باريس تدعو الاطراف الخليجيين الى الحوار وتعلن التشاور مع السعودية وقطر مع استمرار ازمة دبلوماسية غير مسبوقة في المنطقة..

وزير الخارجية الألماني: هناك محاولات لعزل قطر وإصابتها بشكل وجودي ونحن قلقون جدا بشأن التصعيد المأسوي للوضع وعواقبه على المنطقة برمتها
برلين – باريس ـ (أ ف ب) – عبر وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل عن دعمه لقطر في النزاع الحالي بينها وبين جاراتها العربية. وقال جابريل في تصريح نشرته صحيفة “هاندلزبلات” الألمانية اليوم الثلاثاء إن هناك محاولات على ما يبدو لعزل قطر وإصابتها بشكل وجودي. ورأى جابريل أن “إضفاء نهج ترامب (ترامبنة) في تعامل دول المنطقة مع بعضها أمر بالغ الخطورة في منطقة تهزها الأزمات بالفعل” وقال إنه “قلق جدا بشأن التصعيد المأسوي للوضع وعواقبه على المنطقة برمتها”. وانتقد جابريل سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط وقال إن صفقات الأسلحة الهائلة التي أبرمها ترامب مع دول الخليج تزيد من خطر الدخول في دوامة تسلح مضيفا: “هذه سياسة خاطئة تماما”.
وأكد وزير الخارجية الألماني، العضو بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن بلاده تراهن على حل فتيل النزاعات بالمحادثات. ومن المقرر أن يلتقي جابريل غدا الأربعاء نظيره السعودي عادل الجبير في برلين “وسنعلم بالتأكيد المزيد بشأن الدوافع وراء سلوك السعودية هذا المسلك بالغ الشدة”.
وفي سياق ذي صلة وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة جديدة، اليوم الثلاثاء، التطورات بشأن قطر بأنها “قد تكون بداية لنهاية فظائع الإرهاب” وكتب على حسابه على تويتر:”من الجيد رؤية زيارتي للسعودية ولقائي مع العاهل السعودي و50 من قادة الدول تؤتي ثمارها”. وأضاف :”لقد قالوا إنهم سيتخذون موقفا صارما بشأن تمويل التطرف. وكل الاشارات كانت تصب نحو قطر. ربما هذا سيكون بداية نهاية فظائع الإرهاب”. وكان ترامب قد قال في تغريدة سابقة اليوم أيضا إنه قال أثناء زيارته الأخيرة للشرق الأوسط إنه يجب ألا يكون هناك دعم للأيديولوجيا المتطرفة مضيفا أن حكاما أشاروا في أعقاب ذلك إلى قطر ثم أنهى ترامب تغريدته بالقول: “انظروا!” ملمحا بذلك إلى أن التطور الحالي منطقي. وكان البيت الأبيض قد أعلن بعد ظهر أمس الاثنين أن الحكومة الأمريكية ستسعى لنزع فتيل التوتر في هذه الأزمة الدبلوماسية الخليجية الأعمق منذ سنوات. وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب سيتحدث مع جميع المعنيين لتهدئة الموقف. وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين قد أعلنت أمس الاثنين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب العالمي. يشار إلى أن قطر بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.
وأملت وزارة الخارجية الفرنسية بان “يعالج التوتر الحالي في منطقة الخليج بالحوار” لافتة الى ان وزير الخارجية الفرنسي سيتشاور الثلاثاء مع نظيريه السعودي والقطري.
ويستقبل وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان نظيره السعودي عادل الجبير وسيتشاور هاتفيا مع وزير الخارجية القطري مع استمرار ازمة دبلوماسية غير مسبوقة في المنطقة.
وقالت الخارجية الفرنسية “لدينا حوار منتظم وقديم العهد مع مجمل دول منطقة الخليج وكذلك مع مصر”.
وقطعت السعودية والبحرين والامارات واليمن ومصر والمالديف الاثنين علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر متهمة اياها ب”دعم الارهاب”.
وتقيم باريس علاقات جيدة وخصوصا تجارية مع كل الدول المعنية وباعت في 2015 مقاتلات رافال لمصر وقطر.
وأضافت الخارجية ان “فرنسا متمسكة في منطقة الخليج ومناطق اخرى بتقدم الاندماج الاقليمي الذي يشكل عامل استقرار وتعرب عن املها بان تتم معالجة التوتر الحالي بالحوار”.
وتابعت “نحن الى جانب دول المنطقة في التكثيف الضروري لعملية مكافحة المجموعات الارهابية ومن يدعمها ويمولها”.
وسيلتقي لودريان الثلاثاء في مقر الخارجية نظيره السعودي عادل الجبير في زيارة كانت مقررة قبل اندلاع الازمة.
كذلك، سيتشاور هاتفيا مع نظيره القطري “وسيستقبل الاربعاء ممثل ولي عهد ابو ظبي للحوار الاستراتيجي الفرنسي الاماراتي، على ان يتوجه الخميس الى مصر للقاء الرئيس (عبد الفتاح) السيسي ونظيره” المصري.