العراق: السعودية والإمارات تدعمان انفصال كردستان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1799
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تساؤلاتٌ عدة تُطرح حول التحديات التي قد تواجه العراق، بعد تحرير مدينة الموصل من تنظيم “داعش”، في ظلِّ توجهٍ سعودي – إماراتي لدعم انفصال “إقليم كردستان”.
تقرير عباس الزين
ما ظهر هو انهزام تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق. ثمة فشلٌ سعوديٌّ في خلفيات هذا الانتصار بدى واضحاً لمشروعٍ مشتركٍ مع الولايات المتحدة كان يهدف لجعل العراقِ ساحةَ صراعٍ، ومن ثم تقسيمه إلى كيانات طائفية يسهل من خلالها السيطرة على الموارد العراقية لا سيما النفطية منها، إلى جانب قطع التواصل الجغرافي لما يُعرف بـ”محور المقاومة”.
سيدخل العراق مرحلةٌ جديدة بعد “داعش” تحمل في طياتها مؤامرات جديدة وخطط تقسيمية بمنحى مختلف، القاسم المشترك بينها وبين المراحل السابقة، يكمن في الدول التي دعمت تنظيم “داعش” سابقاً.
الدعم الأميركي للقوات الكردية “البشمركة” في العراق ضمن حربها المزعومة ضد “داعش” كان هدفه التحضير لمرحلة ما بعد هزيمة التنظيم الإرهابي. إذ تسعى القوات الكردية إلى توسيع نطاق “إقليم كردستان” من خلال ضمّ مناطق تمكنت من السيطرة عليها، خصوصاً بعض الأقضية التابعة لمحافظتي الموصل وكركوك. السيطرة على الأراضي يتقاطع مع السعيٍ لإجراء استفتاء بشأن استقلال “إقليم كردستان” عن العراق في 25 سبتمبر/أيلول 2017، ما يُمثل التحدي الأولّ لحكومة بغداد بعد القضاء على الإرهاب.
على الرغمِ من عدم جدية واشنطن في دعم انفصال “إقليم كردستان” ورغبتها في إبقاء الملف الكردي ورقة إبتزازٍ إقليمية، إلاّ أن الرياض وأبو ظبي أتّخذتا خطوات متقدمة في هذا الشأن.
وكان مستشار الديوان الملكي السعودي عبد الله بن عبد العزيز قد لفت النظر، بعد عودته من “كردستان العراق”، إلى أن الأخيرة يمكنها التواجد كبلدٍ قوي ومؤثر في المنطقة. وبحسب المعلومات، تعهدت أبو ظبي لأربيل بتمويل مشروع “الاستفتاء الشعبي”، على الرغم من رفض الحكومة العراقية القاطع لإجراءه.
توسّع الصراع الخليجي بين الرياض والدوحة اقليمياً، فبالإضافة إلى رغبة السعودية بتقسيم العراق، يبدو أن الورقة الكردية هي أبرز اسلحة الرياض في مواجهة أنقرة، التي سارعت إلى وصف إجراء مثل هذا الاستفتاء بـ”الخطأ الفادح”، على لسان رئيس الوزراء بن علي يلديريم.
في ظل السياسات الأميركية واندفاع السعودية لتويض الخسائر الأميركية في العراق عبر دعم انفصال “اقليم كردستان” ومطالبتها لاحقاً بـ”اقليم سني”، يبدو أن العراق مقبلٌ على تحديات من نوعٍ آخر ربما أصعب، إذا لم تتخذ بغداد موقفاً واضحاً تجاه الأصدقاء والأعداء.