السعودية تُدعِّم مشروعها الممنهج لـ”وأد القضية الفلسطينية”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 732
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تقرير محمد البدري
 المساعي السعودية لوأد القضية الفلسطينية، أصبحت أكثر ظهوراً ووضوحاً. التطبيع السياسي والإعلامي والاقتصادي أصبح “عادياً” في الإعلام السعودي.
حذف القدس من المناهج الدراسية أصبح ضمن سياسة الدولة للنأي عن الانتماء للقضية الفلسطينية، في حين أن منع الصحافة كتابها، بإيعاز من جهات مسؤولة، من انتقاد الاحتلال الإسرائيلي أو الإشارة إليه ككيانٍ إرهابي، يضعه مراقبون في أن المملكة أضحت في خندق معادٍ لفلسطين فعلياً.
تواجد الرياض في الخمدق المعادي لفلسطين، وصل بها الى حد تجريم ما يناقض سياستها اتجاه القضية الفلسطينية، لتتوارى مقالات الدفاع عن القدس وتحل مكانها انتقادات لدول إقليمية كتركيا وقطر وإيران على خلفية مواقفها من الملف الفلسطيني.
الذراع الديني للسلطات السعوية، غائب بشكلٍ كاملٍ عن المشهد. لا خطابات داعمة للقضية أو الشعب الفلسطيني، ولا حتى تنديد او استنكار للقرارات الأميركية، وإذا ذكرت القدس على المنابر فإنها تأتي في سياق مزاعم وادعاءات دعم الملك سلمان لها.
مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر ما هو أكثر عداءً للقضية، إذ أن الحملات التي تديرها لجان مرتبطة بجهات حكومية تسيء للحق الفلسطيني وللفلسطينيين عموماً. أوسمة بعناوين “#بالحريقه_انت_وكضيتك”، و”#السعوديون_يغضبون_لملكهم” على خلفية إحراق صور الملك سلمان في الإحتجاجات التي عصفت بفلسطين، تكشف العداء الذي تكنه السلطة السعودية للقضية الفلسطينية، وهو عداء تحاول فرضه وتعميمه على الشعب.
إدراج المملكة لحركة “حماس” كحركة إرهابية، يتماهى بشكلٍ كلي مع السياسة الأميركية المعادية للقضية الفلسطينية، ويتقاطع أيضاً مع ما كشفته الصحف والوكالات العالمية، بأن السعودية تعمل، منذ أسابيع، خلف الكواليس للضغط على الفلسطينيين من أجل تأييد خطة “سلام” أميركية وليدة. وفي هذا، يرى مراقبون أن الرياض تشارك ضمن استراتيجية أميركية أوسع نطاقا لوضع خطة لتسوية القضية الفلسطينية لا تزال في مراحلها الأولى.
ما بات يطلق عليه باسم “صفقة القرن”، كشف الزيف السعودي اتجاه فلسطين قضيةً وشعباً. ولي العهد، محمد بن سلمان، أظهر ما كان يضمره أسلافه، من تبعية عمياء للقرارات الأميركية. القدسُ عرّت الحكم السعودي، وأظهرته على حقيقته المتآمرة ضد القضايا العربية والإسلامية.