تحقيق العدو المجاور … هل هناك خطر حدوث تصعيد بين السعودية وإيران؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1703
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الرياض ـ يان كولمان:
 الراضون عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان32/ عاما/ يعتبرونه مصلحا. ربما عاد الفضل لهذا الحاكم الفعلي للسعودية في أن يُسمح للنساء بقيادة السيارات في هذه المملكة ذات التقاليد الإسلامية المحافظة.
كما ألغى الأمير محمد بن سلمان الحظر المرفوع على إنشاء دور للسينما في بلاده.
بالنسبة للشباب السعودي على وجه الخصوص فإن محمد بن سلمان يعني الحاكم الذي كسر القواعد الجامدة في السعودية.
ولكن الوجه الآخر لمحمد بن سلمان يبدو أقل لطفا حيث يعتبر ولي العهد السعودي القوة الدافعة وراء حصار إمارة قطر، ذلك الحصار الذي يُثقل بشدة على منطقة الخليج.
كما أن محمد بن سلمان هو المسؤول بصفته وزير الدفاع عن التدخل العسكري لبلاده في الجارة اليمن، ذلك التدخل الذي تسبب في سقوط أعداد لا حصر لها من المدنيين.
يعتبر محمد بن سلمان بالنسبة لمنتقديه ومعارضيه مؤجج الحرب الذي يلعب بالنار في المنطقة.
فمنذ أن وصل والده وإياه للسلطة في الرياض عام 2015 طرأ تحول على السياسة الخارجية في السعودية.
فبينما كان هذا البلد الغني بالنفط يحاول في السابق ممارسة النفوذ من خلال دفتر الشيكات أصبح اليوم يتدخل بشكل نشط كما هو الحال اليوم في الحرب الأهلية في اليمن.
تتحدد العقيدة التي وراء السياسة الخارجية التي يتبناها القصر الملكي السني بعامل معين بشكل خاص ألا وهو المنافسة مع الجارة الشيعية إيران التي تعتبرها الرياض عدوا لدودا لها.
تنتهج السعودية بشكل عدواني هدف التصدي للنفوذ المتنامي لإيران في العالم العربي.
وتُظهر العمليات العسكرية للسعودية في اليمن تحت إدارة بن سلمان أن المملكة لا تتلطف كثيرا في هذه السياسة حيث تحارب المقاتلات السعودية مسلحي مليشيا الحوثي الشيعية التي تدعمها إيران.
ربما كانت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعادية لإيران هي حافز ولي العهد السعودي كثيرا وراء ذلك حيث إن ترامب تربطه علاقة وطيدة بالرياض.
بل إن البعض يعتبرون بن سلمان متهورا لدرجة أنهم يخشون من حدوث تصعيد للصراع مع إيران في المستقبل القريب حيث حذر مجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له من أن هناك احتمالا بأن يشهد عام 2018 “حدوث نزاع مسلح بين إيران والولايات المتحدة أو أحد حلفائها”.
ليست الاختلافات الدينية وحدها هي التي تفصل بين السعودية السنية وإيران الشيعية اللتين تمثلان أكبر تيارين في الإسلام ، فالرياض تخشى بشكل خاص من المنافسة الإيرانية على النفوذ في الشرق الأوسط، وهو خوف ازداد بشكل هائل جراء الاتفاق النووي مع إيران.
كما أن القصر الملكي في السعودية يساوره قلق من أن تتحالف الأقلية الشيعية التي تتركز شرق السعودية مع إيران وأن تتمرد هذه الأقلية.
وبالفعل فإن طهران نجحت خلال السنوات الماضية شيئا فشيئا في توسيع نفوذها حيث أصبحت إيران تمتلك عبر مليشيا حزب الله ذراعا طويلة في لبنان.
كما أن الجماعات المسلحة ،التي تدعمها طهران في سورية ،أصبحت هي القوة التي تحدد الواقع على الأرض هناك.
وفي العراق تعيش المليشيات المتحالفة مع إيران بشكل وثيق حياتها الخاصة منذ وقت طويل.
استطاعت إيران من خلال انتصارات القوات الموالية للحكومة في سورية ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إقامة منطقة برية متصلة تمتد من لبنان إلى الأراضي الإيرانية نفسها.
ويمكن لصادرات الأسلحة أن تصل لحزب الله عبر هذا الامتداد البري.
ولأن ذلك يصنَف من جانب السعودية إضافة لإسرائيل على أنه بالغ الخطورة فإن هناك منذ وقت طويل شائعات مفادها بأن البلدين المتعاديتين أصلا، السعودية وإسرائيل، ربما أبرما خلف الكواليس اتفاقا لمحاربة حزب الله.
أظهرت أزمة رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري قبل بضعة أسابيع و الذي يقال إنه أجبر من قبل السعوديين على الاستقالة، مدى احتمال نشوب صراع في هذا البلد الصغير الواقع على البحر المتوسط.
وربما عززت السعودية عملياتها العسكرية في اليمن أيضا وذلك على الرغم من النجاحات القليلة التي حققها التحالف العسكري الذي تقوده المملكة منذ بداية العملية العسكرية قبل نحو ثلاث سنوات أو بسبب هذه النجاحات نفسها.
ولكن السعودية وحلفاءها لم يستطيعوا حتى الآن صد المسلحين الحوثيين بشكل حاسم حتى الآن.
فهل يمكن أن تقع حرب مباشرة بين السعودية وإيران؟
ليس هناك الكثير الذي يوحي بذلك. فرغم عظم الخوف في الرياض من عدوتها اللدود إلا أن السعوديين يعلمون جيدا أن قواتهم ليست ندا للقوات الإيرانية.
كما أن القصر الملكي السعودي غير قادر تقريبا على شن حرب على عدوته اللدود إيران حيث إن السعر المتدني للنفط يسبب ضغطا على السعودية ومواردها المالية.
ويضطر ولي العهد السعودي أن يدفع بإعادة هيكلة اقتصاد بلاده بشكل ملح للأمام ليصبح أكثر استقلالا عن النفط، وهنا أيضا تبرز الحاجة للإصلاحي محمد بن سلمان. (د ب ا)