهاً” كما سيحصل مع عمان بعدما يبدأ المصري التعاون مع السعوديين على اساس المشروع وتجد المملكة نفسها في وسط مشروع يؤسس لعلاقة مستدامة بين السعودية والاسرائيليين بهذه الصورة.
قبل ثلاثة أعوام وحين عملت عمان على الاستجابة لطلب الامير محمد بن سلمان نفسه على انشاء مجلس تنسيقي للاستثمار، قام الجانب السعودي عمليا بفرض العديد من التفاصيل على الأردن من حيث الاماكن وشكل الاستثمارات المفترضة، وهو ما قبلت به عمان بكل الاحوال ولم تعارضه.
حين عرض المشروع على مجلس النواب، كانت هناك مبادرة من النائب المحنّك عبد الكريم الدغمي والدكتورة رولا الحروب تطالب بتقييد الجنسيات الممكن ان تستفيد من هذا الصندوق، وكان الرجل انذاك يقول صراحة انه لا يريد ان يدخل اسرائيليون في اللعبة، الامر الذي تصدّت له في حينه حكومة الدكتور عبد الله النسور، وفقا للطلبات السعودية.
اليوم، تجد العاصمة الاردنية نفسها على اعتاب المشروع الضخم، والذي لا بد انها تدرك ان حاجتها الاقتصادية الهائلة والتي ساهمت بزيادتها الشقيقة الكبرى “السعودية” اصلا، لن تمكنها من التمنع عن تفاصيله، الا ان الوقت يفترض بأنه لم يفت تماما على التعديلات واملاء بعض الشروط.
فالعاصمة الاردنية، متضررة بكل الاحوال من ما عرف بـ “صفقة القرن” والتي بدا في سياقها الرئيس الفلسطيني عاجز تماما عن اتخاذ اي خطوات او اي مواقف، وكذلك الاردن المصر على التجاوب السلبي في المشهد، حيث يغير ويبدل في معادلته الداخلية تبعاً لمقتضيات المصلحة السعودية، حيث دخول الدكتور جعفر حسان للفريق الوزاري واحدة من الاشارات.
بكل الاحوال، الاشارات تتلاحق وبصورة ضخمة، وعلى ما يبدو فإن احدا في العالم ليس جادّاً على الخوض في هذا الملف، لا الفرنسيين ولا حتى الروس المنهمكين تماما في سوريا والرئيس الامريكي يقلص فعلاً عمل منظمة الغوث الفلسطينية من جهة، ويزيح القدس ويبحث ما بعدها من جهة اخرى، وكل ما ورد، ستدفع عمان ثمنه في النهاية.