«باكس روسيكا».. هل أصبحت روسيا القوة الأجنبية الأولى في غرب آسيا؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1327
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
قام العاهل السعودي الملك «سلمان» بزيارة رسمية لروسيا تستغرق 4 أيام. وهذه هي المرة الأولى التي يسافر فيها حاكم سعودي إلى روسيا، الأمر الذي يمثل تحولا في الواقع الجيوسياسي، وخاصة في الشرق الأوسط.
وتعتبر الزيارة اعترافا ضمنيا بأن روسيا أصبحت عنصرا رئيسيا في غرب آسيا، ولم يعد بإمكان الاتفاقات الاستراتيجية في المنطقة أن تتجاهل مصالح موسكو. ومما لا شك فيه، أن هذا يؤكد نجاح روسيا في ترسيخ أقدام نظام «بشار الأسد» في سوريا. وفي الواقع، تعترف جميع الأطراف تقريبا في النزاع السوري الآن بأن فكرة رحيل «الأسد» قد أصبحت مستبعدة، على الأقل في الوقت الحاضر. وهو ما تؤكده زيارة الملك «سلمان» إلى موسكو.
وتأمل الرياض الآن في أن يساعدها بناء الجسور مع موسكو على وقف مد الهلال الشيعي الإيراني المستمر في التمدد عبر العراق وسوريا ولبنان. وبالتالي، على الرغم من دعم البلدين لأطراف متعارضة في الحرب الأهلية السورية، قرر السعوديون التفاوض مع الروس لخفض خسائرهم. ومن المثير للاهتمام أن الرياض تتواصل أيضا مع السلطات الشيعية في بغداد، وقد استضافت في الأشهر الأخيرة رجل الدين الشيعي العراقي المؤثر «مقتدى الصدر». وبعبارة أخرى، مع سياسات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» تجاه الشرق الأوسط، تثبت الرياض أنها غير مستعدة لوضع كل بيضها في سلة واشنطن، ولهذا فإنها تتطلع إلى تنويع علاقاتها الاستراتيجية.
ولدى روسيا اليوم دولا، من تركيا إلى الصين ومرورا بإيران، تعمل معها من أجل استقرار الوضع في الشرق الأوسط، وخلق نظام عالمي مستقر متعدد الأقطاب. ومن ناحية أخرى، ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها قوة متراجعة مع سياسة مشوشة من ترامب تحت شعار «أمريكا أولا». وفي مثل هذا السيناريو، ترى الرياض جدوى في تعزيز العلاقات مع موسكو. وقد وقع الوفد السعودي الزائر اتفاقات أولية لشراء نظام الدفاع الجوي إس-400 الروسي، ما يجعل السعودية الحليف الثاني للولايات المتحدة بعد تركيا الذي يقوم بذلك. وإلى جانب منظومة إس-400، يرغب السعوديون أيضا في شراء أنظمة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات «كورنت» وقاذفات صواريخ متعددة.
وتوجد أيضا مصلحة مشتركة في التنظيم المشترك لإنتاج النفط العالمي. وفي العام الماضي، قادت المملكة مع روسيا اتفاقا بين أوبك والدول غير الأعضاء في أوبك لخفض إنتاج النفط لتعزيز أسعار النفط. وتأمل الرياض في جعل هذا التعاون النفطي تعاونا دائما. وتعد زيارة الملك سلمان لموسكو اعترافا واضحا بأن روسيا قد تفوقت على الولايات المتحدة في غرب آسيا. ومن الناحية العملية، أصبحت روسيا الآن هي القوة الغربية الأولى في المنطقة. وبينما تبقى الأصول الأمريكية على الأرض، فقد أظهرت روسيا أنها تستطيع أن تعمل، وتتصرف بشكل حاسم، لإحداث تغييرات عميقة. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان السعوديون سيستطيعون إقناع الروس بالتوقف عن دعم الإيرانيين، وذلك لأجل استعادة نفوذهم في سوريا. لكن السعوديين على يقين من أن الأمريكيين لا يستطيعون مساعدتهم في هذا الصدد.

المصدر | رودرونيل غوش - تايمز أوف إنديا