واشنطن بوست: محمد بن سلمان يقلب تقاليد الحكم السعودي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 793
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 قال ديفيد أغناتيوس، الكاتب بصحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يقوم بعمل قوي جداً ومحفوف بالمخاطر؛ لكونه يقلب تقاليد العائلة السعودية الحاكمة، مشيراً إلى أن حملة الاعتقالات التي نفذها قبل يومين وشملت أمراء ووزراء أظهرت أن “الرجل يتصرف بعناد شديد”.
أحد كبار رجال الأعمال السعوديين قال لـ”الواشنطن بوست”، إن بن سلمان يخلق سعودية جديدة، في إشارة إلى الحملة التي نفذها لاعتقال أمراء ووزراء ومسؤولين كبار.
وتابع: “إنه أمر محفوف بالمخاطر جداً، بن سلمان تحدى كبار الأمراء ورجال الدين المحافظين بسماحه بقيادة المرأة للسيارة، وإذا كانت السلطة التنفيذية تؤيد إجراءات بن سلمان فإنها قلقة أيضاً؛ لأنه يقاتل على أكثر من جبهة في وقت واحد”.
قائمة المعتقلين شملت الأمير متعب بن عبد الله، ابن الملك الراحل عبد الله، ورئيس الحرس الوطني السعودي، وهو رجل له مكانته القبلية، كما أنه قائد للحرس الملكي، الذي كان تشكيله جزءاً من التوازنات داخل العائلة المالكة، ولكن بإعفائه من منصبه واعتقاله فإن ذلك أدى إلى اختلال هذا التوازن الدقيق داخل العائلة.
ويرى كاتب المقال أن بن سلمان يفكك عمْداً نظام الحكم التقليدي في السعودية وإن كان الأمر يتم ببطء، ولكنه متواصل، لقد خرج الأمير الشاب بعيداً عن تقاليد الحكم السعودي.
بن سلمان وفي مقطع متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، هدد المفسدين بالسعودية بأنه “لن ينجو منهم أحد، أمير أو وزير أو أي شخص”.
الفساد في السعودية، يقول الكاتب، حقيقة واقعية، فلقد صار يستنزف الميزانية ويعيق أي عملية للتحديث فيها، ويبدو أن بن سلمان سيسعى إلى أن يكسب شعبيته من خلال استهداف كبار الأثرياء.
يقول محلل سياسي سعودي إن بن سلمان قرر أن يضيِّق دائرة الأشخاص المنتفعين، فبدلاً من 10 آلاف شخص سيكون العدد أقل بكثير.
قائمة المعتقلين شملت أقطاباً كباراً في العائلة الحاكمة، منهم الملياردير الأمير الوليد بن طلال رئيس شركة المملكة القابضة وأحد أبرز المستثمرين السعوديين، وصالح كامل ووليد الإبراهيم، مؤسسا شركة الشرق الأوسط للإعلام، وعادل فقيه وزير الاقتصاد والتخطيط، الذي يعتبر أحد أبرز المساهمين في تطوير البرنامج الإصلاحي بالسعودية.
كما شملت الاعتقالات الأمير متعب بن عبد الله ابن الملك الراحل وقائد الحرس الوطني، وخالد التويجري الذي كان رئيساً للديوان الملكي في عهد الملك الراحل عبد الله، وسبق لبن سلمان أن أطاح في يونيو الماضي بالرجل القوي الذي كان يهيّئ نفسه لتولي العرش بعد الملك سلمان، الأمير محمد بن نايف.
ما جرى في السعودية، بحسب الكاتب، يشبه ما جرى في دول وأنظمة استبدادية مثل الصين؛ عندما استخدم الرئيس شي جين بينغ الفساد شماعةً للزج بكبار قيادات الدولة من العسكريين والحزبيين في السجن، ويبدأ عملية تغيير أسلوب القيادة الذي كان متّبعاً في الصين والذي يعتمد على مفهوم القيادة الجماعية.
ولا يخفى على أحد أن بن سلمان على علاقة مميزة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أن العملية سبقتها زيارة لصهر ترامب غاريد كوشنر إلى الرياض، وقضى فيها عدة ليالٍ لوضع استراتيجية الأيام المقبلة. (الخليج اونلاين)